تبصم دور النشر المغربية على مشاركة نوعية في فعاليات الدورة ال26 لمعرض مسقط الدولي للكتاب، التي انطلقت في 24 فبراير الجاري، بمشاركة أزيد من 715 دار نشر من 27 دولة عربية وأجنبية. ورغم أن المشاركة المغربية في هذه الدورة تقتصر على داري نشر، هما "دار التوحيدي"المغرب و "باب الحكمة" لظروف فرضتها جائحة كورونا، إلا أنها تعرض على زوار المعرض إصدارات حديثة تلبي مختلف الأذواق الأدبية والفكرية، وتغوص بالقارئ في عمق الثقافة المغربية العريقة. ويقترح الجناح المغربي الذي وضعته وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة رهن إشارة الناشرين المغاربة إصدارات تتناول مختلف فروع الثقافة المغربية من آداب وعلوم اجتماعية وسياسية وفلسفة وتاريخ وفنون، يتجاوز عددها ال400 عنوان موزعة بين الدارين. وفي هذا الصدد، أبرز أحمد المرادي، مدير نشر "دار التوحيدي" أهمية المشاركة المغربية في هذا الحدث الثقافي الدولي لإيصال الكتاب المغربي للقارئ الخليجي عموما، والعماني بشكل خاص، موضحا أن دار نشر "دار التوحيدي" تشارك في دورة هذه السنة بأزيد من 200 عنوان تتناول مختلف القضايا المحلية والوطنية والثقافية والفنية. وأشار السيد المرادي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن العناوين المغربية المعروضة تتميز بحضور ثقافي متميز يقدم نظرة شاملة على تنوع الإنتاج الأدبي والفكري المغربي. وبعد أن أبدى حرصه على المشاركة في مختلف المعارض العربية والدولية للكتاب خدمة للكتاب المغربي، دعا السيد المرادي إلى تشجيع الإقبال على القراءة بشكل أكبر، لأنه، حسب وصفه، " لا مستقبل دون قراءة في مجتمع واضح المعالم في المبنى والمسار والأفق". كما اعتبر السيد المرادي أن مشاركة "بيت التوحيدي"، وهي الأولى من نوعها في معرض مسقط الدولي للكتاب، تروم نسج علاقات مع المؤسسات العمومية والخاصة المهتمة بالكتاب المغرب وخلق شبكة علاقات تؤسس لاهتمام أكبر بالكتاب المغربي الحديث". من جهته، قال محمد المحبوب، مدير منشورات "باب الحكمة" إن المشاركة في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرون تهدف إلى "إبراز حضور الكتاب المغربي في موعد ثقافي جديد يصر على عرض الكتاب العربي، ويفسح المجال لتداوله، بعدما أقفلت الجائحة دفات الكتب ومعارضها خلال السنوات الماضية". وأوضح، في هذا السياق أن منشورات "باب الحكمة" تشارك في هذه الدورة بأكثر من مائتي عنوان، نصفها صدر في زمن الجائحة، ما بين 2020 و2022، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بإصدارات لأعمال كاملة، وأعمال مرموقة توجت بجائزة المغرب للكتاب في الدورات الأخيرة، وتحقيقات ونصوص دفينة وغميسة تحفظ "ذاكرتنا الثقافية وتراثنا المغربي بما أوتي من نفائس وذخائر". كما توقف السيد المحبوب عند أزمة القراءة بالوطن العربي، والتي تحتاج للمعالجة، برأيه، عبر ترسيخ ثقافة الكتاب في "مجتمعاتنا، وفي حياتنا اليومية، وفي فضاءاتنا المعهودة"، مشددا على ضرورة "إيلاء اهتمام أكبر للإصدارات المغربية الحديثة في مختلف المؤسسات التعليمية وفي الجامعات بكل تخصصاتها لأن من شأن هذه البرمجة ضمان التعريف بالكاتب المغربي وأعماله، وتسليط الضوء على الخيال المغربي، وعلى قضايا الثقافة والمثقفين بالمغرب". وتقام فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته ال26 بمركز عمان الدولي للمؤتمرات و المعارض خلال الفترة من 24 فبراير إلى 5 مارس، بمشاركة نحو 715 دار نشر منها 570 بشكل مباشر و145 بشكل غير مباشر عبر نظام التوكيلات، و33 دار نشر في قسم الكتاب الأجنبي، تعرض أزيد عن 361 ألف عنوان. ويتضمن المعرض، الذي اختار محافظة جنوب الشرقية ضيف شرف الدورة، أنشطة ثقافية متنوعة تشمل محاضرات أدبية وجلسات حوارية وأمسيات شعرية وورشات وجلسات تعريفية، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة المخصصة للأطفال.