تسببت التساقطات المطرية الغزيرة والتقلبات الجوية، التي شهدتها مناطق متفرقة من الساحل الأطلسي خلال الساعات الأخيرة، في توقف كامل لحركة السير على الطريق الوطنية رقم 1 (RN1) الرابطة بين مدينتي أكاديروالصويرة، وذلك عند دوار "تعكارت" التابع للجماعة الترابية تمنار في إقليمالصويرة. وأفادت مصادر محلية لموقع "لكم"، أن هذا الانقطاع المفاجئ يعود إلى فيضان التحويلة الطرقية المؤقتة التي تم اعتمادها بعد تدمير قنطرة كانت قيد الإنجاز، حيث أدى ارتفاع منسوب المياه وجريان السيول إلى غمر المقطع الطرقي بالكامل، مما جعل مرور المركبات بمختلف أحجامها مستحيلا.
محور استراتيجي خارج الخدمة تُعد الطريق الوطنية رقم 1 من أهم المحاور الطرقية في المملكة، إذ تربط شمال المغرب بجنوبه على طول الساحل الأطلسي، ويعبرها يوميًا آلاف مستعملي الطريق من سيارات خفيفة وحافلات نقل المسافرين وشاحنات نقل البضائع، كما تشكل شريانا حيويا للنشاط الاقتصادي والسياحي بين أكاديروالصويرةومراكش. وبحسب تقديرات مهنيي النقل، فإن توقف هذا المحور، ولو لساعات، يتسبب في خسائر زمنية ومادية كبيرة، خاصة بالنسبة للنقل الطرقي للبضائع والمنتجات الفلاحية والسمكية، التي تتطلب سرعة في التسليم واحترام سلاسل التبريد. القنطرة المتضررة… مشروع مؤجل تشير المعطيات المتوفرة إلى أن القنطرة التي تضررت بفعل التقلبات الجوية الأخيرة كانت قيد الإنجاز ضمن مشروع يهدف إلى تحسين السلامة الطرقية وتأمين تصريف مياه وادٍ موسمي يشهد ارتفاعًا مفاجئًا في منسوب المياه خلال فترات التساقطات، غير أن انهيارها المؤقت واعتماد تحويلة بديلة جعلا المقطع الطرقي هشًا أمام أول موجة فيضانات. وأفادت مصادر مطلعة أن استئناف حركة السير يبقى رهينًا بانحسار منسوب المياه وعودة الوضع إلى طبيعته، مع ضرورة تدخل الفرق التقنية لإعادة تأمين المقطع المتضرر قبل السماح بمرور المركبات. مسارات بديلة وتوصيات للسلامة وفي ظل هذا الوضع، دعت الجهات المعنية مستعملي الطريق إلى تأجيل تنقلاتهم غير الضرورية، أو اعتماد مسارات بديلة، أبرزها الطريق السيار أكادير-مراكش عبر شيشاوة، رغم طول المسافة، تفاديًا للمخاطر المحتملة. كما تم اقتراح مسارات جهوية بديلة، من قبيل طريق إمسوان – تمزكيدة – أوفتاس في اتجاه تمنار، وذلك حسب ظروف السير وحالة الطرق، مع التأكيد على ضرورة متابعة المستجدات الصادرة عن السلطات المحلية ومصالح التجهيز. تقلبات مناخية تختبر الجاهزية يعيد هذا الحادث إلى الواجهة إشكالية تأقلم البنية التحتية الطرقية مع التقلبات المناخية، خاصة في المناطق التي تشهد سيولا وأودية موسمية، مما يستدعي، بحسب متابعين، تعزيز معايير الهندسة الوقائية، وتسريع إنجاز المنشآت الفنية الدائمة بدل الحلول المؤقتة. وجددت السلطات نداءها إلى مستعملي الطريق بضرورة توخي الحيطة والحذر، واحترام تعليمات وتوجيهات عناصر الدرك الملكي والسلطات المختصة، حفاظا على سلامتهم، في انتظار عودة حركة السير إلى طبيعتها.