كأن وزان أضحت نسخة مشوهة من جوهانسبورك التي تشكل نموذجا إفريقيا سيئا لانعدام الأمن وسيطرة قطاع الطرق على شوارعها وأزقتها في واضحة النهار إذا كانت السلطات المحلية والأمنية والمنتخبة في أكثر من مدينة وقرية، قد استعدت لاستقبال الشهر المبارك بما يكفي من الحزم وتقدير دقة الظرفية الاجتماعية، فإننا لا نزايد على أحد إن أجزمنا بأن دقات الجرس الحكومي لم تلتقطها آذان السلطات الثلاث بوزان، وتركت المدينة بين مطرقة تجار المآسي الاجتماعية، وسندان المنحرفين الذين يرعبون المواطنين في الفضاءات العمومية. في هذا الإطار، شهد شارع محمد الخامس الذي ينبض بالحيوية باعتباره أهم شرايين المدينة والفضاء الوحيد للتسوق يوم السبت 06 شتنبر، على الساعة العاشرة والنصف ليلا، أمام مؤسسة متخصصة في تسويق التجهيزات المنزلية، حادثا مروعا، اهتز له مئات المارة، وكانت تكون عواقبه وخيمة لولا الألطاف الإلهية، وصراخ النساء والأطفال الذي انقد المعتدى عليه من موت لا ريب فيه؛ بعد أن استل بشكل مفاجئ شابان من تحتهما سكينا وسيفا- وكأن وزان أضحت نسخة مشوهة من جوهانسبورك التي تشكل نموذجا إفريقيا سيئا لانعدام الأمن وسيطرة قطاع الطرق على شوارعها وأزقتها في واضحة النهار- لكن ما يثير الاستغراب ليس الحادثة في حد ذاتها، ولكنه الغياب المطلق للتغطية الأمنية لفضاء عمومي يستقبل آلاف المواطنين كل مساء، وحوله الفراشة والباعة المتجولون الغرباء عن المدينة إلى سوق عشوائي، يعرض به كل ما لا يتصوره العقل؛ مع ما يترتب عن هذه الفوضى من حضور مكثف لقطاع الطرق والمنحرفين بقلب الشارع، مع تنويع لاعتداءاتهم وتحرشاتهم على المواطنين. والجدير بالذكر، فقد سبق لمجموعة من المواطنين أن عقدوا لقاء مع باشا المدينة في شهر رمضان الماضي بعد أن تدهورت الأوضاع الأمنية بنفس الشارع ، وتساءلوا حينه عن سبب الغياب الشبه مطلق لرجال الأمن عن منطقة حساسة، ووضعوا علامة استفهام عريضة حول أزمة قلة الموارد البشرية في قطاع الأمن التي تشكل في الواقع شجرة تخفي غابة تدبير القطاع المشار إليه.