كل من تتبع الحفل المقام مساء أمس السبت بملعب أدرار بأكادير ردد نفس السؤال ، حيث لم يكن الحضور الجماهيري والاحتفال بالمدرجات في مستوى الرجل وطيبوبته الكبيرة وما قدمه لكرة القدم المغربية . المدرجات الفارغة وعزوف فئة من الجمهور تعود الى الشركة الأجنبية التي تكلفت بالتنظيم والتي لم يكن لها امتداد بمدينة أكادير والتي لم تكن " ملهمة " بالرغم من كون إسمها مستمد من كلمة " الإلهام " فاختارت الإستعانة بطاقم من الخبراء والأعوان من خارج منطقة سوس في مجالات لإعداد والتنظيم واللوجستيك ، واكتفت بالتنسيق مع هيئات وأفراد لاامتداد شعبي لهم بأكادير في الوقت الذي يفرض الأمر أن يقوم المعني بأمر التكريم بخلق لجنة محلية من الفعاليات الرياضية للإعداد لهذا الحدث ، فبقاء التنسيق داخل أسوار عصبة سوس لكرة القدم فيما يتعلق بأنشطة موازية باهتة وتوفير أطقم التحكيم وجامعي الكرات والاعتقاد بأن شراء مساحات باللوحات الإشهارية ببعض ملتقيات الطرق ومقالات صحافية تحت الطلب كافية لجلب الجمهور وإنجاح الحفل كلها أمور ساهمت في الحضور الجماهيري القليل العدد . ولعل من اللقطات المضحكة التي عرفها الحفل إستجداء الجمهور لإنجاح لوحة تحمل صورة المحتفى به بالمدرجات سمي ب " التيفو " وهو استعمال فج لكلمة خاصة بنظام وقانون الإلتراس ،في الوقت الذي كان بإمكان الشركة التي مولت اصحاب الفكرة تسمية العملية بلوحة فنية بالمدرجات ومنح الحرية لفصيلي إلتراس حسنية أكادير (إيمازيغن والريد ريبلز ) للجلوس في مكانيهما المعهودين وإبداع ما يرونه مناسبا للحدث دون توجيه أو تمويل من أصحاب " التجارة الرياضية " ولعل متتبعي المقابلة لاحظو كيف تدبر الفصيلين أمر التعبير عن حبهما للاعب الأسطورة خلال الجولة الثانية من اللقاء بإستغلال ما أعد للوحة الرسمية التي فشل مهندسوها في رفعها قبل بداية المقابلة ، حيث كتب فصيل إلتراس إيمازيغن إسم حجي باللغة الفرنسية معبيرين بذلك عن مكانة اللاعب في قلوب المغاربة الذي سيظل منقوشا بها ، وأبدع فصيل إلتراس الريدريبلز في كتابة حرف الزاي باللغة الأمازيغية بتيفناغ تعبيرا عن تشبت اللاعب بأصوله الأمازيغية ، وبذلك قدم أعضاء الفصيلين دليلا جديدا على قوة فهمهما لجوهر الأشياء وأثبتوا أنهم قادرون على الإبداع بأبسط الأشياء وبدون أموال أصحاب التجارة الرياضية الذين أرادو إستغلال إسم المحتفى به ومكانته في قلوب الجماهير لتحقيق الربح المادي من جيوب الجمهور بعد أن أفلحو في حصد دعم هام وهام جدا من اللواحات الإشهارية بجنبات الملعب . خلاصة القول سيظل مصطفى حجي كبيرا وكبيرا جدا وأكبر من أصحاب حفل الأمس التي إشتم فيه الجميع السعي الحثيث الى الكسب المادي أكثر من الاحتفاء يالرجل .