– محسن الصمدي: إيمانا منها بالدور المهم الذي قام به الوزير الراحل عبد الله بها في تأسيس نواة الحركة الإسلامية بالمملكة، نظمت عدد من الهيئات ذات المرجعية الإسلامية، حفلا تأبينيا لاستحضار المسار النضالي لهذه الشخصية، وذلك مساء اليوم الجمعة بقصر البلدية بمدينة طنجة. وخلال هذا الحفل التأبيني، الذي حضره مجموعة من الوجوه السياسية والحزبية وكذا النقابية المنتمية لكل من حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية والإتحاد الوطني للشغل، بالإضافة إلى بعض الهيئات المحلية، تناوب البعض ممن عايشوا الراحل على إلقاء كلمات تشيد بالمجهودات التي بذلها بها لدعم المسلسل التنموي بالمغرب. وبهذا الخصوص، أكد عبد الرحيم الشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، في كلمة بالمناسبة، أن الراحل كان يعتبر مرجعا في الوسطية والإعتدال، حيث أوضح في أكثر من مرة أن الإنتقادات والإتهامات التي يتلقاها الحزب والحركة في من طرف المتشددين وكذا المتساهلين هو أكبر دليل على أنهم في الوسط، لذا كان يصمت في أغلب الأحيان وينأى عن الرد على بعد الإدعاءات التي تأتي بها الصحافة، إيمانا منه بحرية التعبير، مما خول له أن يتجاوز حدود الأنظمة التي كان منتميا لها ليكون رجل دولة بإمتياز. من جهته أوضح محمد يتيم الكاتب العام للإتحاد الوطني للشغل، أن بها كان رجلا إستثنائيا بجميع المقاييس وخير دليل على ذلك هو الإجماع الذي حدث بعد وفاته من طرف جميع الفعاليات، فالأخير كان نموذجا حيا للشخص الصابر المحتسب والمجاهد، وكان صمته وتواضعه يبعدانه عن الأضواء، إلا أن الموت جعله في الواجهة، وأظهر أن الجميع يعرفونه ويعلمون حجم التضحيات التي قدمها في سبيل الإصلاح، فقد كان وفيا ومخلصا ولم تغيره السياسة، فبها الذي كنا نعرفه منذ ثلاثين سنة هو نفسه بقي إلى أن إنتقل إلى جوار ربه. وأضاف يتيم، في كلمة له بهذه المناسبة، المنظمة من طرف الفرع المحلي لنقابته بتنسيق مع الفروع المحلية لحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، أنه من المنتظر أن يتم تجميع إرث الراحل عبد الله بها من مداخلات وكلمات وحكم وأثار مكتوبة، من أجل جعلها في متناول الجميع لتعم الفائدة وليرى البعض من من يهمهم الأمر مدى حكمة هذا الرجل ونظرته البعيدة. وتم خلال هذا الحفل التأبيني عرض فيلم وثائقي حول حياة الراحل، تضمن بعض اللقطات التي تؤرخ لأهم كلمات الفقيد في التجمعات التي نظمها الحزب والحركة، بالإضافة إلى شهادات لعدد من السياسيين والوزراء اللذين عايشوه وتعاملوا معه قيد حياته. كما تم خلال الحفل، إلقاء بعض الخواطر الشعرية في رثاء الراحل، مع وقفات للموسيقى الدينية وتلاوات قرأنية بأصوات مختلفة. ولقي عبد الله بها حتفه، يوم الأحد السابع من دجنبر الجاري، بعدما صدمه قطار فوق إحدى القناطر في منطقة بوزنيقة، أثناء محاولته رؤية المكان الذي توفي به سابقا القيادي الإشتراكي أحمد الزيدي.