قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الجمعة 27 يوليوز الجاري، إن "جميع التقديرات تشير إلى أننا نقف أمام نهاية أسبوع عاصف جديد على حدود قطاع غزة". وأضافت الصحيفة في تقرير أعده الكاتب "اليكس فيشمان"، أن "هذه المرة يمكن لهذا التصعيد أن يكون حرجا لمصير القطاع"، مشيرة إلى أن "حماس وإسرائيل على حد سواء يشخصون ال48 ساعة القادمة، كساعات اختبار". وذكرت أن "حركة حماس وضعت قواتها في حالة تأهب عليا، وكذلك قيادة الجيش الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية عززت قواتها وتتواجد بجاهزية عالية تحسبا لإمكانية التدهور الأمني". وفي السياق ذاته، قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في تصريحات نقلتها القناة ال14 العبرية الجمعة، إن "إسرائيل لا تريد أن تنجر إلى حرب، ونبذل كل جهد لمنع عملية واسعة النطاق، والكرة الآن في ملعب حماس". وتابع ليبرمان قائلا: "لذلك أوصي حماس بأن تتصرف بحكمة ولا تجبرنا على فعل ما نعرف كيف نفعله، نأمل أن تكون الليلة بدون صافرات إنذار، لأنه لو حدث ذلك سنجعل في غزة صافرات إنذار أقوى"، بحسب تعبيره. وكانت حركة حماس قالت مؤخرا في بيان صحفي إن "اختيار الاحتلال الإسرائيلي القصف والعدوان على مواقع المقاومة وعلى غزة وأهلها، واستهداف المتظاهرين العزل، وقتلهم بدم بارد؛ سيضعه أمام استحقاقات هذا الخيار وتداعياته الصعبة، وسيرفع من تكلفة حسابه، وعليه أن يتحمل النتائج والعواقب". وأضاف البيان أن "تصرف المقاومة إزاء هذا الاستهداف والتصعيد محكوم بالحق في الدفاع عن شعبنا، والواجب الوطني في حماية مصالحه، وترسيخ معادلة الردع المبنية على أساس القصف بالقصف والقنص بالقنص". وأكدت أن "المقاومة جاهزة وقادرة وماضية في فرض هذه المعادلة وتثبيتها مهما بلغت التضحيات"، فشعبنا الفلسطيني ومن خلفه المقاومة الباسلة، سيمضي بكل قوة في انتزاع حقوقه وكسر حصار غزة، فمن حقه أن يعيش بحرية وكرامة". وطالبت حركة حماس العالم وصناع القرار في المنطقة أن يعملوا على لجم هذا العدوان، وإنهاء حصار غزة، ودعم عدالة القضية الفلسطينية. وعودة إلى تقرير صحيفة "يديعوت" التي قالت فيه إن "حماس تقرأ التصعيد في الرد الإسرائيلي من أسبوع لأسبوع"، مشيرة إلى أن "قيادة الحركة تميل إلى احتمال تحقيق إنجازات اقتصادية من خلال الحوار أكثر من الوصول إلى الإنجازات ذاته بوسائل عنيفة"، على حد قولها. واستدركت الصحيفة قائلة: "مع ذلك، ليس واضحا لإسرائيل ما هي التعليمات التي أصدرتها حماس لرجالها قبيل مظاهرات الجمعة، كما ليس معروفا إذا كانت المنظمة وضعت يدها، أو تحاول وضع يدها على القناص الذي قتل العريف الأول ليفي وأصاب ضابطين". وذكرت أن "صبر إسرائيل على العمليات الشعبية مثل إطلاق البالونات الحارقة يأخذ بالتناقص"، لافتة إلى أنه "خلف الكواليس توجد اتصالات لا سيما في القاهرة، لمحاولة استئناف التفاهمات بين السلطة وحماس وتحقيق تسويات محتملة مع إسرائيل تؤدي إلى وقف نار طويل". وأوضحت أن "هذه الاتصالات التي تجري في محاور مختلفة وخلف أبواب مؤصدة، تتضمن أحاديث محتملة عن إنهاء قضية الأسرى والمفقودين"، مدعية أنه "في إسرائيل يأملون ألا تسمح حماس بضياع الجهود الدبلوماسية، التي تريدها هي أيضا". وختمت الصحيفة الإسرائيلية تقريرها بالقول إن "هيئة الأركان الإسرائيلية بقيادة المنطقة الجنوبية تجريان تقويمات للوضع، وتحلل كل قول وكل حركة لقادة حماس ولرجالها في الميدان"، معتبرة أن "الحرب لم تنطلق بعد تلقائيا، لكن الأصبع بات على الزناد"، وفق قولها.