بخرو بالجاوي وطلقو ف سبع لواوي: بخره بالجاوي، وأطلقه في سبع لويات. بخره، من التبخير، والجاوي نسبة إلى جاوة من بلاد الشرق، وهو مادة صمغية تحرق ويتبخر بها، وسبع لواوي، أي سبع لويات، أي المكان الذي يكثر فيه الالتواء والاختباء، ويكون عرضة للآفات(1) بعض الناس يزعمون أن الشخص إذا بخر بالجاوي يأمن من أذى الجنون، ويقولون هذه الكلمة التي معناها أن الشخص، وخصوصاً الولد الصغير، إذا بخر بالجاوي فلا خوف عليه من الأذى، وخاصة مس الجن. وما أكثر ما لدى بعض الناس من أوهام يتعودونها حتى تصبر لديهم كالحقائق، ومن الغريب أن ذلك منتشر حتى في بعض الأوساط المثقفة الراقية التي لا يظن بها تصديق الخرافات والأوهام. بداني يا شي وانا ماشي: أيها الشيء، ابدأني وأنا سائر. يقوله الشخص السائر في طريقه، المشتغل بما يعنيه، عندما يتحرش به شخص آخر أو يتعرض له وهو لا يريد الاتصال به. ويحكى في هذا المعنى على سبيل التعريض ببعض النساء، أن رجلا كان ماراً في طريقه بالخلاء، فنادته امرأة من ضفة أخرى من النهر : أ الراجل فارقني، خليني عليك، أنا خوفانا منك … فقال لها: ماذا عملت لك؟ وكيف تخافين مني وأنا سائر في طريقي أجر معزتي وعلى رأسي مقلاتي، وفي حجر ثيابي حبوب سأخذها للرحى؟ فقالت له: آه يا الحرامي، تنزل مقلاتك في الأرض، وتكب فيها الحبوب، وتربط المعزة في الشجرة، وتقطع النهر وتأتي إلي! فقال لها: هذا ما لم يخطر ببالي، ولكن ما دمت قد بينت لي كيفية العمل، فليكن ۔۔۔ وبعضهم يقول: بداني يا شي وانا ف الطريق ماشي. بالدراع ماشي بالخاطر: يقال: عباه بالدراع ماشي بالخاطر، أي أخذه بالقوة والقهر والغلبة، لا بالاتفاق والخير والإحسان. ويقال: فلان ما جا غير بالدراع، أي لم يأت باختياره وبالنشاط، بل جاء مضطراً أو كارها. وبعض الشرقيين يقولون في هذا المعنى: بالنبوت. بالدهشا، سماوا العايل عايشة: بالدهش، سموا الطفل عائشة. في تطوان وقبائلها الجبلية، يقال للصبي العايل، وللأنثى عايلة، أي طفلة، أما في فاس فيقولون للطفل اليشير وللطفلة اليشيرة. أي إن أهل المولود، لشدة فرحهم يكون المولود ذكراً، وقعوا في دهشة وغفلة، فسموا الذكر باسم الأنثى وهو عائشة! يقال عندما يستولي الدهش على شخص، فيقول أو يفعل شيئاً في غير محله. بديك النيا تلقى الله: بتلك النية تلقى الله. يقال على سبيل الاستهزاء أو التبكيت، للشخص المنافق المراوغ الذي يظهر الخير أو المحبة أو الإخلاص، وهو يضمر الشر أو البغض أو الخداع، إشعاراً له بأن حقيقته معروفة، وأن نفاقه وخداعه مكشوفان . بر بالحلوق وجر من اللحي: أي إن بعض الناس إذا بررت بحلوقهم وبللتها، واعتنيت ببطونهم فملأتها، وبجيوبهم فكنزتها، أمكنك أن تجرهم من لحاهم، كما تجر المواشي. وطبعاً هي طبقة خاصة من الناس، ولكن رجال السياسة وأرباب المصالح وذئاب المجتمع يجربون وكثيراً ما ينجحون. يقال للحض على البذل وعدم الشح في سبيل الوصول للمصالح أو الأغراض والشهوات. وفي مثل آخر : عند البطون، كيزهاوا العقول (أو كيسهاو العقول). وفي آخر : الفلوس كيعملوا الطريق ف البحر . العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...