أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن البستنة الحضرية تتيح مخرجا من أزمة الفقر، وذلك بفضل تكاليفها الأولية الخفيضة، ودورات إنتاجيتها القصيرة، وغلالها المرتفعة. وأوضحت المنظمة في بيان لها ، اليوم الأربعاء، أن أحد حلول مواجهة الفقر يتجلى في البستنة الحضرية وشبه الحضرية كإمكانية متاحة لإعادة اختراع "الأخضر القروي" ، مضيفة أن التحدي اليوم يتجلى في توجيه المدن بعيدا عن مسارها الراهن نحو مفهوم "تجمعات الخضرة" التي تتيح لسكانها فرصا وأملا وخيارات أكثر. وتقدر منظمة "فاو" أن حوالي 130 مليونا من سكان المدن في إفريقيا، و230 مليونا منهم في أمريكا اللاتينية يشتغلون بالزراعة، وعلى الأخص أنشطة البستنة وذلك لإمداد أسرهم بغذاء كاف وتدبير الدخل من مبيعات الفائض. وأبرزت المنظمة أن إمكانيات إنتاج الفاكهة والخضر توفر أغنى المصادر الطبيعية للمغذيات الدقيقة داخل المدن وحولها، وتقدم الرصيد المتواصل من المأكولات الطازجة المغذية مثلما تعزز قدرة سكان الحضر المعوزين اقتصاديا في الوصول إلى موارد الغذاء. وأضاف البيان أنه وعيا منها بأهمية البستنة الحضرية التمست الحكومات بعشرين بلدا مساعدة المنظمة "فاو" في إزالة الحواجز وتوفير الحوافز، مع تهيئة المستلزمات والتدريب "لبستانيي المدينة" محدودي الدخل. وأشار إلى أن المنظمة قامت أيضا بتوفير الأدوات والبذور ومتطلبات التدريب لإنشاء الآلاف من المدارس الحقلية باعتبارها وسيلة ثبتت فعاليتها في الترويج لتغذية الطفولة وتعزيز مستوياتها لدى أكثر من 30 بلدا. وذكر أنه "عبر العواصم السريعة النمو لغرب إفريقيا ووسطها، ووصولا إلى مناطق العشش السكنية الفقيرة لمدن ماناغوا، وكراكاس، وبوغوتا في أمريكا اللاتينية قامت المنظمة انطلاقا من إيمانها بجدوى مشروعات "البستان الحضري" بمساعدة الحكومات في الترويج لزراعة الخضروات لأغراض البيع التجاري والتغذية، في قطع أراضي تسقى بوسائل إقتصادية وبسيطة على حواف المدن، وإنشاء بساتين صغرى في وسط الأحياء الفقيرة، أو ابتكار وتطبيق مفهوم "أسطح البيوت الخضراء" في مراكز المدن المكتظة بالسكان. وأكدت المنظمة أنه بفضل هذه الأنشطة ازدهر إنتاج الخضر وتنوعت أصنافها، وأنشئت حوالي 40 شبكة ري صغرى جديدة لتغطية متطلبات السقي على مدار العام، مضيفة أنها دربت إلى حدود اليوم حوالي 450 شخصا من روابط المزارعين التعاونية على الممارسات الزراعية الجيّدة، بما في ذلك استخدام الأسمدة العضوية والمبيدات الحيوية. وأوضحت أنه بحلول عام 2020، يمكن أن تصل نسبة فقراء الحضر عموما إلى 45 بالمائة، أو 1.4 مليار شخص، وأن 85 بالمائة من فقراء أمريكا اللاتينية وحوالي نصف مجموع فقراء إفريقيا وآسيا، سيقيمون في مدن صغيرة وكبيرة، معتبرة أن هذه "القنبلة السكانية الجديدة"، يمكن مواجهتها بالمدن الأكثر اخضرارا التي ستصبح مفتاحا لضمان توفر غذاء مغذ ومأمون، وموارد معيشة مستدامة، ومجتمعات أصح.