شهد مركز"سيدي امبارك "التابع لبلدية "الزوية" بالغرب الجزائري وهي منطقة متاخمة للحدود الجزائرية المغربية،احتجاجات قوية واشتباكات عنيفة بين ساكنة المنطقة وعناصر تنتمي للحرس الحدود الجزائري،ويأتي هذا التصعيد بين الجانبين نتيجة الحصار المفروض من طرف الحرس الحدودي على المواد المهربة القادمة والموجة نحو الجزائر وعرف هذا الإجراء ذروته مع انطلاق الحملة الانتخابية للتشريعيات الجزائرية التي عرفتها البلاد خلال 10 مايو الجاري. قرار لم يرق بعض المهربين على مستوى مركز" سيدي امبارك" المقابل لمركز عبن السبع بالمغرب على بعد أمتار قليلة من الشريط الحدودي بين الجزائر والمغرب،وحسب معلومات توصلت بها جريدة الأحداث المغربية من بعض قاطني الشريط الحدودي أنه وقعت اشتباكات قوية ليلة الأربعاء 16 مايو الجاري بين عناصر من حرس الحدود الجزائري ومهربين، وأرجعوا سبب هذا الاحتقان بعدما أقدمت عناصر تنتمي للحرس الحدودي الجزائري من حجز ومصادرة كمية كبيرة ومهمة من البنزين كانت في طريقها نحو المغرب،حيث عمدت ذات العناصر على إحراقها على مرأى من هؤلاء المهربين لأمر الذي لم يرقهم ودفعهم إلى الاحتجاج بقوة على هذه العملية قبل أن تتطور الأمور وتأخذ منحى آخر، بعدما التحق بالمحتجين أعداد كبيرة من ساكنة المنطقة لتنخرط بدورها في العملية الاحتجاجية،وخصوصا أن ساكنة هذه المنطقة تعتمد في مورد رزقها على التهريب،وقد أسفرت هذه العملية عن عدة خسائر وأضرار مادية لحقت بسيارات الحرس الحدودي على إثر رشقها بالحجارة من طرف المتظاهرين وتعرضت سيارة المسؤول العسكري لمركز "سيدي امبارك" لاحتراق بشكل الأمر الذي حدا بالمسؤول العسكري الاستعانة بتعزيزات أمنية من أجل إحتواء الأمر. وأضافت نفس المصادر أن موجة الغضب والاحتجاجات لم تقتصر بالقرب من المركز بل طالت العدوى وسط بلدية "الزوية" حيث أقدم المتظاهرون بوضع المتاريس وسط الطريق العام وإحراق العجلات المطاطية ورشق القوات الأمنية بالحجارة. وفي سياق آخر علمت جريدة الأحداث المغربية أن السلطات الأمنية الجزائرية قامت بغلق المركز الحدودي في وجه المهربين في انتظار أن يهدأ الوضع وتعود الأمور إلى نصابها بشكل عادي . وجدير ذكره فليست هذه المرة التي تشهد فيه بلدية "الزوية" المتاخمة للشريط الحدودي مثل هذه الأحداث ،حيث عرفت خلال شهر فبراير الماضي أحداث عنف قوية بين الساكنة وقوات حرس الحدود الجزائري حينما قامت هذه الأخيرة بمصادرة السلع المغربية المتواجدة بالأسواق والمحلات التجارية وأسفرت هذه الأحداث عن إلحاق إضرار جسيمة في عدة منشآت عمومية على إثر عملية الحرق والتخريب التي طالتها من طرف المتظاهرين. وللإشارة فقط فمنطقة الزوية تبقى سوقا كبيرا ومجمعا هاما لمختلف البضائع والسلع التي تدخل عن طريق الحدود بين المغرب والجزائر،في انتظار توزيعها عن باقي الأسواق في مختلف المناطق بالجزائر.