الدمناتي: مسيرة FDT بطنجة ناجحة والاتحاد الاشتراكي سيظل دائما في صفوف النضال مدافعا عن حقوق الشغيلة    تيزنيت: الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ينظم تظاهرته بمناسبة فاتح ماي 2025 ( صور )    عندما يهاجم بنكيران الشعب.. هل زلّ لسانه أم كشف ما في داخله؟    وزراء خارجية "البريكس" وشركاؤهم يجتمعون في ريو دي جانيرو    كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة.. المنتخب المغربي يدشن مشاركته بفوز صعب على كينيا    في عيد الشغل.. أمين عام حزب سياسي يتهم نقابات بالبيع والشراء مع الحكومة    صادرات الفوسفاط بقيمة 20,3 مليار درهم عند متم مارس 2025    تنفيذ قانون المالية لسنة 2025.. فائض خزينة بقيمة 5,9 مليار درهم عند متم مارس    "كان" الشباب: المنتخب المغربي ينتصر على كينيا ويشارك الصدارة مع نيجيريا قبل المباراة المرتقبة بينهما    أمطار طوفانية تغمر زاكورة.. وسيول كادت تودي بأرواح لولا تدخل المواطنين    الشرطة الإسبانية تعتقل زوجين بسبب احتجاز أطفالهما في المنزل ومنعهم من الدراسة    كلية الناظور تحتضن ندوة وطنية حول موضوع الصحة النفسية لدى الشباب    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    فرنسا.. ضبط 9 أطنان من الحشيش بعد سطو مسلح على شاحنة مغربية قرب ليون (فيديو)    فوائد القهوة لكبار السن.. دراسة تكشف علاقتها بصحة العضلات والوقاية من السقوط    نشرة إنذارية: زخات رعدية وهبات رياح قوية مرتقبة بعدد من أقاليم المملكة    كرة القدم.. برشلونة يعلن غياب مدافعه كوندي بسبب الإصابة    توقيف لص من ذوي السوابق لانتشاله القبعات بشوارع طنجة    لماذا أصبحت BYD حديث كل المغاربة؟    عمر هلال يبرز بمانيلا المبادرات الملكية الاستراتيجية لفائدة البلدان النامية    موخاريق: الحكومة مسؤولة عن غلاء الأسعار .. ونرفض "قانون الإضراب"    رحيل أكبر معمرة في العالم.. الراهبة البرازيلية إينا كانابارو لوكاس توفيت عن 116 عاما    المركزيات النقابية تحتفي بعيد الشغل    "تكريم لامرأة شجاعة".. ماحي بينبين يروي المسار الاستثنائي لوالدته في روايته الأخيرة    باحثة إسرائيلية تكتب: لايجب أن نلوم الألمان على صمتهم على الهلوكوست.. نحن أيضا نقف متفرجين على الإبادة في غزة    اتحاد إنجلترا يبعد "التحول الجنسي" عن كرة القدم النسائية    المغرب يجذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 9.16 مليار درهم في ثلاثة أشهر    تقرير: المغرب بين ثلاثي الصدارة الإفريقية في مكافحة التهريب.. ورتبته 53 عالميا    الحكومة تطلق خطة وطنية لمحاربة تلف الخضر والفواكه بعد الجني    تراجع طفيف تشهده أسعار المحروقات بالمغرب    أمل تيزنيت يرد على اتهامات الرشاد البرنوصي: "بلاغات مشبوهة وسيناريوهات خيالية"    المملكة المتحدة.. الإشادة بالتزام المغرب لفائدة الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل خلال نقاش بتشاتام هاوس    معرض باريس.. تدشين جناح المغرب، ضيف شرف دورة 2025    عادل سايح: روح الفريق هل التي حسمت النتيجة في النهاية    العثور على جثة مهاجر جزائري قضى غرقاً أثناء محاولته العبور إلى سبتة    تسارع نمو القروض البنكية ب3,9 في المائة في مارس وفق نشرة الإحصائيات النقدية لبنك المغرب    الإسباني لوبيتيغي يدرب منتخب قطر    السكوري بمناسبة فاتح ماي: الحكومة ملتزمة بصرف الشطر الثاني من الزيادة في الأجور    أغاثا كريستي تعود للحياة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي    دول ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل    الإعلان في "ميتا" يحقق نتائج أرباح ربعية فوق التوقعات    فيدرالية اليسار الديمقراطي