"تقدم إيجابي" فمفاوضات الهدنة.. محادثات غزة غتستمر وحماس راجعة للقاهرة    فيديو: هاتريك أيوب الكعبي في مرمى أستون فيلا    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    زلزال جديد يضرب دولة عربية    الفرقة الجهوية دالجندارم طيحات ريزو ديال الفراقشية فمدينة سطات    تكريم حار للفنان نعمان لحلو في وزان    ريم فكري تفاجئ الجمهور بأغنية "تنتقد" عائلة زوجها "المغدور"    انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا    الدوري الأوربي: ليفركوزن يعود بالفوز من ميدان روما وتعادل مرسيليا واتالانتا    هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024    بلاغ هام من وزارة الداخلية بخصوص الشباب المدعوين للخدمة العسكرية    ماذا قال أمين عدلي بعد فوز ليفركوزن على روما؟    هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟    رسالة هامة من وليد الركراكي ل"أسود" الدوريات الخليجية    للمرة الأولى منذ 2009.. "تواصل" الإسلامي في موريتانيا يتقدم للانتخابات الرئاسية    مناهل العتيبي: ما تفاصيل الحكم على الناشطة الحقوقية السعودية بالسجن 11 عاماً؟    عقب قرارات لجنة الأندية بالاتحاد الإفريقي.. "نهضة بركان" إلى نهائي الكونفدرالية الإفريقية    إقليم الصويرة: تسليط الضوء على التدابير الهادفة لضمان تنمية مستدامة لسلسلة شجر الأركان    مهرجان أيت عتاب يروج للثقافة المحلية    الإبقاء على مستشار وزير العدل السابق رهن الاعتقال بعد نقله إلى محكمة تطوان بسبب فضيحة "الوظيفة مقابل المال"    تطوان: إحالة "أبو المهالك" عل سجن الصومال    الكعبي يتألق في أولمبياكوس اليوناني    بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي    عمور.. مونديال 2030: وزارة السياحة معبأة من أجل استضافة الفرق والجمهور في أحسن الظروف    تفكيك مخيّم يثير حسرة طلبة أمريكيين    الملك يعزي بن زايد في وفاة طحنون آل نهيان    وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية    العقائد النصرانية    تنفيذ قانون المالية يظهر فائضا في الميزانية بلغ 16,8 مليار درهم    الأمثال العامية بتطوان... (588)    أمطار طوفانية تغرق الإمارات وتتسبب في إغلاق مدارس ومقار عمل    مركز دراسات.. لهذا ترغب واشنطن في انتصار مغربي سريع في حال وقوع حرب مع الجزائر    أوروبا تصدم المغرب مرة أخرى بسبب خضر غير صالحة للاستهلاك    جامعيون ومتخصصون يحتفون بشخصية أبي يعزى في ملتقى علمي بمولاي بوعزة    أزمة طلبة الطب وصلت ل4 شهور من الاحتقان..لجنة الطلبة فتهديد جديد للحكومة بسنة بيضاء: مضطرين نديرو مقاطعة شاملة    مجلس النواب يعقد الأربعاء المقبل جلسة عمومية لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة    المخزون المائي بسدود الشمال يناهز مليار و100 مليون متر مكعب    ها التعيينات الجديدة فمناصب عليا لي دازت اليوم فمجلس الحكومة    ارتفاع حصيلة القتلى في غزة.. واعتقالات في الضفة الغربية    بايتاس رد على لشكر والبي جي دي: الاتفاق مع النقابات ماشي مقايضة وحنا أسسنا لمنطق جديد فالحوار الاجتماعي    فوضى «الفراشة» بالفنيدق تتحول إلى محاولة قتل    باحثون يكتشفون آليات تحسّن فهم تشكّل الجنين البشري في أولى مراحله    بذور مقاومة للجفاف تزرع الأمل في المغرب رغم انتشارها المحدود    رسميا.. جامعة الكرة تتوصل بقرار "الكاف" النهائي بشأن تأهل نهضة بركان        النفط يتراجع لليوم الرابع عالمياً    إلقاء القبض على إعلامية مشهورة وإيداعها السجن    الطيب حمضي ل"رسالة24″: ليست هناك أي علاقة سببية بين لقاح أسترازينيكا والأعراض الجانبية    مسؤولة في يونيسكو تشيد بزليج المغرب    "الراصد الوطني للنشر والقراءة" يعلن عن أسماء الفائزات والفائزين بجائزة "الشاعر محمد الجيدي" الإقليمية في الشعر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل    "دراسة": زيادة لياقة القلب تقلل خطر الوفاة بنحو 20 في المائة    عبد الجبّار السحيمي في كل الأيام!    