قدم الفنان والباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي مساء الجمعة بمدينة طنجة مؤلفه الجديد "صنعات وحكايات من الموسيقى الأندلسية المغربية"، خلال لقاء ثقافي احتضنه مركز التقاء الشباب بحي القصبة، بحضور فنانين وباحثين وفاعلين من مجالات متعددة. ويتناول الكتاب، الذي تم تقديمه وتوقيعه خلال اللقاء الذي نظمته مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي، مجموعة من الصنعات الموسيقية الأندلسية كما تطورت في السياق المغربي، مع إضاءة على مرجعياتها التاريخية واللغوية، انطلاقا من عهد الدولة المرينية مرورا بفترة السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وصولا إلى بدايات القرن العشرين. ويعتمد المؤلف على منهج يجمع بين التوثيق والتحليل، ويستند إلى مدونات موسيقية ومصادر تاريخية ومرويات شفهية. في تصريح له بالمناسبة، قال عبد السلام الخلوفي إن العمل يسعى إلى تقديم تصور واضح حول مكونات هذا التراث الموسيقي، وإبراز بعض خصوصياته التي قد لا تحضر في التداول العام. وأضاف الخلوفي، أن الموسيقى الأندلسية تظل مجالا مفتوحا للبحث، خاصة على مستوى بنياتها النصية والإيقاعية. من جهته، اعتبر عبد الواحد بولعيش، رئيس المؤسسة المنظمة، أن هذا اللقاء يندرج في إطار دعم الأنشطة الثقافية ذات الطابع التوثيقي، مشيرا إلى أن مدينة طنجة، بما تختزنه من رصيد متنوع، تشكل فضاء مناسبا لتقديم مبادرات من هذا النوع. وعرف اللقاء مشاركة فنية لمجموعة من الأسماء المغربية، من بينها مروان حاجي، عبير العابد، أسامة عبد الدايم، ومحسن صلاح الدين، الذين قدموا وصلات قصيرة من التراث المغربي والموسيقى الأندلسية. كما سجل حضور مهتمين بالشأن الفني، إلى جانب ممثلين عن هيئات ثقافية أجنبية، من بينها المركز الثقافي الصيني بالرباط. وتخللت الأمسية مداخلات لعدد من الباحثين، من بينهم محمد ياسين العشاب، الذي توقف عند أهمية التوثيق في صون الذاكرة الفنية المغربية، داعيا إلى المزيد من الاشتغال الأكاديمي على هذا النمط الموسيقي. الكتاب يأتي ضمن سلسلة من الإصدارات التي تهتم بالموسيقى المغربية التقليدية، وتندرج هذه التظاهرة ضمن برنامج ثقافي أطلقته مؤسسة طنجة الكبرى، يهدف إلى فتح المجال أمام الفاعلين المحليين لتقديم أعمالهم ضمن فضاءات عمومية مهيأة للنقاش والعرض.