"المعلم" يبقى دائما معلما، مهما مرت الأعوام، وتعاقبت الأيام، بل إنه يزداد نضوجا مع تحولات الوقت. بهذه القناعة خرج المتفرجون من السهرة التي شارك فيها ليلة أمس، ضمن الدورة 12 لمهرجان موزازين،" المعلم" الفنان حميد القصري،المعروف بأسلوبه الفني " الكناوي" والمتميز ببصمته الخاصة. كل الذين أسعفهم الحظ بحضور هذه السهرة، تفاعلوا، وسط مناخات روحانية، بشكل تلقائي مع إيقاعاته ذات الجذور الموغلة في التربة الإفريقية،الضاربة في ذاكرة التاريخ البعيد. ففي كل مقطوعة موسيقية، يصدح " المعلم" القصري بصوته القادم من أعماقه، تتحول الجموع البشرية إلى كتلة متماوجة مع النغمات المنبعثة من آلات أعضاء المجموعة المصاحبة له، مثل " القراقب"، و" الهجهوج"،إضافة إلى آلات أخرى حديثة عكست الانفتاح على إيقاعات العصر. ومما أعطى للمشهد الفني في هذه السهرة رونقه وجماليته، هو تلك الأزياء التقليدية، ذات الألوان الحية، التي يرتديها أعضاء الفرقة، الذين شكلوا خلفية فنية ل" المعلم" القصري، منصهرة ومنسجمة معه في الأداء،بأسلوب بديع أثار إعجاب الحاضرين، وهم يستمعون لأغنيات تسكن وجدان كل واحد منهم،لطابعها الديني، مثل "الله لا إله إلا الله "٬ و "الله مولانا" و"مولاي أحمد" و"صل على نبينا"." ويحمل " المعلم " حميد لقب " القصري"، نسبة إلى مسقط رأسه، بمدينة القصر الكبير، حيث ولد سنة 1961، قبل أن يشق طريقه في عالم الفن، اعتمادا على عصاميته، وبدعم وتشجيع من بعض " المعلمين" الذين سبقوه إلى هذا المجال، والذين استطاع أن يتفوق عليهم، وينحت لنفسه مكانة خاصة تحت الشمس، أهلته لأن يحظى بشهرة طاغية، قادته إلى إحياء سهرات داخل المغرب وخارجه.