في خيبة أمل جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلنت لجنة نوبل النرويجية اليوم الجمعة فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديراً لجهودها "من أجل عملية انتقال عادلة وسلمية من نظام ديكتاتوري إلى آخر ديمقراطي". وقال رئيس اللجنة، يورغن فاتنه فليدنس، خلال إعلانه من العاصمة أوسلو، إنّ ماتشادو "قدمت مثالاً استثنائياً على الشجاعة في النشاط المدني في أميركا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة"، مشيداً بما وصفه ب"إصرارها على النضال السلمي من أجل الديمقراطية رغم القمع والعقوبات السياسية".
ماريا كورينا ماتشادو، وهي سياسية وناشطة من أبرز وجوه المعارضة الفنزويلية، شغلت عضوية الجمعية الوطنية بين يناير 2011 ومارس 2014، قبل أن تُمنع من الترشح وتتعرض للملاحقة على خلفية مواقفها المناهضة لنظام نيكولاس مادورو. ويأتي الإعلان عن فوزها في عامٍ طغت عليه حملة دعائية مكثفة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي عبّر مراراً وبصراحة عن رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام، في محاولة لتكرار إنجاز أربعة من أسلافه في البيت الأبيض: باراك أوباما (2009)، جيمي كارتر (2002)، وودرو ويلسون (1919)، وثيودور روزفلت (1906). ورغم إصرار ترامب على تذكير أنصاره بما يصفه ب"إسهاماته في تحقيق السلام العالمي"، خصوصاً عبر "اتفاقات أبراهام" في الشرق الأوسط، استبعد المراقبون أن يذكر رئيس اللجنة النرويجية اسمه ضمن قائمة المرشحين الجديين، معتبرين أن رغبته المعلنة في الفوز بالجائزة أضرت بحظوظه أكثر مما ساعدته. وهكذا، خيّبت لجنة نوبل آمال ترامب مجدداً، لتمنح الجائزة هذا العام لمعارِضة لاتينية تجسد رمز المقاومة المدنية السلمية في وجه الاستبداد، في وقتٍ تستمر فيه فنزويلا في معاناتها السياسية والاقتصادية الطويلة، بينما تستعيد جائزة نوبل معناها الأصلي: تكريم من يناضلون من أجل السلام، لا من يسعون إلى مجده.