ولي العهد يترأس مأدبة غداء بنادي الضباط    بنسعيد:الإصلاحات التي عرفها المجال الإعلامي ساهمت في توفير مرتكزات متكاملة لتطوير مختلف مكوناته    لقاء تواصلي بطنجة بين الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لتعزيز الشراكة وخدمة المهنيين    أكبر طلبية طائرات في تاريخ "بوينغ".. قطر تشتري 160 طائرة ب200 مليار دولار    أخبار الساحة    الناخب الوطني لأقل من 20 سنة: "عازمون على المشاركة في المونديال ونحن أبطال إفريقيا"    نهضة بركان يستأنف تدريباته استعدادا لمواجهة سيمبا    إطلاق حملة توعوية لتفادي الغرق في سدود جهة طنجة-تطوان-الحسيمة    حادثة سيرمميتة بالطريق الرابطة بين الصويرة وأكادير تخلف ثمانية قتلى و20 مصابا    اعتقال أستاذ جامعي يدرّس بأكَادير من أجل التلاعب في التسجيل بسلك الماستر ومنح دبلومات مقابل المال    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    مهرجان «يالطا» بروسيا ينحني لصوت مغربي… والدارجة تسرق الأضواء    عامل العرائش يدشن افتتاح معرض العرائش للكتاب    "ربيع المسرح" في تارودانت يكرّم الفنانين الحسين بنياز وسعاد صابر    معهد صروح للإبداع والثقافة يسلط الضوء غلى المنجز الشعري للشاعر عبد الولي الشميري    أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة 1446 ه    الملك محمد السادس يوجه هذه الرسالة إلى الحجاج المغاربة    15 % من المغاربة يعانون من متلازمة القولون العصبي والنساء أكثر عرضة للإصابة بها من الرجال    رسميا.. حكيمي يمتلك نادي "سيوداد دي خيتافي" ويشارك في انتداب اللاعبين    جلالة الملك يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة بمناسبة انطلاق موسم الحج    المغرب وتنزانيا يعززان التعاون الطاقي    مقاييس التساقطات المطرية المسجلة خلال ال 24 ساعة الماضية    المغرب يقترب من فرض رقابة قانونية على منصات التواصل الاجتماعي لحماية المجتمع    صرخة فنانة ريفية.. اعتزال "مازيليا" بسبب الوسخ والاستغلال في كواليس الفن    استنفار الدرك الملكي بعد العثور على 20 كيلو من الكوكايين على شاطئ    مركز يجود صيانة مواقع الفوسفاط    "النباوي" يجري مباحثات مع النائب العام رئيس المجلس الأعلى للنيابة العامة بجمهورية الرأس الأخضر    ترامب: سوريا "أبدت استعداداً" للتطبيع    لجنة العدل والتشريع بالنواب تصادق على مشروع قانون المسطرة الجنائية    الذهب ينخفض مع انحسار المخاوف بشأن الأزمة التجارية    وداعا فخامة الرئيس    وزارة التربية الوطنية تفرض عقودا مكتوبة لتنظيم العلاقة بين التعليم الخصوصي والأسر    مجلس فاس يقر عقدا مؤقتا للنقل الحضري ويستعد لاستلام 261 حافلة جديدة    تقرير رسمي: الفلاحة الصغيرة استفادت من 14 مليار درهم كدعم مقابل 100 مليار درهم للفلاحين الكبار    "ترانسافيا" تطلق 14 خطا جويا جديدا بين المغرب وفرنسا لتوفير 130 ألف مقعد إضافي سنويا    جامعيون وخبراء مغاربة وأجانب يلتقون في المحمدية لاستجلاء الفكر الإصلاحي عند العلامة علال الفاسي وإبراز مختلف أبعاده التنويرية    المخرج روبرت بينتون يفارق الحياة عن 92 عاما    توتر أمني في طرابلس يجمد مباريات الدوري الليبي.. والهلع والارتباك يُخيمان على اللاعبين المغاربة    دياز في قلب مشروع المدرب الجديد لريال مدريد    باناثينايكوس يتردد في صفقة أوناحي    المغرب يستضيف مؤتمر وزراء الشباب والرياضة للدول الفرنكوفونية    ردا على طرد موظفين فرنسين من الجزائر.. باريس تستدعي القائم بالأعمال الجزائري وتتوعد