كان الله وباقي الله: هي كلمة وما أجلها من كلمة، تقال في الغالب عندما ينتهي ما لم يكن ينتظر أنه ينتهي، من ثروة كبيرة تفرق وتبعثر، أو قوة عظيمة تهزم وتمزق شذر مذر، أو سلطة وسطوة يعزل صاحبهما ويذل ويقهر. وقد تقال عند وفاة شخص عظيم، أو نزول حادث جسيم، من سقوط دولة أو زوال نعمة. وقد يعقب على هذه الكلمة بكلمة: والبقاء والدوام الله. كان ما يكون حد قدو، ما كان شي يصادو بكلاب باباه وجدو: هذا شخص نبيل قام بحركة يسعى فيها لاسترجاع عرشه أو مجد أبائه وأجداده، أي إن كان وحصل وتم لهذا الشخص ما أراده ويسعى للحصول عليه، فإنه يحرز بذلك على مقام عظيم لا يزاحمه فيه أحد، وإن لم يتم له ذلك في هذه المرة، فإن لديه من كلاب آبائه وأجداده ما يصطاده به ويحصل عليه في كرة أخرى. يقال عندما يقوم شخص كبير جريء، بمغامرة عظيمة ينتظر له فيها النجاح التام، إما في الحال وإما في مستقبل الأيام. كان يعمل الخلاخل للجداد: كان يعمل الأساور للدجاج. قالت امرأة عجوز تتحدث عن زوج ابنتها: (لو كان الراجل د بنتي كيعمل الشان للفلوس، كان يعمل الخلاخل للجداد). الخلاخل، جمع خلخال، وهو السوار، أي الحلي الذي تتزين به النساء( ). والجداد= الدجاج. أي لو كان هذا الشخص يقتصد ويجمع المال، لتوفر لديه من الثروة والغنى ما يتمتع به هو وكل من لديه علاقة به، حتى دجاجه يتمتع بأساور الفضة أو الذهب. يكنى بذلك عن أن الشخص يروج بين يديه المال الكثير والربح الغزير، ولكن لا يبالي به، بل يبعثره هنا وهناك ويبذره تبذيرا. كانت وجازت أعمي الحاج: كانت ومرت يا عمي الحاج. يقال لقطع الحديث، عندما يحاول شخص أن يعيد الكلام أو النظر في قضية قد وقع الفراغ منها والبت في شأنها، ولم يبق سبيل إلى العود إليها أو البحث فيها من جديد. كأنه طاحت لو السُرا تما: كأنه سقطت سرته هناك. عندما يولد المولود، تبقى من سرته قطعة متصلة به مدة، ثم تسقط من نفسها. ويزعم بعضهم أن الشخص يحن دائما إلى المكان الذي سقطت فيه سرته. يقال في الشخص الذي يتعهد مكانا خاصا، ويتردد عليه باستمرار حتى لا يكاد يبتعد. عنه وقد يقال ذلك على سبيل التضايق والاشمئزاز. کبا د الزيت من يد الهجالا: كبة الزيت من يد الهجالة. الكبا، بفتح الكاف وتشديد الباء، هي الكبة، أي المرة من الكتب، أي الصب، يقال: كب الماء، صبه. والهجالة، هي الأيم، أي المرأة التي فقدت زوجها بموت أو طلاق. وشأن الهجالة الضعيفة الفقيرة، أن تكون كثيرة الاقتصاد، بحيث إذا أرادت أن تصب من زيتها في قدرها، فإنها تخشى أن تصب منه كثيرا. وبعضهم يقول: كبا من يد الهجالة، أي إن الهجالة تقتر على نفسها في كل شيء. هذا هو الغالب في الهجالات الضعيفات، وإن كانت هناك نساء لا يتمتعن بالنعيم إلا بعد أن يموت أزواجهن البخلاء. يقال عندما يقوم الشخص بعمله بتحفظ واحتراس وخوف من المبالغة أو الزيادة أو التبذير.
العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...