بافتتاح حاضنة المقاولين الشباب بإقليمالعرائش، تزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الثامنة عشرة لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سيرى جيل جديد من رواد الأعمال والمقاولين الشباب النور خلال السنوات المقبلة. وتأتي حاضنة المقاولين الشباب لتشكل لبنة إضافية ضمن منظومة متكاملة لدعم ريادة الأعمال ودعم الحس المقاولاتي لدى الشباب من حاملي المشاريع وأفكار المشاريع القادرة على إحداث فرص الشغل وخلق الثروة والقيمة المضافة بالاعتماد على مشاريع نوعية تستغل الإمكانات المتاحة ضمن سلاسل الإنتاج المحلية على مستوى إقليمالعرائش. وتتمثل الغاية الكبرى لهذا المشروع، الذي أنجز ضمن برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب للمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2019 – 2023، في تقديم خدمات الاحتضان والمواكبة لفائدة الشباب حاملي المشاريع والشركات الناشئة من أجل تطويرها وتعزيز استمرارها. وتقترح الحاضنة على الشباب الطامحين لإطلاق مشاريعهم الخاصة سلة من الخدمات المتكاملة القادرة على تذليل العقبات ومواكبتهم للقيام بالإجراءات اللازمة لإنشاء المشروع، إذ يعتبر الاستقرار داخل الحاضنة تجربة خاصة، تبدأ بتطوير فكرة المشروع، ثم الاستفادة من الدعم الفردي والمواكبة، والتوجيه والرعاية. كما تقترح الحاضنة، القادرة على استقبال حوالي 70 مقاولا شابا في السنة، على الشابات والشباب ورشات تكوينية جماعية لتمكينهم من التعرف على مزيد من جوانب عالم ريادة الأعمال، فضلا عن مساعدتهم على البحث على التمويل اللازم لإطلاق مشاريعهم، وبعد ذلك المواكبة الضرورية لتطويرها وضمان استدامتها. وأكدت التهاد الشريفة لوبنة، رئيسة مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمالعرائش، أن إحداث حاضنة مشاريع الشباب بغلاف مالي يقارب 4,4 مليون درهم يندرج ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية، وهي تستهدف المقاولين والشباب حاملي المشاريع الذين لا يتوفرون على مقر يتيح لهم ممارسة أنشطتهم المقاولاتية. وتابعت أنه تم التعاقد مع مكتب دراسات خاص سيتكلف بتقديم المواكبة لبين 50 و 64 مقاولة صغيرة أو ذاتية في جميع الأنشطة الإنتاجية، لاسيما في صفوف الشباب من خريجي التكوين المهني أو المؤسسات المماثلة، مشيرة إلى أن الحاضنة تستقبل الشباب المقاول على مدى 12 شهر، الأشهر الأربعة الأولى من بينها ستخصص للتكوين من أجل تطوير المشروع وإطلاقه. وذكرت المسؤولة بأن المستفيدين سيقضون الأشهر المتبقية بالحاضنة مع استفادتهم من تداريب وتكوينات في مجال المحاسبة وتدبير العلاقات مع الزبائن والتسويق وغيرها من المهارات التي تضمن استدامة المشروع، مبرزة أن الشباب بعد تمكنهم من الجوانب التدبيرية وتجاوز مرحلة الانطلاق بنجاح يمكن أن يغادروا الحاضنة، مع إمكانية التمديد إن كان المستفيد ما زال يواجه بعض العراقيل. ويسعى المشرفون على الحاضنة، التي عهد بتدبيرها إلى مكتب الدراسات "CAPITAL INNOV"، إلى جعل هذا الفضاء مشتلا لتفريخ الشركات الناشئة في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية وإطلاق جيل جديد من "المقاولين الناجحين" بإقليمالعرائش. وقال طارق بوشوطروش، مدير مكتب الدراسات "كابيتال إينوف"إن الحاضنة ستوفر للمستفيدين مكتبا لاحتضان المقاولة الناشئة لمدة أولية تصل إلى 4 أشهر، قابلة للتمديد إلى 6 أشهر، ثم المواكبة لسنة كاملة لتمكينهم من تحقيق رقم معاملات جيد يتيح لهم الاستمرار في نشاطهم الإنتاجي والانطلاق في سوق الشغل. وأضاف "نقدم للمستفيدين دورات تدريبية وتكوينات لتنمية المهارات التقنية والذاتية إلى جانب المساعدة في تدبير المراحل الصعبة من مسلسل إطلاق المقاولة"، مبرزا أن المشرفين على الحاضنة قاموا، مؤخرا، بحملة تحسيسية شملت 16 جماعة ترابية، وتم التواصل مع أكثر من 229 حامل مشروع، من بينهم 38 من الإناث، ثم انتقاء 20 مستفيد سيشرعون قريبا في الدورات التكوينية بعد إتمام مسطرة التسجيل. بالفعل، تشكل هذه الحاضنة، والتي تقع وسط حي شعبي بالعرائش، مشتلا حقيقيا يروم تفريخ جيل جديد من المقاولين الشباب القادرين على اقتحام سوق الشغل بمهاراتهم وكفاءاتهم وعزيمتهم ورغبتهم في الانطلاق في عالم ريادة الأعمال.