جيل تركي جديد، بات ينشأ في بيئة تعليمية تركية جديدة، تقوم على تخريج عشرات الآلاف من طلبة المدارس الثانوية، متعلمين للغة العربية. انتشار أكاديميات لتعليم “لغة الضاد” في عموم الولايات التركية، ومضاعفة أعداد مدارس الأئمة والخطباء، وتوفير كادر كامل من معلمي العربية، وإرسال الوفود إلى الدول العربية، والمسابقات الدولية، عوامل رئيسية ساهمت بشكل كبير في إقبال الجيل التركي الجديد على تعلم العربية. اللغة العربية، التي كان ينظر إليها على أنها لغة لا يمكن تدريسها بسبب صيغتها التقليدية، باتت الأكاديميات والمراكز، وبتوجه سياسي وحكومي، تقدمها بشكل يتواءم مع إطار السياسات اللغوية الجديدة لدى وزارة التعليم التركية، وبصيغة لغة قابلة للاستعمال، ولغة تنبثق من صلب الحياة. كان لمسابقات اللغة العربية الدولية في تركيا، الأثر الكبير في تجمهر طلبة الثانوية بالمدارس التركية حول تعلم اللغة العربية والإقبال عليها. “العربية لغتنا المشتركة”، بهذا الشعار انطلقت المسابقة الدولية للغة العربية عام 2010 في تركيا، في مدارس لم يتجاوز عددها 25 من ثانويّات الأئِمة والخطباء في إسطنبول، لتصل في عامها العاشر إلى مشاركة نحو 2447 مدرسة من 81 ولاية تركية. وشارك فيها العام الجاري نحو 126 ألفا و942 طالبًا وطالبة، لتشكل المسابقة الدولية التي ترعاها تركيا أكبر فعالية خاصة باللغة العربية على مستوى العالم، وتلفت الانتباه إليها كلغة عالمية. وتنظّم المسابقة الدولية في كل عام، المديرية العامة للتعليم الديني في وزارة التعليم الوطني، وبدعم من “الجمعية الأكاديمية للأبحاث اللغوية والعلمية”. وتجرى المسابقة، من خلال تنافس طلاب ثانويات الأئمة والخطباء، في أربعة مجالات، أولها قواعد اللغة العربية، وثانيها إلقاء الشعر العربي، وثالثها إحياء النصوص العربية (التمثيل المسرحي)، أما المجال الرابع فيتعلق بالخط العربي. بينما يتنافس طلاب المدارس المتوسطة للأئمة والخطباء في ثلاثة مجالات، وهي إلقاء الشعر العربي، وتمثيل الحكايات باللغة العربية، وأداء أغاني الأطفال بالعربية، أما طلاب الصفوف التحضيرية للغة العربية فيتنافسون ضمن فرع المناظرة. أما لجان التحكيم، فتعتمد على مشاركة خبراء ومحكمين ولغويين وفنيين، حيث سجل العام الحالي رقما قياسيا، إذ شارك فيها قرابة ألف شخص من أكاديميين وفنانين ولغويين وخبراء كلجان تحكيم، فيما يزيد على 100 مركز في 81 ولاية.