جرى اليوم الجمعة بمدينة القصر الكبير تدشين مركز "السعادة" لتمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، المنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بهدف دعم جهود الإدماج والتأهيل التربوي والطبي لفائدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ويُعد هذا المركز، الذي تطلب غلافاً مالياً يفوق 1.63 مليون درهم، إضافة نوعية للعرض الاجتماعي والتربوي بالمدينة، حيث تبلغ طاقته الاستيعابية الإجمالية أزيد من 80 مستفيداً، بينهم حوالي 20 طفلاً يستفيدون بشكل يومي من حصص التربية الخاصة والمواكبة شبه الطبية، إضافة إلى 65 طفلاً يستفيدون من الترويض الطبي، وتقويم النطق، والدعم النفسي، والتقويم الحسي-الحركي. ويأتي هذا المشروع في إطار البرنامج الثاني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتم إنجازه بتنسيق بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليمالعرائش واللجنة المحلية للتنمية البشرية بالقصر الكبير، وبشراكة مع مندوبية التعاون الوطني وجمعية "أمل" للأطفال ذوي صعوبات التعلم، التي أوكلت إليها مهمة تسيير المركز. ويضم المركز تجهيزات متكاملة، منها قاعات لتقويم النطق، والتربية الخاصة، والترويض الطبي والنفسي الحركي، إلى جانب ورشتين مهنيتين في الحلاقة والخياطة، موجهتين لفائدة أمهات الأطفال ذوي الإعاقة، ولليافعين الذين تجاوزوا سن التمدرس، وكذا لفائدة ساكنة الأحياء المجاورة من الفئات الهشة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح عثمان تايمي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمالعرائش، أن المبادرة ساهمت بما مجموعه 1.23 مليون درهم من كلفة المشروع، مشيداً بالخدمات التربوية وشبه الطبية التي يقدمها المركز، خصوصاً في مجال معالجة اضطرابات التعلم مثل عسر القراءة والتوحد والشلل الدماغي. من جهته، شدد مصطفى بنيعيش، الرئيس الوطني لجمعية "أمل"، على الطابع المندمج لهذا المشروع الذي افتُتح بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة واليوم العالمي للتحسيس باضطراب طيف التوحد، مبرزاً أهمية الورشات المهنية كآلية لتمكين أسر الأطفال اقتصادياً. وحضر حفل التدشين ممثلون عن السلطات المحلية ومندوبيات التعاون الوطني والتربية الوطنية والصحة، إلى جانب ممثلين عن الجماعة الترابية للقصر الكبير.