نحن ننتمي إلى حزبٍ مستقلٍ في قراره، حرٍ في اختياره، ومخلصٍ لمبادئه. لا يتلقى توجيهاته من أحد، ولا يخضع في قراراته إلا لإرادة الاتحاديات والاتحاديين، الذين ظلوا على الدوام صمّام الأمان وضمانة الاستمرارية والنضج السياسي والفكري داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. نحن نمارس قناعاتنا لا أهواءنا، ونستحضر في كل خطوة مصلحة الحزب والوطن معًا، بعيدًا عن منطق الانفعال أو الاصطفاف وراء حملات ظرفية تُصاغ في فضاءات التواصل الاجتماعي. فالقرار الحزبي مسؤولية، والمواقف ليست ردود أفعال عابرة، بل اختيارات مبنية على تحليل عميق للواقع السياسي والاجتماعي. إننا نؤمن أن معارك المستقبل التي تنتظر حزبنا، سواء على مستوى تجديد هياكله التنظيمية أو حضوره في المشهد الوطني، تتطلب الخبرة، والدهاء، والقدرة على التدبير الاستراتيجي، وهي خصال توفرت بوضوح في الأستاذ إدريس لشكر، الذي قاد الحزب في مرحلة دقيقة وحساسة، وتمكن من إنقاذه من حالة الترهل التي كان يعيشها، بعد أن تسلم مسؤولية تنظيمية صعبة ببنية مهترئة وتراجع انتخابي واضح. لقد استطاع لشكر، بفضل حنكته السياسية وقدرته على بناء التوازنات، أن يُعيد للحزب موقعه الطبيعي في الخريطة السياسية، وأن يحقق تقدماً نوعياً في الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021، بعد سنوات من التراجع الذي عرفه الحزب منذ 2007. وهذا ليس إنجازاً عابراً، بل ثمرة رؤية واضحة وإرادة صلبة في الإصلاح والبناء. ومن هذا المنطلق، نؤكد أن الاحترام واجبٌ متبادل: احترموا الاتحاديات والاتحاديين واحترموا قرارهم، لأنهم الأقدر على تقرير مصير حزبهم، والأدرى بشؤونه الداخلية وبمن يقود سفينته في المراحل الصعبة. الاتحاد الاشتراكي ليس حزباً يُقاد من الخارج، ولا تنظيماً يُراد له أن يكون رهينة لأمزجة أو ضغوطات افتراضية. إنه مدرسة في الوطنية، ومؤسسة نضالية تؤمن بالاستمرارية والتجديد في آن واحد، وتعرف أن البناء الديمقراطي لا يكون بالشعارات، بل بالتجربة، والتراكم، والوفاء للهوية الاتحادية الأصيلة. (*) الكاتب العام للشبيبة الاتحادية