جرى نهاية الأسبوع الأخير حفل توديع حجاج مدينة مليلية المحتلة المتوجهين إلى البقاع الطاهرة لأداء مناسك الحج برسم سنة 1437 ه ،وذلك بالإقامة الخاصة للسيد الفونتي عمر محمادي دودوح ، الرجل الذي قاد انتفاضة المواطنين المغاربة بالثغر المحتلة أواخر الثمانينات وقرر الالتحاق بالناظور بعد سلسلة من التحرشات والمضايقات التي كانت تستهدف حياته وحياة أسرته الصغيرة ، وحضي باستقبال ملكي كريم من لدن جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه ثم عينه جلالته عاملا ملحقا بوزارة الداخلية، وأقدم مؤخرا على مبادرة لها حمولتها العلمية ، وتتمثل في فتح مكتبة خاصة بإقامته تضم كتبا تاريخية قيمة وأرشيفا متنوعا يصعب إيجاده في مكتبات أخرى ، مما سيقدم قيمة مضافة مهمة لطلبتنا الباحثين خاصة في مجال التاريخ والتواجد الاستعماري بالمنطقة خلال عهد الحماية ، وتعرف المكتبة إقبالا منقطع النظير خاصة من طلبتنا الذين يتابعون دراستهم الجامعية في سلوان ن وجدة وفاس. سنة 1986 هو تاريخ انطلاق أول فوج من الحجاج المغاربة القاطنين بمليلية المحتلة بتعليمات ورعاية سامية من طرف أمير المؤمنين جلالة الملك الراحل الحسن الثاني قدس الله روحه، وأشرف على العملية المناضل والرجل الوطني عمر محمادي دودوح ،وبتوديع الحجاج الأسبوع الأخير ، تكون قد مرت اليوم ثلاثون سنة على عملية استفادة أبناء مليلية المخلصين لوطنهم بهذه النعمة ، نعمة زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والكعبة المشرفة والصفا والمروة وشرب ماء زمزم الخ... خلال حفل توديع وفد الحجاج المليليين برسم هذه السنة ،ذكر السيد عمر محمادي دودوح في كلمة له بالمناسبة ، بالتوجيهات الملكية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس التي ضمنها في رسالته الكريمة التي وجهها إلى الحجاج المغاربة المتوجهين إلى الديار المقدسة برسم موسم الحج لهذه السنة ، والتي تؤكد بالأساس على ضرورة التزود بالتقوى والتحلي بمكارم الأخلاق ، ودعا الحجاج من أبناء مليلية المحتلة إلى الدعاء الصالح لأمير المؤمنين في تلك البقاع الطاهرة بأطراد العز والسؤدد ودوام الحفظ والتمكين ، وأن يسبغ عليه نعم الصحة والعافية وأن يقر عيني جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد ويحفظه في كافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة ، وأن يمطر شآبيب الرحمة والغفران على روحي جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما. وبدوره تناول الكلمة خطيب المسجد الكائن بالإقامة الخاصة للسيد عمر دودوح ، الأستاذ حجلة، فأكد على ضرورة تحلي ضيوف الرحمن بالتجرد من الشهوات ، والتسامح في المعاملات وترك الخصام والجدل والنزاع ، والتحلي بالرفق والأناة وضبط النفس ، والسمو على دواعي الأنانية. وبعد أن هنأ الأستاذ الخطيب حجلة أبناء مليلية على الرعاية الأبوية التي يوليها لهم جلالة الملك محمد السادس نصره الله وتيسير ظروفهم لأداء مثل هذه الشعائر الدينية ، دعاهم إلى أن يكونوا سفراء لبلدهم في تجسيد قيم الإسلام المثلى ملتزمين بالهوية الثقافية المغربية التي تقوم على التعددية والوحدة المذهبية في ظل الملكية الدستورية وإمارة المؤمنين. وأشاد العلامة الأستاذ حجلة بالمجهودات التي بذلها السيد الفونتي عمر محمادي دودوح وفريق عمله على المجهودات التي بذلوها وسهرهم الدؤوب من أجل إعداد وتهييئ جميع الملفات الإدارية المتعلقة بتيسير أداء هذه الفريضة بكل ما يتطلبه الأمر من جدية واحترافية . أشير إلى أن حفل توديع حجاج مدينة مليلية ، حضرته فعاليات جمعوية وتوبع باهتمام كبير من لدن ممثلي وسائل الإعلام خاصة المحلية منها .