بالرد بالمثل    رُهاب الجزائر من التاريخ    الاتحاد الأوروبي يفرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا    الإمارات تُجدد حضورها في موسم طانطان الثقافي بالمغرب: تظاهرة تراثية تجسّد عمق الروابط الأخوية    رفع كسوة الكعبة استعدادا لموسم الحج    المغرب يحقق المعادلة الصعبة: تكلفة إنتاج السيارات الأقل عالميًا ب106 دولارات فقط للعامل الواحد    المغرب في تصنيف التنمية البشرية لعام 2023: نقطة جيدة وانتظارات قوية    الأمم المتحدة تدعو مجلس الأمن إلى التحرك "لمنع وقوع إبادة" في غزة    كسوة الكعبة المشرفة ترفع 3 أمتار    عندما تتحول القرارات السياسية من حسابات باردة إلى مشاعر مُلتهبة    السكوري: الحكومة تتطلع إلى مواصلة تحسين مؤشرات التشغيل لخفض البطالة إلى مستويات معقولة خلال السنة الجارية    مَأْزِقُ الإِسْلاَمِ السِّيَاسِي    المجلس الوزاري: حول الأسماء والأشياء!    حكم جديد.. 3 ملايين ونصف تعويضاً لسيدة عضها كلب    أزمة دواء اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المغرب.. يفاقم معاناة الأسر في صمت    دراسة من هارفارد: شرب الماء الكافي يعزز التركيز الذهني ويقلل التعب والإرهاق    الأغذية فائقة المعالجة تهدد بأعراض "باركنسون" المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة الإسبانية بتطوان أثناء الاحتلال الثاني (15)
نشر في بريس تطوان يوم 18 - 09 - 2023

ولم يقتصر المظهر الإعلامي المكتوب على جانب التعامل الكامل بين الصحافة الوطنية والإسبانية، بل تعداه الى التشارك اللغوي في الصحافة اليومية، منها مثلا جريدة «النهار» اليومية التي كانت تطبع باللغتين العربية والإسبانية، وهي أول تجربة صحافية ظهرت في المغرب العربي بهذا الشكل، بأقلام مغربية واسبانية.
ومدينة تطوان رائدة في هذا التشارك اللغوي الذي لم ينحصر في الحقل الصحفي وحده بل تعداه إلى حقل الفكر والأدب والإبداع، كمجلة « المعتمد» التي كان من أسسها الأديب المغربي الكبير محمد الصباغ بمعية أدباء اسبان مرموقين ، وكمجلة «تطوان» المتخصصة في البحث العلمي والتاريخ المغربي التي كان يديرها محمد الفاسي، بمعية الاستاذين محمد عزيمان ومحمد بن تاويت وطاقم كبير من الكتاب المغاربة والاسبان انطلاقا من بداية الاستقلال، وكمجلة « نمودة» التي كان جسمها الإبداعي يتكون من كبار الكتاب أيضا مغاربة وأجانب وهم: الرئيس لويس كاربخال أربيطا(D ،LuisCarbajalArrieta والباحث الكبير المؤرخ المعروف ماريانو اريباس بالو D.Mariano (d.GuillermoGuastavinoGallent) Arribas Palau کوبيرمو کوسطبنو كايننط، والأديب المرحوم محمد عزيمان، والفنان العالمي الرسام ماريانو برتوشي; (MarianoBertuchi nieto( وطوماس كارسيا فيكراس(Tomas Garcia FiGueras . والعالم الباحث الأديب المرحوم سيدي عبد الله كنون وغيرهم مما يطول ذكرهم، ونجد فيها أبحاثا مهمة عن تاريخ تطوان باقلام اسبانية كالبحث المصنف حول الزوايا الموجودة بتطوان ومنها الزاوية الحراقية التي تحدث عنها الأديب والمؤرخ فيكراس في عرض مطول نبش فيه تاريخ هذه الزاوية والأشخاص المدفونين بها، والكتابات المنقوشة على القبور حيث أثبت نصها العربي ،وقام بترجمته إلى الإسبانية ، ثم الدراسة عن الكتابات العربية أو المنقوشة على الواجهة الأمامية لحوض المياه بمدخل باب العقلة بتطوان التي قام بها مندوب التربية والتعليم الإسباني الأديب فرناندو بلدراما مارتينس . وغيرهما كثير من النماذج التي شكلت تعريفات متعددة عن حضارة المدينة في ماضيها وحاضرها.
