دمر الجيش الإسرائيلي، السبت، برجا سكنيا ثانيا في مدينة غزة، ودعا سكان المدينة إلى مغادرتها والانتقال إلى منطقة المواصي جنوبا، مع استعداده المستمر لتنفيذ هجوم بري على المدينة. وتحدث الدفاع المدني في غزة عن استشهاد 24 شخصا، السبت، بنيران اسرائيلية، بينهم خمسة قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع. وردا على سؤال لفرانس برس، لم يشأ الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات. وألقت طائرات إسرائيلية، السبت، آلاف المناشير فوق الأحياء الغربية في مدينة غزة، طالبة من السكان إخلاءها. ولاحقا، أعلن الجيش أنه قصف برجا ثانيا أفاد شهود بأنه برج السوسي، غداة قصفه برج مشتهى. « إلى أين نذهب؟ » ويزعم جيش الاحتلال أنه سيستهدف « بنى تحتية إرهابية » في المدينة، وخصوصا الأبراج السكنية، متهما حركة حماس باستخدامها. وقال نافع (44 عاما) الذي أورد أنه يقيم مع عائلته في خيمة في حي الرمال « قرأت المناشير (…) ولكن إلى أين نذهب؟ سننتظر وحين نرى الدبابات الإسرائيلية تقترب سنرحل ». من جهتها، اتهمت حماس جيش الإحتلال الإسرائيلي بارتكاب « جريمة (…) النزوح القسري بحق الشعب الفلسطيني ». أقر ت حكومة الاحتلال مؤخرا خطة للسيطرة على غزة في شمال القطاع الذي تسيطر القوات الإسرائيلية على نحو 75 في المائة من مساحته. وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يتكدس فيها نحو مليون شخص، وفق تقديرات الأممالمتحدة التي حذرت من « كارثة ». وتواصل إسرائيل عمليات التدمير غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولاياتالمتحدة « منخرطة في مفاوضات معمقة جدا مع حماس ». وتطرق ترامب الى موضوع الرهائن قائلا « أفرجوا عنهم جميعا الآن، أفرجوا عنهم جميعا »، مشيرا إلى احتمال وفاة عدد أكبر منهم. ورغم أن حماس وافقت في على اقتراح الوسطاء الولاياتالمتحدة ومصر وقطر لاتفاق هدنة وإطلاق سراح الرهائن، تطالب الحكومة الإسرائيلية الحركة بإلقاء سلاحها وإطلاق سراح جميع الرهائن. وفي بيان، السبت، وجه منتدى عائلات الرهائن شكره إلى ترامب وستيف ويتكوف، موفده الخاص إلى الشرق الأوسط، ل »عزمهما (…) على إحراز تقدم في المفاوضات ». وأمل أن تظهر الحكومة الإسرائيلية التي تتعرض لمزيد من الضغوط الداخلية والخارجية « التصميم نفسه على إعادة الرهائن وإنهاء الحرب ». منذ بداية الحرب، شن الجيش الإسرئيلي الكثير من الغارات الجوية على مناطق أعلنها « إنسانية » و »آمنة » للسكان، مشيرا إلى أنه يستهدف مقاتلي حماس المختبئين بين المدنيين. وقال عبدالناصر مشتهى (48 عاما) النازح المقيم في خيمة في منطقة الجندي المجهول في غرب مدينة غزة، بعد مغادرته حي الزيتون الذي تعرض للقصف، « الجيش يكذب على الناس، إذا ذهبنا للحصول على مساعدات طحين ومعلبات غذائية يطلقون النار ». وأضاف لوكالة فرانس برس عبر الهاتف « حاليا سنبقى في مكاننا… كل مناطق غزةوالجنوب فيها قصف وموت ». « المواصي ليست آمنة » من جانبه، أكد بسام الأسطل (52 عاما) الذي نزح مع عائلته إلى منطقة المواصي، أن « أسوأ منطقة هي المواصي… ليست منطقة إنسانية ولا منطقة آمنة، أكبر عدد للشهداء يوميا في المواصي وليس فيها أماكن للخيام ولا خدمات إنسانية، ولا مياه وصرف صحي ولا مساعدات غذائية ».