07 غشت, 2018 - 10:30:00 على بعد أيام من انطلاقة الدورة الثانية لمهرجان أنجرة للتراث الذي تنظمه "مؤسسة مهرجان أنجرة للتراث" تحت شعار"التراث الجبلي، غنى ثقافي وصوفي في خدمة التنمية" وذلك على مدى يومي 11 و 12 غشت الجاري، تعالت أصوات رافضة للنشاط، ومطالبة بتحديد أولويات المنطقة التي تعاني التهميش رغم تواجد فوق ترابها العديد من المشاريع الكبرى، وفي مقدمتها "ميناء طنجة المتوسط". وفي الوقت الذي تقول فيه الجهة المنظمة ان مهرجان أنجرة للتراث يهدف إلى التعريف بالموروث الثقافي والحضاري لإقليم الفحص أنجرة، وتثمين الثراث اللامادي والحفاظ عليه وجعله في خدمة القطاع السياحي، تقول الأصوات الرافضة للمهرجان أن احتجاجاتهم تأتي كتعبير عن غضب ساكنة المنطقة عن التأخيرات والتعثرات لأغلب المشاريع المقامة فوق ترابها وغياب التنمية بكل تجلياتها. تنشيط للحركة الثقافية والاقتصادية للمنطقة وأعلنت "مؤسسة مهرجان أنجرة للتراث" أن المهرجان سيكون مناسبة لتنشيط الحركة الثقافية والفنية بالمنطقة، بالإضافة لتنشيط الرواج الاقتصادي والسياحي والحركية التجارية، من خلال التعريف بمنتجات التعاونيات المحلية وتثمينها، هذا فضلا عن إبراز المؤهلات السياحية للمنطقة، والمساهمة في تنويع العرض السياحي. وأضاف المؤسسة في بلاغ تلقى "لكم" نسخة منه، أنها ستنظم ندوة فكرية حول : تمظهرات التراث الصوفي في بلاد جبالة، يومه الأحد 12 غشت 2017 بالمدرسة الجماعاتية عمر بن الخطاب بمركز خميس أنجرة، وذلك لإبراز تراث وفكر المنطقة. واعتبر بلاغ الجهة المنظمة أنه و"لتحقيق هذه الغايات، أعد منظمو المهرجان، برنامجا متكاملا ومتنوعا، سيمكن الجمهور من اكتشاف الفنون الشعبية التى يزخر بها اقليم الفحص أنجرة، عبر حفلات تراثية من تقديم فرق فنية من المنطقة والتي لا زالت تقاوم الاندثار، من أبرزها الطقطوقة الجبلية و فرق الحصادة و عيساوة بالإضافة للحضرة النسائية". وحسب البلاغ دائما فإن الزوار سيتعرفون على التقاليد التي لا زالت متجدرة عند السكان من خلال عروض: للبوجة وللأزياء الأنجرية، ولاسيما الاحتفاء بسلطان الطلبة وبوجلود، ويمكن اكتشاف المزيد من خلال الخيمة التراثية التي ستنصب بالموازاة مع فقرات المهرجان. وأشار البلاغ إلى أن المهرجان سيسلط الضوء على أهمية الحرف التراثية فى الحفاظ على الهوية الأنجرية و على تنوع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني باقليم الفحص أنجرة، حيث يهدف إلى دعم الجهود التى يبذلها الحرفيون من أجل صون ثروتهم وإحيائها ونقلها إلى الأجيال القادمة والحفاظ عليها من الاندثار. كما سيركز المهرجان يضيف البلاغ على إحياء مجموعة من الحرف التراثية التى كان لها دور وظيفي فى الحياة القروية بأنجرة، وقيام الحرفيين بالابتكار فيها مع المحافظة على الأصالة، حيث سيتم عرض نماذج لمجموع الأنشطة التقليدية والحرفية التي يمارسها السكان بالمنطقة : الحياكة والغزل، النسيج، العزف، صناعة السجاد، الفخار وغيرها. وأفاد البلاغ أنه وبحكم المكانة الهامة للمنتجات المحلية الفلاحية في اقتصاد المنطقة حيث تعتبر رافعة لتنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، سيتم تخصيص فضاء لعرض المنتوجات المحلية بالموازاة مع فقرات المهرجان، حيث سيتمكن العارضون والحرفيون والتعاونيات والجمعيات من تقديم منتجاتهم للزوار المغاربة و الأجانب وتسويقها بشكل أفضل وبالتالي ستشكل مصدر دخل مهم للساكنة القروية. المنطقة تعرف غياب للتنمية بكل تجلياتها البرلمانية سعاد بولعيش عن اقليم الفحص أنجرة، اعتبرت الاحتجاجات الرافضة لهذا المهرجان، أنها تأتي كتعبير عن غضب الساكنة على تأخر وتعثر أغلب المشاريع المقامة فوق ترابها، كما أن غياب للتنمية بكل تجلياتها من صحة ونقائصها، ومن تعليم وإشكالاته والبنية التحتية، دافع أساسي لهذه الاحتجاجات. وأكدت البرلمانية في حديث مع "لكم"، أن هناك قرى بأكملها لازالت تعيش عزلة تامة أيام الشتاء، ولا زالت أسر لحد الآن بدون كهرباء، وأما معانات الساكنة مع الواد الحار في مركز جماعة أنجرة، فتلك طامة لا يحس بأثرها إلا من يعيش فيها ويشم روائح الحفر حينما تمتلئ. أما بخصوص البطالة فقالت بولعيش، انها أصبحت تدفع بأغلبية الشباب إما إلي المخدرات، أو إلي الانتحار الذي تزايد عدده في المدة الأخيرة، نتيجة أمراض نفسية بفعل الفقر وضيق اليد، وهي مؤشر قوية تضيف المتحدثة علي أن الوضع يحتاج لإجراءات صارمة تحدد المسؤولية، ومحاسبة كل من تسبب في تأخر وتعثر مجموعة كبيرة من المشاريع التي تنتظرها الساكنة بشغف كبير، وبأمل قل نطيره. وأشارت البرلمانية إلى أنها لا تعتقد على أن ساكنة أنجرة ضد الفن الراقي الأصيل، بل الساكنة تعبر عن استغرابها كيف للمسؤولين أن يجدوا ميزانية لمثل هذه المهرجانات في حين تقابل أبسط طلباتهم بالرفض بسبب عدم وجود الإمكانات، مؤكدة على أن هذه مفارقة تخلق حقدا دفينا وجرحا عميقا في نفوس شباب لا يعلم معاناتهم وآهاتهم في صمت سوي الله. وقالت "اسألوا الأمهات عن معاناتهن مع أبناءهن المدمنين ؟ اسألوا أرامل الأزواج الذين انتحروا عن أسباب إقدامهم علي هذا الفعل الخطير، آخرهم ترك سبعة أطفال احدهم معاق إعاقة تحتاج لعناية خاصة من سيتكلف بها ؟ اسألوا ساكنة المركز عن المعانات اليومية مع حفر الواد الحار وخصوصا في فصل الصيف، اسألوا الساكنة عن معاناتهم مع سمسرة رخص البناء وكيف يدبر هذا الملف؟ اسألوا الساكنة عن التجاهل الكبير التي تواجه بها شكاياتهم عند وضعها بإدارات عديدة منها المكتب الوطني للماء والكهرباء والدرك ؟ اسألوا واسألوا فلن يستوعب عمق آلامهم سوي من يعاشرهم ويعرفهم عن قرب". وأكدت المتحدثة على أننا "نحتاج لصوت الحكمة بعمالة الفحص أنجرة نحتاج لصوت الإنصاف، وليس العناد وفرض أمر الواقع، نحتاج لصوت المسؤولية في مواجهة كل الاختلالات التدبيرية، وعلي رأسها تحديد المسؤولية في تعثر وتأخر كل مشاكل الجماعة والإنصات للساكنة ومحاورتهم حوارا هادفا بناءا هدفه خلق الثقة بينها وبين المسؤلين عبر إنصافهم بايجاد حلول أنية مستعجلة، فرفقا بأبنائنا لأنهم فعلا مهمشون فعلا محگورون ولا تدفعوا بهم الي العقوق والي الكفر بالمؤسسات لأنهم مواطنون يستحقون أن يعيشوا حياة كريمة كما يعيشها باقي الناس"، تختم بولعيش.