شهدت مدينة الدارالبيضاء، مساء الأربعاء، وقفة احتجاجية ضخمة أمام مقر القنصلية الأمريكية، شارك فيها مئات المواطنين المغاربة، تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ودعما لأسطول الصمود العالمي الذي يستعد للإبحار نحو غزة في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا. الاحتجاج، الذي نظم بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، جمع حقوقيين وناشطين ومواطنين من مختلف الأعمار، وقد صدحت أصواتهم بشعارات مناوئة للاحتلال الإسرائيلي، أبرزها: "تحية مغربية لغزة الأبية" و"من المغرب لفلسطين شعب واحد وليس اثنين". كما ندد المشاركون بما وصفوه ب"جرائم التجويع والإبادة"، محملين الولاياتالمتحدة مسؤولية سياسية وأخلاقية عن استمرار المأساة بدعمها غير المشروط لإسرائيل. ويضم أسطول الصمود العالمي، المكون من اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية وقافلة الصمود ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، مئات النشطاء القادمين من أكثر من أربعين دولة. وكان الأسطول قد تعرض لهجمات بطائرات مسيرة في وقت سابق، غير أن القائمين عليه أكدوا عزمهم مواصلة الرحلة التي تنطلق من تونس يوم الخميس 11 شتنبر، في خطوة رمزية تستهدف كسر العزلة المفروضة على غزة وإيصال المساعدات الإنسانية. وتتزامن هذه التعبئة الشعبية في المغرب مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي خلف، وفق إحصائيات حقوقية، أكثر من 64 ألف شهيد و163 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين. كما تسببت المجاعة الناتجة عن الحصار في وفاة ما لا يقل عن 404 فلسطينيين، بينهم 141 طفلا، وسط تجاهل الاحتلال لكل الدعوات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف الحرب.