اعتاد المتتبعون الرياضيون في بلدنا أن ينشغلوا بالأزمات الداخلية التي تنفجر بين حين وآخر في المكاتب المسيرة لنوادي كرة القدم – بفعل دواعي متنوعة – أحيانا موضوعية و أحايين أخرى بواسطة ذرائع غير معلن عليها أو لطموحات ذاتية طافحة على حساب مصلحة النادي, بالرغم من إقرار واجترار جميع المتدخلين بأن كرة القدم لدينا ولجت معايير و سلوكات "عهد الإحتراف"… ولعل هذا "الوباء الرياضي" المتردد في فصل كل صيف , جدير بأن يدفع الجامعة الملكية لكرة القدم – تحت رئاسة السيد فوزي لقجع المنخرطة في إصلاحات وإعادة الهيكلة للرياضة الأكثر شعبية في بلادنا- إلى الإجتهاد لبلورة تدابير وقائية ضد هذا الداء, إذ أن "صلاحيات المنخرطين= مبدئيا برلمان النادي" كألية " ديموقراطية " في لعبة انتخاب الرئيس, اعترتها مرارا وبالملموس و بأدلة دامغة , تجاوزات أثناء الممارسة بتحويلها إلى " سيف داموقليس" على أعناق الرؤساء الذين يأبون على أنفسهم الإنزلاق في ظاهرة الإنزالات للمنخرطين أو في تكوين فرق بلطجية- حياحة – لضمان استمراريتهم… وأمام استفحال هذه الإنحرفات الخطيرة لما هو حاصل اليوم في الأندية بالبطولة(1), لابد من التساؤل إلحاحا : لماذا حصر مصير نادي في " نخبة " جد محدودة على حساب ألاف الجماهير العاشقة للنادي. أليست جمعيات المحبين " الإلترات" اليوم , مكون وداعم رئيسي للنادي وللفرجة الرياضية عامة ؟ أليس للمحتضنين, بالأموال المقدمة من مؤسساتهم, رأي ومكانة للمساهمة في النادي الذي اقتنعوا بدعمه ماليا ومعنويا ؟ في انتظار التوصل إلى وصفة ناجعة ل"مجالس إدارية للنوادي– الشركات" في أمد متوسط ( على الأقل 5 / 7 سنوات), لابد من استعجالية إدخال تعديلات جريئة على الضوابط القائمة حالا في كيفية انعقاد الجموع العامة وانتخاب الأجهزة المسيرة لنوادي البطولة الوطنية… من خلال هذا السياق العام لهشاشة هياكل الحكامة (التدبيرالعام) بالنوادي الوطنية , نقترح مقاربة "الزوبعة – الأزمة" الحالية في نادي الحسنية منذ شهر, المتمثلة في توالي خرجات إعلامية وتدابير طارئة شغلت الرأي العام الكروي وصدمت خصوصا محبي "غزالة سوس". ومن تم السؤال : ما ذا وقع إذن وماذا يحدث الآن؟ من خلال ما تسرب من معلومات حول لقاء الأربعاء 22 يوليوز2015 الذي جمع بعض من المكتب المسير لنادي حسنية أكادير و أهم شركاءه المؤسساتيين, وتقاطع لأراء بعض المطلعين على خبايا النادي , يستشف من " البيان " الذي أعقب اللقاء , أن الأطراف المعنية اجتهدت في بعث رسائل واضحة إلى المعنيين بمجريات النادي ومصيره , و تتلخص في مرتكزات هي : – التنبيه الرسمي إلى ضرورة إيقاف مسلسل الإضرار بصورة و رمزية النادي كرصيد تاريخي لمنطقة سوس وأحوازها وشجب سلوكات الإستهتار بالمسؤولية الملقاة على المسيرين للنادي. – الحرص على حفظ ثقة شركاء ومحتضني و محبي حسنية أكادير ومراعاة الأعراف السائدة في هذا النادي العريق بنبذ أساليب الإنقلابات على الشرعية والقوانين. – اعتبار أن ما تم التصريح به يدخل في سياق "فورة مزايدات" بين طرفي صراع علني بين تياري المكتب المسير للنادي وأن القانون/ ونتائج الخبرة وحدهما الكفيلان بإثبات حقيقة أو زيف ما تم إشهاره من مخالفات مكشوفة أو مازالت مطمورة. – التأكيد على : أن " نادي حسنية أكادير" جزء من الثروة اللامادية بهذه الجهة " الغنية بهويتها وبرجالاتها. وأن الجميع ملزم بالتضحية والإلتزام بخدمة نادي الحسنية وليس بفرض مناخ التآمر والكواليس خدمة لأجندات سياسية أو مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن مصلحة النادي. – الإسراع في إنجاز التدابير القانونية و الإدارية والرياضية من أجل إعداد موسم أحسن مما وقعه النادي خلال موسم 2014 / 2015 ( المرتبة 6 وبأفضل خط هجوم بالبطولة) بإمكانيات متواضعة ماليا وبشريا قياسا بأندية أخرى, بفضل خبرة ومهارة وصرامة مدرب مقتدر وبفضل دعم جماهيري غيور على النادي وعلى سمعته من حيث الوفاء لقيم المؤسسين . – التضحية اللامشروطة للنادي أولا وأخيرا, واسترخاص الغالي والنفيس لإعلاء شأن الحسنية , وليس الإبتكار في التحايل والسمسرة و المتاجرة باسم النادي (حالات متعددة تثبت هذا السلوك الإنحرافي…آخرها مظاهره " فضيحة مباراة ف.س فالانس " التي لم تمس بسمعة النادي فقط , وإنما بمؤسسات المدينة والجهة) , تحت يافطة " الماركوتينغ الرياضي" وأشياء أخرى… في المجمل من خلال استقراء هذا البيان وما هو غير معلن بين سطوره و تمحيص تصريحات المعنيين بالنزاع , يتجلى أن المكتب الحالي لنادي الحسنية انشطر إلى جناحين متناقضين من حيث التصور في تدبير شؤون هذا النادي ذي الحمولة التاريخية الوطنية والهوياتية منذ إزاحة الرئيس عبد الله أبوالقاسم المعروف بصلابته في التدبير,عكس الحبيب سيدينو الذي يؤاخذه الطرفان على ليونته الزائدة في حسم الخلافات وثقته المفرطة في أناس متربصين به , وكانوا يريدون منه أن يصلح لوظيفة " أرنب السباق". وما يزكي هذا الطرح , هو أن المدرب المتقدر عبد الهادي سكيتوي لم يفلت بدوره من مخطط زحزحته عن النادي ( علما أنه ارتبط بالنادي بعقدة وبرنامج 3 سنوات), نظرا لشخصيته القوية وإغلاقه لجميع المنافذ للتسرب للتلاعب في التشكيلة أو في الإنتدابات.( التي يعرف الجميع مدى ما تدره من أموال على السماسرة والوسطاء على حساب مصالح الأندية…). أخيرا , يبدو أن هذه " الجذبة الصيفية" التي زعزعت نسبيا صورة النادي لدي محبيه وشركاءه أنها كشفت المخطط المستور / المكشوف , عسى أن الرئيس سيدينو استوعب الدروس جيدا للتفرغ بهدوء ورجاحة الإتزان وبعد النظر في تكوين مكتب منسجم يعطي"الأسبقية للحسنية ولا شيء غير الحسنية" … يتبع