تدعو الحكومة إلى تحسين الأجور بما يتناسب والارتفاع المضطرد للأسعار    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    أكاديمية المملكة تشيد بريادة الملك محمد السادس في الدفاع عن القدس    الدار البيضاء ترحب بشعراء 4 قارات    محمد وهبي: كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة (مصر – 2025).. "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    طنجة .. كرنفال مدرسي يضفي على الشوارع جمالية بديعة وألوانا بهيجة    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحولات السوسيواقتصادية وانعكاسها على بنية العمران بالأطلس الكبير الشرقي: نموذج قصر أفراسكو.(1)
نشر في بوابة إقليم ميدلت يوم 24 - 12 - 2013

لقد اهتمت الساكنة بالأطلش الكبير الشرقي بالعمران والتفنن في أشكاله
؛بتأسيس قصور وبناء قصبات على طول أهم الأودية التي تخترق تضاريس المنطقة
(زيز،كير؛غريس)انطلاقا من المنابع بجانب الخوانق الجبلية الى المناطق
الصحراوية التي تصب فيها ؛منذ العهود الغابرة .وكانت القصور عبارة عن
وحدات اجتماعية ؛اقتصادية وقبلية مؤطرة بقوانين محلية وأعراف قبلية
لتنظيم العلاقات العامة داخل القصر حول ضبط الأخلاق العامة التي تهم
الأنشطة الفلاحة الزراعية منها والرعوية عماد وأساس عيش السكان.ويظهر ذلك
واضحا من خلال اختيار المواقع لهذه التجمعات السكنية بشكل يراعي الجوانب
الأمنية لتحصين القاطنين بها من الغارات الأجنبية؛وابداع تصاميم هندسية
محلية الملائمة للظروف المناخية السائدة حسب الفصول وعلى طول السنة
؛والقرب من مصادرالمياه من العيون والأنهار والسواقي لتسهيل الأستفادة
والتزود بهذه المادة الحيوية والضرورية ؛والتي لاتستوي الحياة
بدونها.وتخصيص أماكن ملائمة للمرافق الأجتماعية والدينية كالمساجد
؛والساحات العمومية لمناقشة كل القضايا التي تتعلق بحياة ساكنة القصر مثل
أوقات الماء وبداية جني المحاصيل ؛وبداية الحرث والتطرق فيها الى كل
المستجدات؛والقيام داخلها بمختلف الأنشطة الترفيهية ومختلف أنواع الألعاب
المحلية وتسمى هذه الأماكن العمومية والتي تشكل فضاءات ثقافية وتربوية
لتكريس الثقافة المحلية واعادة انتاج التركيبة الذهنية والقبلية حيث
يتعلمها الخلف عن السلف محلياب"imi n ighrme »".وأمام صعوبة واستحالة
تناول دور التحولات الاقتصادية والاجتماعية ومساهمتها الفعالة في
التأثير على البنية العمرانية بجميع قصور المنطقة فضلنا اعتماد نموذج
واحد ؛لأن التحولات التي عرفتها قصور المنطقة المعنية متشابهة جدا رغم
بعض الاختلافات الطفيفة والتي تمس جوانب هامشية حسب القرب والبعد من
المراكز الحضرية.وموضع القصر ضمن الخريطة الاقتصادية العامة.ولقد تم
اختيار قصر أفراسكو بالضبط باعتباره من القصور الذي تظهر فيها تلك
التحولات بشكل بارز حيث يلاحظها كل زائر للقصر منذ الوهلة الأولى. وقبل
الدخول الي صلب الموضوع ولب المقال وجوهر العنوان لابد من القاء نظرة
تاريخية والنبش في الماضي البعيد للقصرلفهم ا لميكانيزمات العامة التي
ساهت فى أهم التحولات العمرانية الطارئة على المنطقة.وللاشارة فقط فقد
استحسنا مصطلح القصر بدل القرية لأن دلالة المفهوم الأول تتجاوز
ماهوعمراني لتشمل ميادين اجتماعية؛اقتصادية؛وقبلية وتاريخية تتداخل كل
هذه العوامل وتتفاعل ايجابيا لتؤسس لأنظمة اجتماعية تضامنية تعكس كل
القيم الانسانية النبيلة التي تجسدها الأشكال الهندسية للسكن المتجمع
الذي تعبر عنه القصور عكس القرى التي تتميز ببناءات متفرقة ومتشتتة والتي
تفرضها الطبيعة الجغرافية في السهول خلافا لما هو سائد داخل الواحات
والجبال.ويؤثر في تكوين العقليات وبناء الذهنيات وتحديد طرق العيش وأنماط
التفكير وأنواع السلوك وطبيعة المزاج.