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    دراسة: مجموع السجائر المستهلكة "يلتزم بالثبات" في إنجلترا    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الأمثال العامية بتطوان... (586)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة الإسبانية بتطوان أثناء الاحتلال الثاني (15)
نشر في بريس تطوان يوم 18 - 09 - 2023

ولم يقتصر المظهر الإعلامي المكتوب على جانب التعامل الكامل بين الصحافة الوطنية والإسبانية، بل تعداه الى التشارك اللغوي في الصحافة اليومية، منها مثلا جريدة «النهار» اليومية التي كانت تطبع باللغتين العربية والإسبانية، وهي أول تجربة صحافية ظهرت في المغرب العربي بهذا الشكل، بأقلام مغربية واسبانية.
ومدينة تطوان رائدة في هذا التشارك اللغوي الذي لم ينحصر في الحقل الصحفي وحده بل تعداه إلى حقل الفكر والأدب والإبداع، كمجلة « المعتمد» التي كان من أسسها الأديب المغربي الكبير محمد الصباغ بمعية أدباء اسبان مرموقين ، وكمجلة «تطوان» المتخصصة في البحث العلمي والتاريخ المغربي التي كان يديرها محمد الفاسي، بمعية الاستاذين محمد عزيمان ومحمد بن تاويت وطاقم كبير من الكتاب المغاربة والاسبان انطلاقا من بداية الاستقلال، وكمجلة « نمودة» التي كان جسمها الإبداعي يتكون من كبار الكتاب أيضا مغاربة وأجانب وهم: الرئيس لويس كاربخال أربيطا(D ،LuisCarbajalArrieta والباحث الكبير المؤرخ المعروف ماريانو اريباس بالو D.Mariano (d.GuillermoGuastavinoGallent) Arribas Palau کوبيرمو کوسطبنو كايننط، والأديب المرحوم محمد عزيمان، والفنان العالمي الرسام ماريانو برتوشي; (MarianoBertuchi nieto( وطوماس كارسيا فيكراس(Tomas Garcia FiGueras . والعالم الباحث الأديب المرحوم سيدي عبد الله كنون وغيرهم مما يطول ذكرهم، ونجد فيها أبحاثا مهمة عن تاريخ تطوان باقلام اسبانية كالبحث المصنف حول الزوايا الموجودة بتطوان ومنها الزاوية الحراقية التي تحدث عنها الأديب والمؤرخ فيكراس في عرض مطول نبش فيه تاريخ هذه الزاوية والأشخاص المدفونين بها، والكتابات المنقوشة على القبور حيث أثبت نصها العربي ،وقام بترجمته إلى الإسبانية ، ثم الدراسة عن الكتابات العربية أو المنقوشة على الواجهة الأمامية لحوض المياه بمدخل باب العقلة بتطوان التي قام بها مندوب التربية والتعليم الإسباني الأديب فرناندو بلدراما مارتينس . وغيرهما كثير من النماذج التي شكلت تعريفات متعددة عن حضارة المدينة في ماضيها وحاضرها.
وأعتقد جازما أن تغلغل و مشاركة أدباء تطوان وصحافييها في مثل هذه الأعمال الإعلامية والإبداعية والتاريخية الكبيرة مع الكتاب والصحافيين الإسبان كان له دور ريادي عظيم في النهضة الثقافية بتطوان ، وفي بلورة عالم المعرفة عند الجانبين الإسباني والمغربي.وتقريب المفهوم الحضاري العربي إلى الغرب بصورته الحقيقية وليس بحسب الميول والأهواء الشخصية الاعتباطية التي كثيرا ما جازف فيها كتاب أجانب عند زيارتهم للمغرب فكتبوا عنه بوجه غير حقيقي ، وبمعلومات مغلوطة لجهلهم بالمصادر المتداولة.