وأعتقد جازما أن تغلغل و مشاركة أدباء تطوان وصحافييها في مثل هذه الأعمال الإعلامية والإبداعية والتاريخية الكبيرة مع الكتاب والصحافيين الإسبان كان له دور ريادي عظيم في النهضة الثقافية بتطوان ، وفي بلورة عالم المعرفة عند الجانبين الإسباني والمغربي.وتقريب المفهوم الحضاري العربي إلى الغرب بصورته الحقيقية وليس بحسب الميول والأهواء الشخصية الاعتباطية التي كثيرا ما جازف فيها كتاب أجانب عند زيارتهم للمغرب فكتبوا عنه بوجه غير حقيقي ، وبمعلومات مغلوطة لجهلهم بالمصادر المتداولة.
وبالمقابل نجد أيضا أن احتكاك الكتاب المغاربة بأصدقائهم الإسبان دفعهم أيضا لدراسة الأدب الإسباني والوقوف على شخصياته، ومكانتهم الفكرية، وعبقريتهم الإبداعية، فتأثروا بإنتاجهم الأدبي وصاروا أمام إعجابهم به يترجمونه إلى العربية في صحفهم ومجلاتهم، بل أحيانا إلى تنظيم ندوات فكرية ومحاضرات قيمة عن الإنتاج الأدبي الإسباني، ومن ذلك مثلا تخصص بعض الكتاب التطوانيين في ترجمة الأدب الإسباني إلى العربية في أهم الصحف الوطنية، لتمكنهم من اللغة الإسبانية ودراساتهم العميقة لها، أمثال الكاتب عبد اللطيف الخطيب، والمرحوم محمد العربي الخطابي، ومحمد الصباغ، والدكتور موسى عبود، ونجيب أبو ملهم، والفريد البستاني، ونعمت الله الدحداح، ومحمد عزيمان الذي أدى دورا كبيرا للثقافة العربية من خلال دراساته القيمة لكثير من الأبحاث والكتب الإسبانية سواء التي قدمها في شكل محاضرات… أو دراسات، أو ترجمات من الإسبانية إلى العربية أو العكس لعمله كمشرف على مناهج التعليم بشمال المغرب, من ذلك مثلا البحث القيم الذي ألقاه بالاسبانية سنة 1949 عن الكاتب الأسباني الكبير الأديب المستعرب والمتخصص في الدراسات الإسلامية بالأندلس انخل كونثالث بلنثيا(1884 –1949) والذي وضع مختصرا جامعا عن تاريخ الأدب العربي الإسباني (شعرا وكتابة وعلما، وأدبا، ونحوا، وتاريخا، وجغرافية، ورحلة، وفلسفة، وعلم كلام، وتفسيرا، وحديثا، وفقها، ورياضيات، وفلكا، وطبا، في كل عصر من عصور الأندلس الإسلامية، مع التراجم الموجزة للنابغين في كل من هذه الفنون).
ولا ننسى بامتياز كبير الموسوعة الفكرية للباحث الكبير والمؤرخ الفذ الأستاذ محمد بن عزوز حكيم الذي كتب أزيد من 225 كتابا باللغة الإسبانية في مختلف حقول المعرفة عن حضارة المغرب عامة وتطوان خاصة، عن تاريخها، وأعلامها، وشخصيات مغربية مشهورة مما قرب للإسبانيين توهجا عميقا وفعالا عن صدى المغرب في مجالاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والحربية أيضا.