1. أفراسكو:أصل التسمية.
بتأمل أسماء القصور بالأطلس الكبير الشرقي مع القيام بدراسة بسيطة
تفكيكية لأصلها .نتستخلص محددات رئيسية محكومة بعوامل جغرافية؛ تاريخية
؛قبلية وطبيعية.حيث نجد جل التسميات مرتبطة باسم قبيلة(أيت علي ويكو؛ايت
عثمان....اوبمصدر مائي (تاطيوين؛تيط نعلي؛بوتغبالوت...)ونسية الى ضريح
ولي(زاوية سيدي حمزة؛موش قلال..)واما موقع القصر بالنسبة للشمس من حيث
الشميس والظليل(تسامرت؛تمالوت)ويلاحظ ايضا ان بعض القصور تستمد اسمها من
غطاء نباتي سائد طبيعي أو مغروس(تعرعارت؛تزارين..) أو انطلاقا من موقعها
عند ملتقى أو بين الأودية(أموكر؛تكرسيفت) أو وجودها في خوانق
الأودية(توغاش، تاغيا..) زيادة الى عوامل تاريخية تتعلق بأقدم النقط
العمرانية مثل( قصرأقديم أول نقطة عمرانية التي استقرت به قبائل أيت
حديدو بمنطقة اميلشيل بعدما كانت في السابق اراضي الانتجاع الصيفي
بالنسبة اليها؛لكن الضغط الديمغرافي الذي عرفته القبيلة منذ القرن 17م
الميلادي جعلها تفضل الاستقرار بالمنطقة على طول السنة بعض هجرة أيت عطا
وقبيل من جروان من المنطقة).فأي من المحددات السالفة الذكرتنطبق على
تسمية القصر النموذج في هذا المقال بأفراسكو؟
يعد قصر أفراسكو من بين القصور المتواجدة بالسفح الجنوبي للعياشي ؛على
أهم منابع زيز ويبعد عن الريش ب60كلم كأقرب حاضرة اليه وعن مدينة ميدلت
ب140كلم عبر أموكر وب120كلم عبر طريق زاوية سيدي حمزة الذي يعتبر الى
حدود الساعة مشروع طريق فقط اذ لم يتم انجازه بعد رغم بداية
الأشغال.ويسكنه ما يقارب 70 كانونا ؛ويندرج ضمن القصور المنعزلة والمهمشة
على غرار جل قصور الأطلس الكبير الشرقي لعدم شق الطريق الذي يربطه بأيت
يعقوب.ويعتمد السكان بهذه البلدة على زراعة معاشية ؛وتربية الماشية
وتنمية القصر رهين بانجاز طريق فى مستوى طموحات السكان لتسهيل ولوج
الأسواق المحلية بالمنطقة لاسيما مدينة الريش المدينة التي تمارس نفوذها
الحضري والاقتصادي على منطقة شاسعة تشمل كل الأركان النائية بالأطلس
الكبير الشرقي.
لقد اختلفت الروايات الشفوية المصدر الوحيد الذي يمكن الانطلاق منه
لاستلهام أصل تسمية القصر المعني بالدراسة بافراسكو.
*الرواية الشفوية الاولى:تعود تسمية القصر بهذا الاسم الى"افري ن سكو"وهو
كهف يقع في مدخل القرية ؛وتقول الرواية بأن رجل من الظواعن باسم "سكو"
أول من استقر به متخذا منه مسكنا له ولماشيته من الماعز والأغنام وبعد
تداول طويل من طرف المارة لهذا الاسم تحرف معناه الى أفراسكو اختصارا .
