صنفت الجزائر من بين أفضل الدول الإفريقية في محيط العمل، إذ احتلت المرتبة الرابعة في هذا المجال من بين 54 دولة إفريقية، كما احتلت المرتبة التاسعة في قابلية القيام بالأعمال والمرتبة العاشرة في التصنيف الخاص بالهياكل القاعدية. وجاءت هذه التصنيفات ضمن دراسة نشرتها مجلة تابعة لمجموعة "فاينانشال تايمز"، تحت عنوان "البلدان الإفريقية المستقبلية"، ضمنتها تحليلا لاقتصاد كل بلد إفريقي وترتيب لأحسن عشر دول في مجالات مختلفة منها "أفضل القدرات الاقتصادية"، "أفضل محيط عمل"، "أفضل فعالية من حيث التكلفة"، "أفضل هياكل قاعدية"، "أفضل قابلية للقيام بالأعمال"، "أفضل وجهات من بين المدن الافريقية" و«أفضل المدن من حيث النمو". وفي إطار هذه التصنيفات، كانت الجزائر ضمن العشرة بلدان الأولى في ثلاث فئات، أولاها "أفضل محيط عمل"، حيث صنفت الرابعة وهي أحسن مرتبة لها. ويعني ذلك أن الجزائر توفر للعمال جوا مناسبا ليكونوا منتجين بالنظر إلى المزايا العديدة التي تتيحها لهم من أجل النجاح. واعتمدت المجلة في تصنيفها للجزائر –التي جاءت بعد جزر موريس وتونس ومصر- بهذا المجال على جملة من العوامل أهمها: قوة العمل والتعليم والمسار المهني ومؤشر التنمية البشرية... ومن خلالها استنتجت مدى التطور والسياق الإيجابي الذي تتكون فيه الموارد البشرية. وفي فئة "قابلية القيام بالأعمال"، احتلت الجزائر المرتبة التاسعة التي تتضمن جملة من المعايير أهمها محيط الأعمال ومؤشرات الحرية الاقتصادية ونسبة مخاطر البلد ومؤشرات حماية الاستثمارات. وكانت المرتبة العاشرة من نصيب الجزائر في مجال الهياكل القاعدية والتي تأخذ بعين الاعتبار مدى توفر الربط بالانترنت وسرعته وعدد مستخدميه وعدد المطارات وعدد الموانئ والسكك الحديدية والنمو في مجال الهاتف الثابت والربط بالكهرباء. وغابت بلادنا عن قائمة أكثر عشر دول جالبة للاستثمارات في القارة الافريقية والتي تصدرتها جنوب إفريقيا، تلاها كل من المغرب وجزر موريس ومصر. كما غابت عن قائمة أحسن عشر دول في القدرات الاقتصادية والتي كانت جنوب إفريقيا على رأسها متقدمة على نيجيريا وكينيا وغانا. ونجد الجزائر كذلك ضمن العشر الأوائل في فئة "الفعالية-التكلفة" التي جاءت في صدارتها كل من مدغشقر وموريتانيا ومصر. وتظهر الدراسة أن أفضل اقتصاد في القارة السمراء هو اقتصاد جنوب افريقيا التي تبقى رائدة في جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تستقطب خمس الاستثمارات الموجهة إلى افريقيا. وأصبحت القارة الافريقية في السنوات الأخيرة محل اهتمام كبير من طرف البلدان الغربية، لاسيما على المستوى الاقتصادي. إذ يجزم الكثير من الخبراء الاقتصاديين على أن إفريقيا ستمثل المستقبل في مجال النمو الاقتصادي، الذي بدأ منذ الآن يظهر في نسب النمو الايجابية بهذه المنطقة في الوقت الذي تعيش فيه أوروبا إحدى أكبر أزماتها الاقتصادية. وتستقطب القارة مزيدا من الاستثمارات التي أصبحت تتوجه إليها من كل أنحاء العالم. ففضلا عن الشركات الأمريكية والأوروبية، اقتحمت الشركات الصينية بقوة مجال الاستثمار في إفريقيا لاسيما في قطاعات الطاقة والفلاحة والهياكل القاعدية.