سالنا أبناء الشعب المغربي عن رأيهم في الملك محمد السادس الذي تحل الذكرى العاشرة لتوليه العرش ومن المرجح أنك ستحصل على رد إيجابي. يقول سائق سيارة أجرة ( تاكسي) من مدينة مكناس بشمال البلاد إنه ملك طيب بينما يصف مدرس من الرباط في الثلاثين من عمره العاهل المغربي بانه يساعد الفقراء. واي حاكم ينحدر من الاسرة العلوية (في هذا البلد الواقع في شمال افريقيا) التي نشأت قبل قرون من الزمان يثير بين المواطنين المغربيين العاديين الاحترام ، كما أن زيارات الملك محمد السادس إلى المناطق الفقيرة في بلاده أكسبته شعبية شخصية مؤكدة. بيد انه في الوقت الذي يستعد فيه أبناء هذا البلد لإحياء هذه الذكرى بمهرجانات متواضعة نوعا فان ميزانية البلاد ليست في حالة إيجابية ويرى بعض المراقبين إن الملك مجرد ولي عهد سرمدي يهتم أكثر بأنشطة أوقات الفراغ عن السياسة. أثار تولي محمد العرش عام 1999 آمالا كبيرة في المغرب التي حكمها والده على مدى 38 عاما بقبضة حديدية. ومحمد السادس الذي يحلو للبعض في الحضر تلقيبه ب(إم 6) صار معروفا بأنه ملك الفقراء. ولا يزال يحتفظ جزئيا بهذه الصورة وأحيانا يقود سيارته بنفسه ولا يتوقع دائما أن يقوم الرعية بتقبيل يده. قام محمد بعدة زيارات للمناطق الشمالية الفقيرة التي أهملها الملك الحسن الثاني ويبدو انه أبدى اهتماما حقيقيا بتحسين مرافق البنية الأساسية وغيرها من الظروف المعيشية للفقراء. اتخذ محمد السادس خطوة جريئة بتشكيل لجنة لتعويض انتهاكات حقوق الانسان تحت حكم والده وإن كان ناشطون في مجال حقوق الإنسان ينظرون إلى ما حققته اللجنة على انه غير كاف. كما أشادت جهات ليبرالية بالملك لما أدخله من إصلاح في مجال حقوق المرأة ولا سيما في مجال قانون الأسرة حيث رفع سن الزواج إلى 18 عاما وحسن من وضع المرأة عند الطلاق وجعل من الصعب على الرجال الزواج بأكثر من واحدة. وقام الملك بتحديث صورة الملكية فحل حريم الملك وسمح لزوجته سلمى التي أنجب منها طفلين بلعب دور عام حذر. بيد أن هياكل السلطة في المغرب ظلت على حالها ولم تمس فلا يزال القصر يحتفظ بسلطات واسعة تفوق ما تتمتع به الحكومة. فالملك يعين 5 من الوزراء الأساسيين وغيرهم من أصحاب القرار ويمكنه الاعتراض على أي قرار حكومي ويطلق إجراءات جديدة دون أن يستشير الحكومة. بيد انه على خلاف والده فان محمد السادس ليس سياسيا بالسليقة كما انه يشعر بالحاجة لأخذ راحة من حياة القصر ويذهب في رحلات إلى الخارج وصلت إلى شهر في بعض الأحيان. واهتمام الملك بالفقراء لا يعني إخفاء حقيقة انه لا يزال يعيش حياة تخلب الالباب ويمتلك قصورا في مختلف أنحاء البلاد ويتحكم في قطاعات واسعة من الاقتصاد. ولا تزال ثمة فجوة هائلة تفصل النخبة الحاكمة عن الجماهير في بلد لم تدخل الكهرباء أو المياه الجارية أكثر من 30 في المئة من بيوته. كتبت جون افريك تقول إن محمد السادس لا يزال بحاجة لأن يقدم للمغرب مستقبلا حقيقيا واعدا. محمدية بريس