أنقرهنا لقراءة الموضوع المعلق عليه http://www.marayapress.net/index.php?act=press&id=1858 لم نكن نتصور ان تتقهقر ديمقراطيتنا الفتية بهذه السرعة الى الوراء بعد المكتسبات التي تحققت في مغرب العهد الجديد، ولم يخطر ببالنا ان تعود حليمة الى عادتها القديمة في صنع احزاب "كوكوت مينوت" التي تكتسح المشهد الانتخابي في سرعة قياسية "برق ما تقشع" حتى قبل ان تستكمل هياكلها الحزبية، وكنا نظن ان زمن صنع خرائط سياسية على المقاس قد ولى الى غير رجعة وان قطار الانتقال الديمقراطي قد وضع على السكة. لكن خاب الظن ووئد الامل في المهد وفتح الباب على مصرعيه ل"حركة لكل الانتهازيين". فخرج "جوكير المخزن الجديد" فؤاد عالي الهمة من رحم وزارة الداخلية ليؤسس حزب ادراي جديد، قلب راسا على عقب كل مكتسباتنا واربك المشهد السياسي واحدث فيه رجة كبيرة. ف"اللاعب الجديد" كرس الياس في النفوس واظهر بما لا يدع مجالا للشك بان الامل في تحقيق تغيير حقيقي وملموس ما يزال بعيد المنال. وان تحقيق ديمقراطية حقيقية تكون فيها الكلمة الفصل لما تسفر عنه صناديق الاقتراع من نتائج دون تدخل من الادارة لصالح طرف ومحاصرة طرف اخر اصبح حلما لن يتحقق في المستقبل القريب. فما نشهده اليوم من مسخ سياسي يتزعمه "جوكير المخزن الجديد" لخير دليل على ان هناك خفافيش تخشى نور الديمقراطية وتعمل ليل نهار لتحول دون تحقيق تغيير حقيقي في مغرب الالفية الثالثة. فكيف لمن اعتادوا السباحة في المياه العكرة ان يسمحوا لها بالصفاء وكيف لحزب لقيط لا طعم له ولا لون ولا رائحة يضم بين صفوفه يساري فقد البوصلة وليبرالي انتهازي همه مصالحه الخاصة ومخزني يريد ان يظل الوضع على ما هو عليه حتى يظل فاعلا اساسيا في الساحة. فحزب يتشكل من خليط غير متجانس كيف له ان يخدم مشروع الملك كما يزعم مسؤولوه وقياديوه ؟ اننا نجد داخل الحزب" الاداري الجديد"اليساري القاعدي الذي عانى من السجن وبح حلقه من كثرة لعنه للمخزن لما كان النضال نضالا يجلس جنبا الى جنب مع تجار وسماسرة الانتخابات من الانتهازيين والوصوليين والحربائيين . انه المسخ الحزبي والسياسي الذي هو علامة من علامات افلاس العمل السياسي. وحتى اعطي دليلا على ما اقول ، فاني اسوق مثالا صارخا وواضحا من الاقليم الذي انتمي اليه. ففي اقليمقلعة السراغنة انضم مؤخرا الى حزب الاصالة والمعاصرة احد رموز الفساد البارزين بالاقليم المسمى عبدالرحيم واعمرو المعروف ببومصران والذي لم يكد يمضي على انتسابه الى حزب الاحرار الا شهورا قليلة واستقبل حينذاك رئيس الحزب محمد المنصوري واقام على شرفه حفلا كبيرا سمع به القاصي والداني والحق بقيادة الوطنية للحزب. لكن دوام الحال في الانتماء السياسي المغربي من المحال، فقد عمل بكل الوسائل لينضم الى الحزب "الاداري الجديد" ليتكمن من تحقيق مصالحه والاستمرار في رئاسة المجلس الاقليمي. ويذكر انه مستشار برلماني ورئيس المجلس الاقليمي والمنسق الاقليمي لحزب الهمة وابنه يراس المجلس البلدي لمدينة سيدي رحال. يتميز هذا الشخص بالمكر والخداع والمراوغة ويتقن اللعب على الحبال.فظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله الفساد والاستبداد والانتقام من خصومه وارهاب كل من يحاول التصدي له او الوقوف في وجهه. والغريب انه يجد داخل السلطة من يقف بجانبه ويدعمه ويحارب بجانبه من اجهزة السلطات الاقليمية والمحلية. فالجميع يتذكر قصة ذلك الباشا الذي ادى ثمن نزاهته حيث تم تنقيله الى المصالح المركزية بوزارة الداخلية لانه وقف صامدا في وجه التلاعب بنتائج الانتخابات التشريعية لسنة 2007 لصالح مرشح واعمرو بومصران. فتامر عليه مع العامل السابق لقلعة السراغنة محمد حلموس الوالي الحالي لجهة العيون بالصحراء المغربية. ويشار الى ان محمد جلموس هو الذي عبد الطريق ل"جوكير المخزن الجديد" ليحصد مقاعد الرحامنة الثلاثة. اذن كيف لحزب قبل ان يضم بين صفوفه رمز من رموز الفساد ان يصلح البلاد ويضمن حقوق العباد. وان التساؤل المطروح هو هذا التناقض الصارخ الذي يتبناه حزب "الادارة الجديد" اذ في الوقت الذي يزعم فيه مؤسسه انه يسعى الى تنفيذ مشروع الملك، يعارض حكومة الملك؟؟؟ !!!