*الرواية الثانية:يقال بأن شخصا يعرف" بسيكو"اسقر بهذا المكان بعد أن
كانت قبيلته والتي لم تذكرها الرواية بالاسم تنتجع فيه صيقا ؛لكن الشخص
المذكور غامر بالاسقرار رغم صعوبة المناخ شتاءا وخلائه من الساكنة ؛وحرصت
قبيلته بنصحه بالحذاقة والصبر بقولهم"عافر أسكو" وبعد مدة عرفت المنطقة
بأفراسكو بعد تحريف بسيط.
*الرواية الثالثة:نظر لعلو الموقع الذي يحتضن قصر أفراسكو بين جبال عالية
فانه يعرف خلال الشتاء رياح قوية تنفط الأتربة وتحدث اصواتا غريبة "وتقول
الساكنة "فرط سكو"على وزن شدة هبوبها.
*الرواية الرابعة:مضمونها كون المنطقة قديما عبارة عن مروج مغمورة
بالمياه ومكسوة بأشجارمختلفة منها" شجرة أفراسكو"وهو نبات معروف وموجود
بكثرة في عدة مناطق من المغرب ومنه تؤخذ الأخشاب الدائرية التي تستعمل
بعد لفها في جلود الماعز لصنع الدفوف والبنادريسمي بالأمازيغية"اغص
نوالون".
بعد الاستعراض الوجيز وبشكل مختصرلأهم الرويات المحليةالمتداولة حول أصل
التسمية وتنقيحها من بعض التفاصيل المملة والتي لاتخدم موضع بحثنا و التي
يغلب عليها الطابع الاسطوري؛سوف نحاول مناقشتها لأخذ الأقرب الى الصحة
والأكثر موضوعية منها.
بالنسبة للروايةالأولى : بمعاينة الكهف المعني يتضح أنه صغير لايتسع
للسكن والماشية معا .كما أن التسمية قديمة جدا تعود فترات تاريخية متوغلة
في القدم قبل وصول قبائل ايت موسى أوحدو السكان الى المنطقة ورغم تغيير
الخريطة القبلية والاثنية عبر الهجرات والصراعات القبلية مع تدخل المخزن
في مراحل تاريخية معينة في ذلك لتحقيق توازنات قبلية فان الثابت بالمنطقة
هواسماء القصور والأماكن. وللأسف الشديد فان تبدل الساكنة بالمنطقة ساهم
في احداث قطيعة بين الحاضر والماضي البعيد للمنطقة بفعل هجرة الفصائل
القبلية التي استوطنت منابع زيز منذ العصر الموحدي(أيت يدراسن بكل بطونها
لاسيما أيت عياش نحو هضبة سايس وأحواز فاس ومكناس) وتقزمت الرواية
الشفوية المحلية لتعود بدايتها الى أوائل 19م تاريخ وصول ايت موسى أوحدو
الى المنطقة لتبقى الذاكرة الجماعية للساكنة المحلية بامطغاس وأسيف ملول
.ونفس الشيء ينطبق على الرواية الثانية فهي بعيدة عن الصواب لأن لاوجود
لاسم "سكو" ضمن الشبكة الاسمية لقبائل جروان وأيت عياش آخر البطون
الصنهاجية القاطنة بأفراسكو قبل "أيت هرهور" الساكنة الحالية للقصر. .اما
الثالثة فرغم قساوة البرد وكثرة العواصف الثلجية بالمجال الذي يضم القصر
فالربيع والصيف يجعل من أفراسكو جنة يتهافت عليها الرحال والظواعن كمجال
للانتجاع الصيفي لوجود المروج والمراعي الخضراء ؛لهذا لاأهمية للمعنى
القدحي أمام هذه المقاربة ورغم الحضور القوي ل"افري" في تاريخ المنطقة
حيث وجدت على رؤوس الربى القريبة منه اطلال مباني قديمة جدا ولكن من
المسبعد جدا وجود علاقة بينها وأصل التسمية . وتبقى الرواية الأخيرة
اللأكثر مصداقية والأقرب الى الصحة لاعتبارات عدة؛وحاولنا زيارة منطقة
جبال ولماس ؛المنطقة التي تنمو بها شجرة" أفراسكو" ولاحظنا وجود تشابه
جغرافي ؛مناخي؛ وطبوغرافي بين المنطقتين فرجحنا هذه الأخيرة لأن قلة
الأرض بأفراسكو لغلبة الطابع الجبلي جعل الساكنة الأوائل يوسعون المساحات
الزراعية باجتثاث الغابات من البلوط والعرعار وشجرة "أفراسكو" التي
انقرضت بتجفيف الأرض وتغيير الظروف الملائمة لنموها لتدخل الانسان في
استغلال المجال لأغراض فلاحية وزراعية .لأن انفراد القرية بهذه الشجرة
الغريبة وكثرة شتائلها عرفت باسمها .
