تحولت احتفالات جماهير نادي باريس سان جرمان، مساء السبت، بتتويج فريقهم بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه إلى مشاهد عنف وفوضى شهدت مصرع شخصين وتوقيف أكثر من 550 شخصا في مناطق متفرقة من فرنسا. ورغم الأجواء الحماسية التي سادت معظم التجمعات سجلت الشرطة الفرنسية مناوشات وأعمال شغب في محيط شارع الشانزليزيه وملعب "بارك دي برانس" حيث احتشد نحو 48 ألف مشجع لمتابعة المباراة النهائية التي انتهت بفوز كاسح للنادي الباريسي على إنتر ميلان الإيطالي بخماسية نظيفة. وأكدت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية نفذت أكثر من 500 عملية توقيف من بينها 254 في العاصمة وحدها، أسفرت عن وضع 320 شخصًا رهن الحراسة النظرية. وفي سياق متصل، أفادت السلطات المحلية في إقليم لاند بمقتل مراهق يبلغ من العمر 17 عاما بعد تعرضه لطعنات قاتلة في مدينة داكس خلال الليلة ذاتها النيابة العامة أوضحت أن الحادث تزامن مع الاحتفالات لكنها لم تربطه بشكل مباشر بالمباراة مؤكدة فتح تحقيق رسمي بتهمة القتل العمد. كما أعلنت شرطة باريس وفاة امرأة صدمتها سيارة بينما كانت على دراجة نارية في الدائرة الخامسة عشرة، ولم تكشف السلطات ما إذا كانت الحادثة مرتبطة بأجواء الاحتفالات. وفي مدينة غرونوبل جنوب شرق البلاد، دهست سيارة مجموعة من المحتفلين، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص من عائلة واحدة، اثنان منهم في حالة خطيرة، وفق ما أفادت به الشرطة المحلية. وشهدت العاصمة الفرنسية استخدام الشرطة لمدافع المياه لتفريق الحشود ومنعهم من الوصول إلى قوس النصر، وسط مواجهات تخللتها رشق عناصر الأمن بالألعاب النارية وأجسام صلبة حسب بيان صادر عن شرطة باريس. ورغم هذه الحوادث، خرجت آلاف الجماهير الباريسية للاحتفال في شوارع العاصمة حيث علت أصوات الهتافات وأبواق السيارات فرحا بتتويج فريق العاصمة بالكأس الأوروبية الأغلى. وفي أول رد فعل رسمي، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل لاعبي الفريق الأحد لتهنئتهم بالإنجاز، بينما عبرت عمدة باريس آن هيدالغو عن فخرها بالإنجاز واصفة إياه ب"التاريخي". ومن المرتقب أن ينظم النادي الباريسي موكب احتفال رسمي في شارع الشانزليزيه اليوم الأحد، بحضور عشرات الآلاف من الأنصار المنتشين باللقب القاري الأول في تاريخ الفريق.