يواصل العديد من المغاربة المنحدرين من تطوان والمناطق المجاورة اختيار سبتةالمحتلة كوجهة للاحتفال برأس السنة الميلادية، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تزايدت في السنوات الأخيرة. وتشهد معابر "باب سبتة" حركة كثيفة بسبب تدفق الزوار الذين يتطلعون للاستمتاع بأجواء احتفالية تحمل طابعًا أوروبيًا، حيث يختار البعض التوجه إلى المدينة للاحتفال بعيد رأس السنة بعيدًا عن أجواء المدن المغربية. ويلعب البحث عن تجربة تسوق مميزة دورًا بارزًا في هذا التوجه، إذ يستفيد الزوار من العروض والتخفيضات التي تقدمها المحلات التجارية في سبتة، حيث تكون الأسعار أقل مقارنة بأسواق المدن المجاورة. لكن هذه التجربة لم تعد كما كانت عليه في السابق، فالإجراءات الأمنية على المعابر فرضت واقعًا جديدًا، مما أدى إلى زيادة مدة الانتظار وتواتر عمليات التفتيش. منذ عدة سنوات، فرضت السلطات المغربية والإسبانية إجراءات رقابية مشددة على المعابر، في محاولة للحد من محاولات التسلل غير القانوني، لكن رغم هذه القيود، لا يزال العديد من المغاربة يواصلون زيارة سبتة، رغم أن تدفقهم أصبح أقل سلاسة مقارنة بالأعوام الماضية. وتؤثر هذه الإجراءات على سرعة الحركة خاصة خلال فترة الأعياد، حيث يمضي الزوار وقتًا أطول في انتظار عبور المعبر. وتظل سبتة، التي لا تزال تحت الاحتلال الإسباني منذ قرون، نقطة توتر سياسي بين المغرب وإسبانيا، مما يثير تساؤلات لدى العديد من المغاربة أثناء زيارتهم للمدينة. وبينما يستمتع البعض بالعروض التجارية المغرية، يظل هناك انتقاد مستمر لهذا التوجه، خاصة في ظل تأكيد المملكة المغربية على سيادتها على المدينة. ورغم هذه التعقيدات السياسية والأمنية، تظل سبتة وجهة مفضلة للمغاربة خلال احتفالات رأس السنة، حيث يبرر الزوار هذا الإقبال بمزيج من العوامل، مثل العروض التجارية التي يصعب العثور عليها في المدن المغربية الأخرى، فضلاً عن رغبتهم في تجربة أجواء احتفالية تتمتع بطابع أوروبي مميز. وفي ظل الإجراءات الأمنية المتزايدة وارتفاع تكاليف التنقل، تبقى زيارة سبتة للاحتفال برأس السنة موضوعًا مثارًا للجدل، حيث يستمر البعض في زيارتها للاستمتاع بالعروض التجارية والتجارب الترفيهية، بينما تظل التوترات السياسية التي تحيط بالمدينةالمحتلة محل نقاش مستمر حول السيادة والمصالح الاقتصادية.