رغم الأزمة المائية الحادة التي يعيشها المغرب منذ سنوات بسبب موجات الجفاف المتتالية، وما نتج عنها من تقليص المساحات المزروعة ودق ناقوس خطر عجز مائي غير مسبوق، تواصل صادرات المملكة من المنتجات الفلاحية تسجيل ارتفاع ملحوظ، خاصة نحو الأسواق الأوروبية. ويرى متتبعون أن تصدير كميات كبيرة من الفواكه والخضر إلى الخارج، في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة، يمثل نوعا من "تصدير الماء" عبر المنتجات الفلاحية، وهو ما يزيد من استنزاف المخزون المائي الوطني ويكرس التبعية الاقتصادية للخارج. ويحذر هؤلاء من أن استمرار هذا النهج يفاقم من معاناة المواطنين، سواء عبر الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب في بعض المدن، أو من خلال قرارات إغلاق الحمامات التقليدية ومحلات غسل السيارات لأيام محددة أسبوعيا عند اشتداد الأزمة المائية، فضلا عن ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية المصدرة داخل السوق الوطنية. وفي هذا السياق، كشفت بيانات حديثة صادرة عن وكالة التجارة الخارجية الإسبانية (ICEX) وإدارة الضرائب بإسبانيا، أن صادرات المغرب من الطماطم نحو الجارة الشمالية سجلت قفزة بنسبة 40,33 في المائة خلال الفترة الممتدة من يونيو 2024 إلى ماي 2025، مقارنة مع نفس الفترة من السنة السابقة، في مؤشر على تزايد الطلب الخارجي رغم التحديات الداخلية.