كشفت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" عن حصيلة سنتين من التضامن المغربي مع قطاع غزة، حيث كان المغرب من أكثر البلدان التي نظَّمت أشكالاً متعددة من الاحتجاجات للمطالبة بوقف الحرب على الفلسطينيين. وأفادت الهيئة في تقرير لها، أن المغاربة شاركوا فيما يفوق 10 آلاف وقفة احتجاجية للتضامن مع قطاع غزة، حيث أطلقت مبادرة "جمعات طوفان الأقصى" التي أصبحت موعدًا أسبوعيًا ثابتًا في الساحة المغربية، نظمت على إثره 97 جمعة تضامنية على امتداد سنتين، في أكثر من 60 مدينة مغربية.
وأشارت أنه منذ اندلاع العدوان الصهيوني على قطاع غزة في أكتوبر 2023، خرج المغاربة في أكثر من 650 مسيرة محلية في إطار الهيئة و11 مسيرة وطنية في إطار الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وما يزيد عن 200 مسيرة محلية في إطار الجبهة، ليشكّل بذلك "أكبر حراك تضامني عرفته الساحة المغربية منذ عقود". وأوضحت أنها نظمت أكثر من 250 ندوة ومحاضرة، بتعاون مع مؤسسات فكرية وجامعية عبر ربوع الوطن، كما أصدرت الهيئة سلسلة من الكتب والملفات التوعوية والمواد البصرية، فيما استضافت شخصيات فكرية وحقوقية لتأطير النقاش العمومي حول حرب الإبادة على قطاع غزة. وأكدت الهيئة أن مسيرات الرباط والدار البيضاء الوطنية والمليونية كانت علامة فارقة في التاريخ المغربي، ومعهما مسيرات كبرى في مراكش ووجدة وتطوان ومكناس وغيرها، مشيرة في المقابل أن مسيرات طنجة حظيت بإشعاع واسع وصيت كبير. وأبرزت أن تنوع المكونات السياسية والنقابية والجمعوية المشاركة في الأشكال التضامنية مع الشعب الفلسطيني، عكست وحدة الموقف الشعبي المغربي رغم اختلاف التوجهات، وأكدت أن فلسطين ليست قضية خارجية، بل قضية وطنية يعيشها الشعب المغربي بوجدانه وهويته وإيمانه. ولفتت إلى أن التضامن مع فلسطين امتد للميادين الرياضية، حيث رفرف علم فلسطين في أغلب الملاعب المغربية، وردّد المشجعون شعارات التضامن مع غزة والمقاومة، كما أُنتجت كليبات إعلامية وفنية داعمة للشعب الفلسطيني ومندّدة بالحرب والمجازر في غزة. وأشارت أن طلاب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، نظموا نحو ألف نشاط وفعالية متنوعة على المستويين المحلي والوطني تضامنا مع طوفان الأقصى، توزّعت على 12 جامعة و40 مؤسسة تعليمية، وشملت الإضرابات الطلابية الوطنية، والمسيرات الاحتجاجية، والوقفات التضامنية، إلى جانب الندوات الفكرية والمهرجانات الثقافية والمسابقات الإبداعية. وسجلت الهيئة اضطلاعها بدور ميداني وإعلامي بارز في حملات المقاطعة للمنتجات والشركات الداعمة للكيان الصهيوني، من خلال تنظيم أربع حملات وطنية للمقاطعة تخللتها إنتاجات إعلامية وتوعوية متنوعة، والمساهمة في الحملة الوطنية التي نظّمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، فضلا عن المشاركة في الوقفات الاحتجاجية أمام الأسواق والشركات الداعمة للكيان. وذكرت الهيئة أنها ساهمت ضمن أطر تنسيقية كالجبهة المغربية، في تنظيم تظاهرات ميدانية ضد شركات مثل ماكدونالدز وكارفور، أسفرت عن اعتقالات ومتابعات قضائية في حق بعض النشطاء الذين أُفرج عنهم لاحقاً وتلقّوا أحكاماً غيابية. إضافة إلى مشاركتها في وقفات احتجاجية ضد أنشطة تطبيعية شهدتها عدة مدن، من وقفة ضد كاتبة صهيونية استُضيفت في تيكنوبارك بالدار البيضاء، واحتجاج ضد أوركسترا أندلسية برئاسة صهيوني بمقر الجهة في الحبوس، ووقفة مماثلة ضد النشاط نفسه الذي نُظم في حلبة السباق قرب عين الذئاب، فضلا عن الاحتجاج أمام مسرح محمد الخامس بالرباط رفضاً لنشاط "فني" تطبيعي بمشاركة فنانين صهاينة.