وقد برزت مندوبية التربية والتعليم بتطوان كقطب الرحى للتعريف بأدوار الثقافة العربية – الإسبانية بحكم تواجد جهابذة العلم والمعرفة من الجانبين معا سواء ككتاب أو صحافيين ما اغنوا المجال الثقافي إغناءا واسعا عكسته الكتب والمقالات الصحفية المنشورة في جريدة «الحياة «و»الحرية «، و» المغرب الجديد» و «الريف» و «الأمة» والمعرفة « و»الأخبار « وغيرها وهو ما كانت تنقله أيضا مترجما الى الإسبانية جريدة « دياريو دي افريكا التي كانت تصدر بتطوان والتي توج محررها الشاعر والصحفي «بيوکومي8 نيسا من مواليد مدينة مليلية المغربية «بجائزة الصحافة لموسم جني الكرم بمدينة شيريش مكافاة له على سلسلة المقالات التي نشرها في تلك الصحيفة للتعريف بحضارة المغرب والأندلس، وهي ثاني جائزة تمنح له بعد جائزة «بوسكان1954» وأيضا جريدة « اسبانيا « و» النهار «و» ايديال» التي كانت تعرف الإسبانيين بكثير من الأخبار الثقافية والفكرية التي تجري بتطوان والغنية بتعدد مواضعها، وأبحاثها، ودراساتها القيمة، دخلت بكل أسف في طي النسيان دون أن تجد لغاية الآن من يستجلي قيمتها الموسوعية الغنية عطاء علميا واسعا ، على امتداد الحقبة الاستعمارية ببلادنا.
والملفت للانتباه أن تطوان شهدت زيارات متعددة في نطاق التبادل الصحفي بين نقابة الصحافيين الفرنسيين ونقابة الصحافيين الاسبانيين، والنقابة الدولية للصحافيين العالميين للإطلاع على الحركة النهضوية بين المنطقتين ,وهكذا زار وفد من الصحافيين الفرنسيين والدوليين الطنجيين برئاسة رئيس قسم الصحافة الفرنسية بالمغرب السيد بنوي المدن المغربية بكل من مليلية وسبتة وتطوان والعرائش وبعد الحفاوة البالغة التي لقيها وفد الصحافة تبودلت رسائل الشكر بين المقيم العام الفرنسي مع نظيره الاسباني، ورسائل مماثلة لرؤساء البلديات للمدن التي زاروها.
كما زار الأديب الاسباني والصحافي المشهور فديريكو غرسيا شائتيص المدن الشمالية وأجرى مع الصحافيين المغاربة والاسبانيين عدة اتصالات وألقى عدة محاضرات ، أثنى فيها على المغرب والمغاربة، وبمسرح فيكتوريا بطنجة لقي إقبالا كبيرا .
وهذا الصحفي هو غير الشاعر والأديب الكبير فديريكو غرسيا لوركا الذي زار تطوان قبله. وشهدت المنطقة العديد من الزيارات والوفود الصحافية الأخرى لا يستوعب الكتاب ذكرها و هذا الموقف الجاد للصحافة الإسبانية قوبل من طرف المغاربة بتقدير كبير ناله أيضا الصحافي الإسباني من طرف الصحافيين المغاربة والقراء بالإسبانية ، يتجلى ذلك بشكل واضح في استقبال نقابة الصحافيين بتطوان لكل صحافي عربي كان أو أجنبي يزور المغرب ،فيقام له الاحتفال اللائق به سواء بمنزل الرئيس الإسباني للنقابة أو من أحد أعضاء المجلس الإداري. وكم شهد منزل الصحافي القيدوم الراحل التهامي الوزاني كثيرا من الاحتفالات الضخمة للصحافيين الزائرين والأمثلة كثيرة منها «الاحتفال الذي خص به عالم الأدب الإسباني السنيور أنطونيو كوريا فيلسكون النائب القومي للصحافة الإسبانية الذي أكرمت وفادته الصحافة الإسبانية والمغربية- وكالصحفي العربي» السيد ألبير عمون» محرر بجريدة « الأهرام المصرية الذي حظي بمقابلة خاصة من طرف الخليفة السلطاني وأجرى معه استجوابا عن القضية المغربية «وأهم عمل ساعدت به نقابة الصحافيين بتطوان هو الدعوة لإنشاء مكتب « توزيع المطبوعات وتبادلها» فكان ثمرة مجهود عميق تجسد تحقيقه في دورة عبد الكتاب هذا وقام بنشاط ملحوظ تبلور في تنظيم وتوزيع المطبوعات التي تنشرها الهيات الرسمية بالمنطقة وبيعها في اسبانيا ، وفي الخارج ، وقد وزع من هذه المطبوعات أثناء الأشهر السنة من سنة 1954 على أكثر من 400 مؤسسة ثقافية في أوربا والأمريكيتين وإفريقيا والشرق معظمها عن طريق الإهداء او المبادلة ليساعد بذلك على نشر الأعمال الفكرية التي يقوم بها المثقفون الإسبانيون في هذه المنطقة في أرجاء العالم .»