وبالمقابل نجد أيضا أن احتكاك الكتاب المغاربة بأصدقائهم الإسبان دفعهم أيضا لدراسة الأدب الإسباني والوقوف على شخصياته، ومكانتهم الفكرية، وعبقريتهم الإبداعية، فتأثروا بإنتاجهم الأدبي وصاروا أمام إعجابهم به يترجمونه إلى العربية في صحفهم ومجلاتهم، بل أحيانا إلى تنظيم ندوات فكرية ومحاضرات قيمة عن الإنتاج الأدبي الإسباني، ومن ذلك مثلا تخصص بعض الكتاب التطوانيين في ترجمة الأدب الإسباني إلى العربية في أهم الصحف الوطنية، لتمكنهم من اللغة الإسبانية ودراساتهم العميقة لها، أمثال الكاتب عبد اللطيف الخطيب، والمرحوم محمد العربي الخطابي، ومحمد الصباغ، والدكتور موسى عبود، ونجيب أبو ملهم، والفريد البستاني، ونعمت الله الدحداح، ومحمد عزيمان الذي أدى دورا كبيرا للثقافة العربية من خلال دراساته القيمة لكثير من الأبحاث والكتب الإسبانية سواء التي قدمها في شكل محاضرات… أو دراسات، أو ترجمات من الإسبانية إلى العربية أو العكس لعمله كمشرف على مناهج التعليم بشمال المغرب, من ذلك مثلا البحث القيم الذي ألقاه بالاسبانية سنة 1949 عن الكاتب الأسباني الكبير الأديب المستعرب والمتخصص في الدراسات الإسلامية بالأندلس انخل كونثالث بلنثيا(1884 –1949) والذي وضع مختصرا جامعا عن تاريخ الأدب العربي الإسباني (شعرا وكتابة وعلما، وأدبا، ونحوا، وتاريخا، وجغرافية، ورحلة، وفلسفة، وعلم كلام، وتفسيرا، وحديثا، وفقها، ورياضيات، وفلكا، وطبا، في كل عصر من عصور الأندلس الإسلامية، مع التراجم الموجزة للنابغين في كل من هذه الفنون).
ولا ننسى بامتياز كبير الموسوعة الفكرية للباحث الكبير والمؤرخ الفذ الأستاذ محمد بن عزوز حكيم الذي كتب أزيد من 225 كتابا باللغة الإسبانية في مختلف حقول المعرفة عن حضارة المغرب عامة وتطوان خاصة، عن تاريخها، وأعلامها، وشخصيات مغربية مشهورة مما قرب للإسبانيين توهجا عميقا وفعالا عن صدى المغرب في مجالاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والحربية أيضا.
وقد برزت مندوبية التربية والتعليم بتطوان كقطب الرحى للتعريف بأدوار الثقافة العربية – الإسبانية بحكم تواجد جهابذة العلم والمعرفة من الجانبين معا سواء ككتاب أو صحافيين ما اغنوا المجال الثقافي إغناءا واسعا عكسته الكتب والمقالات الصحفية المنشورة في جريدة «الحياة «و»الحرية «، و» المغرب الجديد» و «الريف» و «الأمة» والمعرفة « و»الأخبار « وغيرها وهو ما كانت تنقله أيضا مترجما الى الإسبانية جريدة « دياريو دي افريكا التي كانت تصدر بتطوان والتي توج محررها الشاعر والصحفي «بيوکومي8 نيسا من مواليد مدينة مليلية المغربية «بجائزة الصحافة لموسم جني الكرم بمدينة شيريش مكافاة له على سلسلة المقالات التي نشرها في تلك الصحيفة للتعريف بحضارة المغرب والأندلس، وهي ثاني جائزة تمنح له بعد جائزة «بوسكان1954» وأيضا جريدة « اسبانيا « و» النهار «و» ايديال» التي كانت تعرف الإسبانيين بكثير من الأخبار الثقافية والفكرية التي تجري بتطوان والغنية بتعدد مواضعها، وأبحاثها، ودراساتها القيمة، دخلت بكل أسف في طي النسيان دون أن تجد لغاية الآن من يستجلي قيمتها الموسوعية الغنية عطاء علميا واسعا ، على امتداد الحقبة الاستعمارية ببلادنا.