2-أفراسكو:التاريخ والذاكرة.
استقر الانسان بمنابع زيز منذ العصور الغابرة ؛ ولعل وجود كهوف ومغارات
بكل من جبل "بومعيش" أو "تاوريرت ن اغني" بأفراسكو "وافران ن اومالو بأيت
يعقوب"التي عثر فيها على أدوات حجرية من المحتمل أن الأنسان سكن المنطقة
منذ العصور الحجرية؛وما يؤكد هذا الاحتمال غنى المنطقة بالغابات والوحيش
كلها ظروف مناسبة للقنص والصيد والالتقاط كنط واسلوب عيش الانسان
البدائي وتبقى الأبحاث الأركيولوجية الوسيلة الوحيدة والأساسية لتسليط
الأضواء على أركان دامسة من تاريخ الأطلس الكبير الشرقي عامة ومنابع زيز
خاصة موقع القصر المعني بالدراسة؛في غياب مصادر مكتوبة ؛واضمحلال الرواية
الشفوية بتغيير الخريطة الاثنية بهذه الناحية من المغرب؛ومن المصادر التي
تبعث بصيص أمل عند جل الباحثين في تاريخ المغرب المنسي نجد الطوبونيميا؛
فتحسين استغلال وتفكيك رموزها يساعد جميع المهتمين على استنباط حقائق
تاريخية مهمة تفتح أبواب ونوافذ جديدة في هذا المجال.
يشمل قصر أفراسكو مجموعة من الربى مكسوة بغطاء نباتي محلي يتكون من"
العرعار"وتخترقها أودية وشعاب جافة ؛مع مدرجات من الحقول الضيفة بجيوب
مجال القصر.وكل هذه الربي والتلال تتخذ أسماء محلية طبقا لشكلها
التضاريسي (تداوت؛تاوريرت؛ تغريت ؛تاسكيوين؛ أغنبو؛تاغنبوت).
*انطلاقا من العديد من المواقع الأثرية ومقابر كثيرة نستنتج أن قصر
أفراسكو متوغل في القدم ؛وأقدم نقطة عمرانية تشهد عليها ركام من الأحجار
قرب "سيدي دنيال" الضريح الشهير بالقصر والمجهول الهوية.وعلى مقربة من
العيون المائية المعروفة بتاطيوين.وفي سفح "تاوريرت ن اغني"التى تتواجد
على قمتها بيوت منقوشة في قلب الصخر.اما مقبرة رموس موتاهم فتوجد بتل
"هارون".اما بناية "اغران" فهي قلعة عسكرية أوحصن لحراسة وتأمين طريق
القوافل لقربها من مدخل طريق"فج ماوضفود" الذي يشكل أهم ممر رئيسي يخترق"
جبل العياشي" لربط سجلماسة بملوية العليا خاصة أيام الدلائيين.دون نسيان
موقع "تاغريت" واسك ن تسردونت" واغرم أقديم وكلها مواقع تضم بقايا بنايات
مشكلة من ركامات من الأحجارولكن الرواية الشفوية لاتذكر عنها الا بعض
التفاصيل المجردة من الزمن والأقوام .ويصعب تحديد الفترة الزمنية الخاصة
بتلك البنايات والاثنيات القبلية التي استوطنتها .وعلم الحفريات هو
المصدر الوحيد لانارة واضاءة الجوانب المظلمة من تاريخ منابع زيز.
