يبدو أن قضية إحباط مخطط إرهابي خطير، كان يستهدف مدينة طنجة، قبل أزيد من أسبوع، ما زالت تحمل في طياتها تفاصيل مثيرة، منها ما سبق أن أشارت إليه معطيات رسمية سابقة فيما يتعلق بخلية نائمة تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما تأكد من خلال مذكرة بحث عممتها المصالح الأمنية والاستخباراتية، وتهم ثلاثة جزائريين مشتبه في ارتباطهم بأخطر تهديد أمني عاشته مدينة "البوغاز". وتفيد المعطيات المتوفرة حول هذا الملف، أن المصالح الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، تباشر عملية بحث عن ثلاثة إرهابيين مفترضين، يحملون الجنسية الجزائرية، وتتراوح أعمارهم ما بين 27 سنة و 32 سنة، يشتبه في صلتهم بما بات يعرف بخلية "أبي البتول الذباح"، وهو اللقب الذي يكنى به المواطن التشادي، الذي جرى توقيفه الأسبوع الماضي من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بعد مداهمة إقامة سياحية، اتخذها كبيت آمن بمنطقة "مالاباطا" في طنجة. وكانت العملية النوعية لعناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، يوم الجمعة 13 ماي الجاري، مكنت من من حجز أكياس بلاستيكية تحتوي على مساحيق ومواد سائلة يشتبه استخدامها في صناعة المتفجرات، وكذا طنجرة ضغط وبطاريات وأسلاك كهربائية،بالإضافة إلى كريات معدنية وصدريات معدة لتثبيت أحزمة ناسفة، أسفرت إلى جانب مخطوطات تتضمن كيفية صناعة المتفجرات وكذا تسجيلات مرئية تخص الأهداف التي رصدها هذا الإرهابي. وأظهر البحث الذي واصلته الأجهزة الأمنية، أن "أبو البتول الذباح" خطط لاستهداف فنادق مصنفة وثكنات عسكرية ومراكز أمنية ومقر إحدى البعثات الدبلوماسية الغربية بطنجة وعددا من مدن المملكة، وذلك من خلال استعمال أسلحة فتاكة، كان المعني باﻻمر يسعى إلى صناعتها بواسطة المواد التي تم ضبطها في حوزته. وكان "أبو البتول الذباح"، حسب معطيات رسمية سابقة، ولج المغرب عبر مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، يوم 4 ماي 2016 ، قادما إليه من التشاد، تم إيفاده إلى المملكة من قبل ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، من أجل تأطير وتكوين خلايا نائمة تضم متطرفين جزائريين ومغاربة متشبعين بالفكر الداعشي لشن عمليات إرهابية نوعية، تستهدف مقرات بعض البعثات الدبلوماسية الغربية ومواقع سياحية، في أفق زعزعة أمن واستقرار البلاد تماشيا مع أجندة "داعش". وقام المعني بالأمر بعمليات استطلاعية لبعض المواقع المستهدفة، وذلك بهدف التحضير لتنفيذ عدة عمليات متزامنة من حيث التوقيت، لإرباك المصالح الأمنية وإحداث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات على غرار الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء بتاريخ 16 ماي 2003. كما أظهرت نفس الأبحاث على أن هذا المواطن التشادي كان يعتزم إعلان المنطقة الشرقية للمملكة ولاية تابعة لما يسمى ب"الدولة الإسلامية".