والملفت للانتباه أن تطوان شهدت زيارات متعددة في نطاق التبادل الصحفي بين نقابة الصحافيين الفرنسيين ونقابة الصحافيين الاسبانيين، والنقابة الدولية للصحافيين العالميين للإطلاع على الحركة النهضوية بين المنطقتين ,وهكذا زار وفد من الصحافيين الفرنسيين والدوليين الطنجيين برئاسة رئيس قسم الصحافة الفرنسية بالمغرب السيد بنوي المدن المغربية بكل من مليلية وسبتة وتطوان والعرائش وبعد الحفاوة البالغة التي لقيها وفد الصحافة تبودلت رسائل الشكر بين المقيم العام الفرنسي مع نظيره الاسباني، ورسائل مماثلة لرؤساء البلديات للمدن التي زاروها.
كما زار الأديب الاسباني والصحافي المشهور فديريكو غرسيا شائتيص المدن الشمالية وأجرى مع الصحافيين المغاربة والاسبانيين عدة اتصالات وألقى عدة محاضرات ، أثنى فيها على المغرب والمغاربة، وبمسرح فيكتوريا بطنجة لقي إقبالا كبيرا .
وهذا الصحفي هو غير الشاعر والأديب الكبير فديريكو غرسيا لوركا الذي زار تطوان قبله. وشهدت المنطقة العديد من الزيارات والوفود الصحافية الأخرى لا يستوعب الكتاب ذكرها و هذا الموقف الجاد للصحافة الإسبانية قوبل من طرف المغاربة بتقدير كبير ناله أيضا الصحافي الإسباني من طرف الصحافيين المغاربة والقراء بالإسبانية ، يتجلى ذلك بشكل واضح في استقبال نقابة الصحافيين بتطوان لكل صحافي عربي كان أو أجنبي يزور المغرب ،فيقام له الاحتفال اللائق به سواء بمنزل الرئيس الإسباني للنقابة أو من أحد أعضاء المجلس الإداري. وكم شهد منزل الصحافي القيدوم الراحل التهامي الوزاني كثيرا من الاحتفالات الضخمة للصحافيين الزائرين والأمثلة كثيرة منها «الاحتفال الذي خص به عالم الأدب الإسباني السنيور أنطونيو كوريا فيلسكون النائب القومي للصحافة الإسبانية الذي أكرمت وفادته الصحافة الإسبانية والمغربية- وكالصحفي العربي» السيد ألبير عمون» محرر بجريدة « الأهرام المصرية الذي حظي بمقابلة خاصة من طرف الخليفة السلطاني وأجرى معه استجوابا عن القضية المغربية «وأهم عمل ساعدت به نقابة الصحافيين بتطوان هو الدعوة لإنشاء مكتب « توزيع المطبوعات وتبادلها» فكان ثمرة مجهود عميق تجسد تحقيقه في دورة عبد الكتاب هذا وقام بنشاط ملحوظ تبلور في تنظيم وتوزيع المطبوعات التي تنشرها الهيات الرسمية بالمنطقة وبيعها في اسبانيا ، وفي الخارج ، وقد وزع من هذه المطبوعات أثناء الأشهر السنة من سنة 1954 على أكثر من 400 مؤسسة ثقافية في أوربا والأمريكيتين وإفريقيا والشرق معظمها عن طريق الإهداء او المبادلة ليساعد بذلك على نشر الأعمال الفكرية التي يقوم بها المثقفون الإسبانيون في هذه المنطقة في أرجاء العالم .»
الخليفة الأمير مولاي الحسن بن المهدي يستقبل صحبة وزرائه أعضاء المؤتمر الثالث عشر للصحافيين الاسبان والمغاربة الذي انعقد لأول مرة بتطوان بتاريخ يونيه 1955.
