الأول من أصل إنجليزي يدعى مارك سايس والثاني فرنسي يدعى جورج بيكو ،عملا هذان الشخصان قبل مائة عام بجد ومثابرة وفي سرية تامة على رسم معالم جديدة لحدود منطقة الشرق الأوسط ،حيث تكلل عملهما بابرام اتفاقية سرية ،سميت باسمهما "سايكس بيكو" ،كان الهدف منها تقسيم المناطق الخاضعة للسيطرة العثمانية. مارك سايكس اعتبر الرحالة والعسكري والدبلوماسي الانجليزي الشهير مارك سايس ،من مالكي الأراضي الأرستقراطيين في مقاطعة بوركشير الانجليزية ،وهو أحد الموقعين على الاتفاق السري "سايكس بيكو" اشتهر العقيد سايكس بإتقانه لعدة لغات ،من ضمنها العربية والتركية والفرنسية ،وألف كتبا متنوعة من جملتها كتاب "دار الإسلام" ورحلة في الولايات العثمانية الخمس" ،ولقيت هذه المؤلفات روجا كبيرا واعتبرت مرجعا للتحليل السياسي والتاريخي والإجتماعي والثقافي لذلك العهد ،في رسم ملامح السياسة الخارجية لبريطانيا . أصيب سايكس بوباء "الإنفلونزا الإسبانية" ،عقب عودته من سوريا ،و سلم الروح لبارئها في العاصمة الفرنسية باريس أثناء حضوره مفاوضات السلام التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ،وهو لم يتجاوز 39 عاما. سمح لأحفاده في عام 2007 بنبش قبره وفتح كفنه لأخذ عينات من رفاته كونه دفن في تابوت من رصاص ،وذلك لحفظ فيروسات "الانفلونزا الإسبانية " ،الشبيهة بانفلونزا الطيور من أجل إخضاعها للبحث العلمي . جورج بيكو حصل على شهادة الباكلوريا في القانون ،وعمل محاميا في محكمة الاستئناف في باريس عام 1893 ،ومن تم التحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1895 ،وعين في مديرية السياسات في عام 1896.تقلد بيكو منصب قنصل لفرنسا في العاصمة الصينية بكين وقضى هنالك عدة سنوات ،ليعين في منصب القنصل العام لفرنسا في بيروت قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى . اشتهر بالتوقيع على اتفاقية " سايكس بيكو " ،واعتبر مسؤولا عن ضم مناطق المشرق العربي للنفوذ الفرنسي والتأسيس للانتداب في سوريا ولبنان ،حيث تم تعيينه المفوض السامي في فلسطينوسوريا بين عامي 1917و 1919 . ابتعد عن منطقة الشرق الأوسط بعد العام 1919 ،ليعين مفوضا ساميا للجمهورية في بلغاريا عام 1919 ،ثم خاض عدة أسفار وجولات تحت عباءة الدبلوماسي إلى عدة أقطار عالمية وصولا إلى الأرجنتين . كان مسقط رأسه في باريس عام 1970 وإليها رجع عندما تقاعد وفيها وافته المنية عام 1951 وهو في سن 81 عاما . تبقى الإشارة إلى أن اتفاقية "سايكس بيكو " هي اتفاق سري أبرم في عام 1916، أثناء الحرب العالمية الأولى بين بريطانيا وفرنسا، بموافقة روسيا على تفكيك الإمبراطورية العثمانية. ونيجة لهذا الاتفاق قسمت المناطق التي كانت تحت سيادة العثمانيين ،وهي سوريا والعراق ولبنان وفلسطين إلى مناطق تخضع للسيطرة الفرنسية وأخرى تخضع للسيطرة البريطانية . وسميت الاتفاقية باسمي المفاوضين اللذين أبرماها، وهما مارك سايكس البريطاني والفرنسي جورج بيكو .