الخليفة الأمير مولاي الحسن بن المهدي يستقبل صحبة وزرائه أعضاء المؤتمر الثالث عشر للصحافيين الاسبان والمغاربة الذي انعقد لأول مرة بتطوان بتاريخ يونيه 1955.
وفي الأيام الأولى من شهر يونيه 1955» نظمت بتطوان جلسات المؤتمر الثالث عشر لاتحاد جمعيات الصحافة باسبانيا، بحضور الخليفة السلطاني والمقيم العام لاسبانيا ، رحب فيها بالمؤتمرين السيد ضون رفاينل الباريث كلارو رئيس جمعية الصحافة الإسبانية المغربية بتطوان ، تلته كلمة السيد مانويل أثنار رئيس اتحاد جمعيات الصحافة باسبانيا، الذي سلم إلى الخليفة السلطاني والى مقيم اسبانيا غرسيا بالينيو شهادة العضوية الفخرية في الاتحاد، تلك العضوية التي وقع الاتفاق عليها بالإجماع في المؤتمر الثاني عشر الذي عقد أثناء شهر يوليوز سنة 1954 في سان سباستيان كصحفيين شرفيين. وفيه تقرر انعقاد المؤتمر الثالث عشر للصحافيين الإسبانيين بمدينة تطوان لأول مرة في تاريخ المغرب بمشاركة كل جمعيات الصحافة الإسبانية . ولم يكن هذا ليتم لولا الجهود التي تظافر فيها التعاون الأخوي الإسباني المغربي من خلال نقابة الصحفيين بتطوان.
صحافيي تطوان في زيارة لمدينة شفشاون بعد انتهاء المؤتمر الثالث عشر لصحافيي اسبانيا بتطوان ومباشرة بعد هذا المؤتمر الذي حقق نجاحه على الساحة الإفريقية الممثلة بمدينة تطوان والساحة الإسبانية أصدرت الحكومة الإسبانية يوم 18 يونيه 1954 قرارا تمنح « بمقتضاه وسام توصية سيسينيروس لسيادة نائب الاقتصاد ورئيس جمعية الصحافة الإسبانية المغربية ضون رفائييل الباريث كلارو. وصدر بنفس التاريخ كذلك قرار يمنح بموجبه « وسام إفريقيا لشخصيات بارزة من بينها ضون غييرمو غواسطافينيو غيبت ، مدير السجلات والمكاتب بالمنطقة، وسكرتير مجلس تحرير « تمودة «كذلك يمنح وسام التوصية نفسه للسيد والسيد محمد بن محمد المرير رئيس مجلس الاستئناف الشرعي.
الحاج محمد بن علال عزيمان السكرتير العام لوزارة المعارف العمومية للمخزن وعضو مجلس تحرير « تمودة « .
واقتضت المناسبة ايضا أن يحظي المغاربة صحافيو المنطقة الخليفية بأول بطاقة صحفية رسمية توزعها عليهم الحكومة الاسبانية في شخص مقيميها العام السيد غرسيا فالينيو في شهر يونيه1954 وفي احتفال رسمي نظم بأوطيل « درسة « الذي كان يملكه السيد محمد بولعيش بايصة المحامي ونائب رئيس جمعية الصحافة المغربية الاسبانية بتطوان . وهو مكسب كبير خول للصحافيين المغاربة أن يتمتعوا بنفس حقوق الصحافيين الإسبانيين من حيث التطبيب والتمريض والتقاعد الممتاز. كل هذا من نتيجة نجاح المؤتمر الثاني عشر لصحافي اسبانيا بسان سبسطيان .