وفي الأيام الأولى من شهر يونيه 1955» نظمت بتطوان جلسات المؤتمر الثالث عشر لاتحاد جمعيات الصحافة باسبانيا، بحضور الخليفة السلطاني والمقيم العام لاسبانيا ، رحب فيها بالمؤتمرين السيد ضون رفاينل الباريث كلارو رئيس جمعية الصحافة الإسبانية المغربية بتطوان ، تلته كلمة السيد مانويل أثنار رئيس اتحاد جمعيات الصحافة باسبانيا، الذي سلم إلى الخليفة السلطاني والى مقيم اسبانيا غرسيا بالينيو شهادة العضوية الفخرية في الاتحاد، تلك العضوية التي وقع الاتفاق عليها بالإجماع في المؤتمر الثاني عشر الذي عقد أثناء شهر يوليوز سنة 1954 في سان سباستيان كصحفيين شرفيين. وفيه تقرر انعقاد المؤتمر الثالث عشر للصحافيين الإسبانيين بمدينة تطوان لأول مرة في تاريخ المغرب بمشاركة كل جمعيات الصحافة الإسبانية . ولم يكن هذا ليتم لولا الجهود التي تظافر فيها التعاون الأخوي الإسباني المغربي من خلال نقابة الصحفيين بتطوان.
صحافيي تطوان في زيارة لمدينة شفشاون بعد انتهاء المؤتمر الثالث عشر لصحافيي اسبانيا بتطوان ومباشرة بعد هذا المؤتمر الذي حقق نجاحه على الساحة الإفريقية الممثلة بمدينة تطوان والساحة الإسبانية أصدرت الحكومة الإسبانية يوم 18 يونيه 1954 قرارا تمنح « بمقتضاه وسام توصية سيسينيروس لسيادة نائب الاقتصاد ورئيس جمعية الصحافة الإسبانية المغربية ضون رفائييل الباريث كلارو. وصدر بنفس التاريخ كذلك قرار يمنح بموجبه « وسام إفريقيا لشخصيات بارزة من بينها ضون غييرمو غواسطافينيو غيبت ، مدير السجلات والمكاتب بالمنطقة، وسكرتير مجلس تحرير « تمودة «كذلك يمنح وسام التوصية نفسه للسيد والسيد محمد بن محمد المرير رئيس مجلس الاستئناف الشرعي.
الحاج محمد بن علال عزيمان السكرتير العام لوزارة المعارف العمومية للمخزن وعضو مجلس تحرير « تمودة « .
واقتضت المناسبة ايضا أن يحظي المغاربة صحافيو المنطقة الخليفية بأول بطاقة صحفية رسمية توزعها عليهم الحكومة الاسبانية في شخص مقيميها العام السيد غرسيا فالينيو في شهر يونيه1954 وفي احتفال رسمي نظم بأوطيل « درسة « الذي كان يملكه السيد محمد بولعيش بايصة المحامي ونائب رئيس جمعية الصحافة المغربية الاسبانية بتطوان . وهو مكسب كبير خول للصحافيين المغاربة أن يتمتعوا بنفس حقوق الصحافيين الإسبانيين من حيث التطبيب والتمريض والتقاعد الممتاز. كل هذا من نتيجة نجاح المؤتمر الثاني عشر لصحافي اسبانيا بسان سبسطيان .
كما كانت مناسبة تنظيم عيد الكتاب الإسباني المغربي مثلا لسنة 1953 بتطوان أهم محطة صحفية للتعريف بدور النقابة وبأعمالها ، منها تدشين ولأول مرة في تاريخ المغرب معرض للصحافة الإسبانية المغربية ، عرضت فيه نماذج من الصحف العربية التي ظهرت في المغرب سواء التي تملكها المكتبة
العامة بتطوان أو الجارية على ملك الخواص الذين تفضلوا بعرضها، «الى جانب معرض الصحف الإسبانية بالمغرب المتوفر على الصحف والمجلات المختلفة التاريخ والطباعة والتي رتبت ترتيبا جغرافيا فصحف مدينة سبتة من أول عدد محفوظ من « الإيكوكونستيتونسيونال ( صدى الدستور)» EL Eco Constitucionalالصادر سنة 1822 إلى جريدة « الفارو دي سوتا(E | faro de ceuta ثم صحف مليلية وأقدمها « تلغراما دل الريف «El Telegrama del Rif» ثم صحف تطوان حيث عرض نموذج من « الإيكودي تطوان « التي أسسها بدرو انطونيو دي الأركون سنة 1860 عندما دخلت الجيوش الإسبانية الى تطوان للمرة الأولى، ثم صحف طنجة والعرائش وبيا سنخورخو اي الحسيمة والقصر الكبير الخ… «إلى جانب العرض هناك مجموعة أخرى من الجرائد والمجلات المخطوطة منها مجلات مدرسية، ونماذج من المجلات التي أصدرتها وحدات الجيش المغربي وغيرها من النماذج الهامة التي تقدم بها أصحاب المجموعات الخاصة».
