تشرع السلطات الاسبانية، ابتداء من الأسبوع المقبل، في استقبال طلبات تأشيرة دخول مدينة سبتة لفائدة العمال الذين يشتغلون في المدينةالمحتلة، في خطوة من شانها أن تشكل بداية النهاية للامتياز الذي ظل يتمتع به سكان تطوان وضواحيها بهذا الخصوص. وأعلنت القنصلية الاسبانية بمدينة تطوان، بشكل رسمي، عن فتح المجال لاستقبال طلبات تأشيرة خاصة بدخول سبتة بالنسبة إلى العمال من حاملي التراخيص، محددة يوم الاثنين المقبل، موعدا للشروع في استقبال الطلبات. وتشكل هذه الخطوة، في نظر العديد من المراقبين، بداية إنهاء الاستثناء الذي ظلت تتمتع بها المدن المجاورة للمدينة المحتلة، لعقود طويلة، حيث كان بإمكان أهالي تطوان وضواحيها دخول سبتة من دون الحاجة لاستصدار تأشيرة الدخول. وبالرغم من أن هذا الإجراء يهم حتى الآن العمال المغاربة في سبتة، إلا أن المرجح أن يكون ذلك بداية توجه لتعميم هذا الشرط الذي سيصبح جميع المغاربة ملزمين بالحصول على التأشيرة لقاء ولوج تراب المدينةالمحتلة. وشكل فرض التاشيرة على سكان المناطق المجاورة لمدينة سبتة، مطلبا ملحا للعديد من الهيئات الإسبانية، بينها حاكم الثغر السليب، خوان فيفاس، الذي نادى مرارا بإنهاء استثناء سكان مدن الجوار من الامتياز الذي تمتعوا به طويلا. وبرر فيفاس، في واحدة من تصريحاته الصحفية، بأن هذا المطلب يجد مبرره في الرغبة في إنعاش مدينة سبتة التي تضررت طويلا من تداعيات الإغلاق الطويل لحدودها مع بقية التراب المغربي. وتعتمد مدينة سبتة، بشكل كبير على السياح المغاربة الذين يفيدون إليها من المدن المجاورة، ويشكلون مصدر رواج تجاري وسياحي كبير على مدى مواسم متعددة خلال العام، وهو ما افتقدته خلال السنتين الماضيتين.