كما كانت مناسبة تنظيم عيد الكتاب الإسباني المغربي مثلا لسنة 1953 بتطوان أهم محطة صحفية للتعريف بدور النقابة وبأعمالها ، منها تدشين ولأول مرة في تاريخ المغرب معرض للصحافة الإسبانية المغربية ، عرضت فيه نماذج من الصحف العربية التي ظهرت في المغرب سواء التي تملكها المكتبة
العامة بتطوان أو الجارية على ملك الخواص الذين تفضلوا بعرضها، «الى جانب معرض الصحف الإسبانية بالمغرب المتوفر على الصحف والمجلات المختلفة التاريخ والطباعة والتي رتبت ترتيبا جغرافيا فصحف مدينة سبتة من أول عدد محفوظ من « الإيكوكونستيتونسيونال ( صدى الدستور)» EL Eco Constitucionalالصادر سنة 1822 إلى جريدة « الفارو دي سوتا(E | faro de ceuta ثم صحف مليلية وأقدمها « تلغراما دل الريف «El Telegrama del Rif» ثم صحف تطوان حيث عرض نموذج من « الإيكودي تطوان « التي أسسها بدرو انطونيو دي الأركون سنة 1860 عندما دخلت الجيوش الإسبانية الى تطوان للمرة الأولى، ثم صحف طنجة والعرائش وبيا سنخورخو اي الحسيمة والقصر الكبير الخ… «إلى جانب العرض هناك مجموعة أخرى من الجرائد والمجلات المخطوطة منها مجلات مدرسية، ونماذج من المجلات التي أصدرتها وحدات الجيش المغربي وغيرها من النماذج الهامة التي تقدم بها أصحاب المجموعات الخاصة».
وفي « الخزائن الجانبية من قاعة الصحف عرضت مجموعة عليها اهداءات بخطوط بعض المشاهير من المستعربين والكتاب والشعراء والعلماء والكتاب الحربيين ، والمختصين في المسائل الإفريقية والسياسيين والرحالة وشخصيات أخرى من العلماء والأدباء، كما تم نشر القائمة المؤقتة للصحف التي أعدتها الإسبانية « دورا بكايكو ارنيث» رئيسة قسم الصحف بالمكتبة العامة وكذلك القائمة المؤقتة للصحف العربية بالمنطقة الخليفية التي أعدها رئيس القسم الأستاذ الباحث محمد عزوز حكيم.
وسهلت المقيمية العامة الإسبانية للصحافيين المغاربة حق تأسيس مطابع خاصة بهم ، كما هو الشأن مثلا للصحافيين والعالميين الكبيرين الأخوين سيدي التهامي الوزاني ومحمد الوزاني بمقتضى القرار الصادر عن رئاسة الوزارة الخليفية بتاريخ 30 يناير 1942 والمنشور بالجريدة الرسمية لمنطقة حماية اسبانيا بالمغرب تحت عدد 5 لسنة 1942 هذا نصه :
( الحمد لله وحده
قرار وزيري
يعلم من هذا الكتاب الممضي باسمنا بصفة رئاسة الوزارة واعتماد رتبة الصدارة ، أنه بعد الإطلاع على الطلب المقدم من الأخوين الشريفين السيد التهامي والسيد محمد الوزانيين ملتمسين الإذن لتأسيس مطبعة بدرب شرفاء وزان بهذه لعاصمة التطوانية يطلق عليها لقب « مطبعة الريف» للقيام بأعمالها الاعتيادية .
وبعد مراجعة الضابط الجاري العمل به لتأسيس واستثمار الصنائع واستشارة ذوي الصلاحية من إدارة الدولة الحامية قررنا منح الإذن الملتمس وفقا للشروط الآتية:
1- يجب القيام بالتأسيس طبقا للمشروع المقدم على أن تقوم مصلحة المصانع بالناحية المركزية بمقابلة المشروع المقدم مع الأعمال المقامة.
2- يجب الشروع في التأسيس قبل انصرام الشهرين من تاريخ منح الإذن ويكون المصنع مهيئا للعمل ضمن أجل لا يفوق ستة أشهر من التاريخ المذكور.
3- يجب القيام بالأعمال بصفة تضمن أحسن الشروط الصحية والأمن الشخصي على أن يجعل في أساس الآلات وأطرافها مواد رطبة مائعة لتلافي الهز الشاغل.
4- على نيابة المنافع أن نصادق على التعريفة التي سيقع التمشي بمقتضاها.
والواقف عليه يجري على مقتضاه ولا يتعداه لسواه والسلام
في 13محرم الحرام عام 1361 الموافق ل 30 يناير 1942.»
وقد أسدت هذه المطبعة من خلال مطبوعاتها للثقافة والصحافة والإعلام بتطوان ما لا يعد ولا يحصى من المنافع الكبرى على امتداد أربعين سنة بين المرحلتين الاستعمارية والاستقلال .
الكتاب: الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال
المؤلف: محمد الحبيب الخراز
(بريس تطوان)
يتبع...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.