أكد مقال نشر في فايننشال تايمز تحت عنوان " اقتصادُ المغرب نجا من عواصف "الربيع"، أن المغرب تجنب آلام الأربع سنوات الماضية بخلاف ما تعيشه دول عربية من تداعيات آليمة لما يسمى ب" الربيع العربي" . وتبنت الصحيفة البريطانية وصف المغرب بومضة ضوء في شمال إفريقيا. وركزت في زاوية معالجتها، خلال تناولها للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، على الاستقرار السياسي، معتبرة أن هذا الاستقرار منتوج نادر في المنطقة. وربطت بين هذا الاستقرار ، باعتباره عاملا لثقة المستثمرين، وما تحقق من نتائج اقتصادية واجتماعية حيث أكدت المغربُ استطاع أنْ ينأى بنفسه عن القلاقل، ويحمِي اقتصادهُ من تبعات الظرفيَّة، بالرغم من تفاقم عجز الميزانيَّة لدى المملكة، في 2012، حد بلوغه 7.4 من الناتج الداخلِي الخام"، ذاكَ ما أوردتهُ صحيفة "الفاينانشيال تايمز" العريقة في قراءة وضع المغرب الاقتصادِي، مؤخرًا. المغرب لمْ يسلم فحسب من العواصف التِي اجتاحتْ جيرانه، لكنَّه قطفَ ثمارهَا، حين نجحَ في الرفع من عدد السياح الوافدِين إليه، وقدْ صرفُوا النظرَ عن وجهاتٍ تقليديَّة كمصر وتونس، بسبب تردِّي الأوضاع الأمنيَّة فيهمَا، فكان أنْ زاد زوارهُ ب7 في المائة، العام الفائت. وبلغة التفاؤل استشرفت "الفاينانشْل تايمزْ" نتائج ايجابية لأداء الاقتصاد المغربي فِي غضُون السنوات المقبلة، حتَّى وإنْ كان النمو الاقتصادِي، قدْ تأثر فِي العام الأخير، بقلة هطُول الأمطار، الذِي يرتهنُ إليه الاقتصادُ المغربيُّ بصورةٍ كبيرة، وتسعَى الدولة إلى تجاوزه بتنويع الاقتصاد وموارده. واعتبرت أن تراجع أسعار النفط في السوق الدوليَّة، يشكل عاملا من العوَامل التِي تعززُ حظوةَ الدَّولة المغربيَّة صناعة السيارات تقفُ إلى جانب المغرب، كما توردُ الفاينانشلْ تايمزْ، سيما بعدما ارتفعتْ بِ70 في المائة خلال العام الماضي، وتحقيق مصنع "رونُو" نجاحًا في فترةٍ قياسيَّة. إفريقيَا تعززُ أيضًا حظوظ المغرب، الذي زادت استثماراته في دول جنوب الصحراء بأزيد من أربعين في المائة، موازاةً مع ارتفاع المبادلات التجاريَّة. مع تعاظم دور المؤسسات المغربيَّة الخاصَّة بتلك البلدان في قطاع الأبناك والاتصالات.