إننا في جمعية أريد، في اللحظة التي كنا منهمكين فيها بترجمة مشروعنا الكبير الذي حملناه على عاتقنا منذ التأسيس، والمتمثل في توحيد صفوف كل ريفيي الداخل والخارج بمختلف القطاعات، من اجل التأسيس لمدخل جديد نحو التنمية الحقيقية وخدمة للمشروع الذي نؤمن به والذي جعلنا أفقه مغربا حرا كريما يتسع للجميع، وفي لحظة قطعنا فيها أشواطا في التحضير للذكرى الخمسينية لرحيل المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، تفاجئنا ،للاسف،بعودة ممارسات لم تستوعب روح و جوهر المصالحة التي قادها جلالة الملك ومعه كافة الدمقراطيين و الحداثيين و أحرار المغرب بذكاء وتبصر كبيرين ، عندما أقدمت عناصر محسوبة على جهاز امني مسؤول بالدولة ، على نزع صور المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي من جدار ملعب آسفي، بشكل يستفز وجدان كل المغاربة الأحرار،و يستفز تاريخهم الجماعي في المقاومة والدفاع عن الوطن ، لكون هذه الصورة هي لأحد أبرز قادة الحرية والكرامة، والذي قاد معارك لعقود من اجل دحر المستعمر و التأسيس لوطن بتسع للجميع. وعليه باسم المكتب الوطني لجمعية أريد، وباسم كل فروعها المحلية وقطاعاتها الموازية بالداخل والخارج، نعبر عن حزننا العميق لمثل هذه الاستفزازات التي تستهدف ذاكرتنا وماضينا النضالي ،و ترجعنا الى زمن ما قبل انطلاق مسلسل المصالحة .لذا نطالب الدولة ،أولا،بالعودة الى روح هذا المسلسل واطلاق صيرورة رسمية للاحتفال بالذكرى الخمسين لرحيل المجاهد محمد بن عبدالكريم الخطابي والدعم المادي و المعنوي لكل الجهود الرامية الى ذلك.وثانيا، القيام بالمحاسبة الفورية للعناصر التي أقدمت على هذا السلوك الذي يعكس استمرار عقليات ماضوية في تدبير قضايا الذاكرة المشتركة للمغاربة ،وذلك من اجل إعادة الاعتبار للذاكرة الجماعية لكل المغاربة الأحرار. فترسيخ قيم الروح الوطنية و الاعتزاز بالماضي النضالي لجميع المغاربة و المحاسبة عند المس بالرموز الوطنية هي مداخل أساسية من اجل استمرار الجهود السلمية لبناء مغرب يتسع للجميع .