وفي « الخزائن الجانبية من قاعة الصحف عرضت مجموعة عليها اهداءات بخطوط بعض المشاهير من المستعربين والكتاب والشعراء والعلماء والكتاب الحربيين ، والمختصين في المسائل الإفريقية والسياسيين والرحالة وشخصيات أخرى من العلماء والأدباء، كما تم نشر القائمة المؤقتة للصحف التي أعدتها الإسبانية « دورا بكايكو ارنيث» رئيسة قسم الصحف بالمكتبة العامة وكذلك القائمة المؤقتة للصحف العربية بالمنطقة الخليفية التي أعدها رئيس القسم الأستاذ الباحث محمد عزوز حكيم.
وسهلت المقيمية العامة الإسبانية للصحافيين المغاربة حق تأسيس مطابع خاصة بهم ، كما هو الشأن مثلا للصحافيين والعالميين الكبيرين الأخوين سيدي التهامي الوزاني ومحمد الوزاني بمقتضى القرار الصادر عن رئاسة الوزارة الخليفية بتاريخ 30 يناير 1942 والمنشور بالجريدة الرسمية لمنطقة حماية اسبانيا بالمغرب تحت عدد 5 لسنة 1942 هذا نصه :
( الحمد لله وحده
قرار وزيري
يعلم من هذا الكتاب الممضي باسمنا بصفة رئاسة الوزارة واعتماد رتبة الصدارة ، أنه بعد الإطلاع على الطلب المقدم من الأخوين الشريفين السيد التهامي والسيد محمد الوزانيين ملتمسين الإذن لتأسيس مطبعة بدرب شرفاء وزان بهذه لعاصمة التطوانية يطلق عليها لقب « مطبعة الريف» للقيام بأعمالها الاعتيادية .
وبعد مراجعة الضابط الجاري العمل به لتأسيس واستثمار الصنائع واستشارة ذوي الصلاحية من إدارة الدولة الحامية قررنا منح الإذن الملتمس وفقا للشروط الآتية:
1- يجب القيام بالتأسيس طبقا للمشروع المقدم على أن تقوم مصلحة المصانع بالناحية المركزية بمقابلة المشروع المقدم مع الأعمال المقامة.
2- يجب الشروع في التأسيس قبل انصرام الشهرين من تاريخ منح الإذن ويكون المصنع مهيئا للعمل ضمن أجل لا يفوق ستة أشهر من التاريخ المذكور.
3- يجب القيام بالأعمال بصفة تضمن أحسن الشروط الصحية والأمن الشخصي على أن يجعل في أساس الآلات وأطرافها مواد رطبة مائعة لتلافي الهز الشاغل.
4- على نيابة المنافع أن نصادق على التعريفة التي سيقع التمشي بمقتضاها.
والواقف عليه يجري على مقتضاه ولا يتعداه لسواه والسلام
في 13محرم الحرام عام 1361 الموافق ل 30 يناير 1942.»
وقد أسدت هذه المطبعة من خلال مطبوعاتها للثقافة والصحافة والإعلام بتطوان ما لا يعد ولا يحصى من المنافع الكبرى على امتداد أربعين سنة بين المرحلتين الاستعمارية والاستقلال .
الكتاب: الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال
المؤلف: محمد الحبيب الخراز
(بريس تطوان)
يتبع...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.