*موقع تقشاشت: تعد تقشاشت بمثابة النواة الأولى لقصر أفراسكو ويعود
تأسيسها الى بداية القرن 19م ؛فوق ربوة بين الجداول المائية تسمى"
تقشاشت"وهي صيغة تأنيثية بالأمازيغية لكلمة"أقشا" ويعني الرأس.وبها
استقرت قبائل ايت مولاي أحمد قبل انتقالها الى تسامرت وأيت عياش ثم بعض
العائلات الفقهية المسالمة والتي تهتم بكل الأمور الدينية خاصة الامامة
وتعتبر هذه العائلات الاستمرارية الاثنية بأفراسكو ؛رغم هجرة ايت مولاي
احمد وطرد أيت عياش وجروان فان هذه العائلات صمدت بالمنطقة بفضل حماية
بعض القبائل في اطار مايعرف ب"تكسا" والارث الرمزي لبعض منها . ورغم
اختلافها الاثني فقد شكلت هذه العائلات فخذة تنسب الى أيت عياش لهذا ف
"تقشاشت تعرف ايضا ب" اغرم نايت عياش.
+أيت عزيز:عائلة فقهية هاجرت من سوس نحو ملوية العليا بقرية "تعدلونت "
بسيدي يحيى اويوسف" ثم غادرتها من جديد لتستقر بأفراسكو منذ قرون.
+أيت سيدي الغازي: عائلة مرتبطة بزاوية سيدي الغازي بربوع تافيلالت ،حيث
أقام أحد أحفاد سيدي الغازي المعروف ب" سيدي أحمد الغازي" والملقب ب"ابو
الطيب" كما هو مذكور في شجرة العائلة بزاوية أهل الدلاء أيام نبوغها
وازدهارها كدار علم ودين يقصدها طلاب العلم من كل أنحاء المغرب.لكن أفول
نجم هذه الزاوية بعد معركة "بطن الرومان"تم تهجير زعمائها الى تلمسان
.اما العلماء والفقهاء المدرسين بها فقد تشتتوا في جميع أنحاء المغرب
.ونظرا لسوء الأوضاع الأمنية بمنطقة الدلاء دون نسيان القحوط والمسغبات
التي عرفها المغرب خلال آواخر ق17م ؛اضطر هذا الأخير للهجرة نحو جبل
العياشي المعروف بعيون لاتنضب ليستقر عند احد زملائه أيام الدراسة
بالزاوية الدلائية وهو" سيدي الشيخ "بتعرعارت " وقد دفن بالمقبرة القديمة
للقرية صحبة ابنه "أبي يعزى"اما ابنه الثاني( بوطيب نايت الغازي) فقد لبي
دعوة أيت عزيز واستقر" بتقشاشت" وهو جد عائلة ايت" سيدي الغازي" التي
تقطن بأفراسكو الى يومنا هذا.
+أيت قسو: اسرة عياشية قحة من "أيت يوسف اوداود " التي ينتمي اليها
العلامة الكبير صاحب المحاضرات "أبو علي الحسن اليوسي".وقد تشكلت
العائلات السالفة الذكر النواة الأصلية لقصر أفراسكو.
بعد وصول أيت كرهور الي أيت يعقوب واستقرارهم بالمنطقة بعد طرد" أيت
عياش" ومن بعدهم "جروان" عرفت القبيلة نموا ديمغرافيا كبيرا وانتشروا في
مجالهم الوظيفي الرحب وأسسوا قصور جديدة لتأويهم خاصة بتحيانت وأفراسكو
حيث تم بناء الشطر الثاني لقصر أفراسكو خاص بأيت موسى اوحدو في الجهة
المقابلة لتقشاشت.وتفصل بينها ساقية منبع" بولمان" وفي السنين الأخيرة
هاجرت الأسر السالفة الذكر موقع "تقشاشت"التي اصبحت خرابا وأطلال للذكرى
تأويها البوم .ونفس الشي بالنسبة لقصر أيت موسى أوحدو وظهور قصر جديد
بمواصفات مغايرة تلائم الأوضاع الجديدة المستجدة بالمنطقة حيث ساهت
التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفها الأطلس الكبير الشرقي في
تغيير بنية العمران؛ وأشكال القصور؛ وأفراسكو خير نموذج على ذلك.فأين
تظهر هذه التحولات وماهي مظاهرها ؟
يتبع
حررب:20/12/2013
بقلم: عدي الراضي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.