مع اقتراب موعد عملية مرحبا 2025 المخصصة لعبور المغاربة المقيمين بالخارج خلال فصل الصيف، تبرز تفاوتات لافتة في القدرات الاستيعابية والتنظيمية بين مختلف نقاط العبور نحو التراب المغربي، خاصة بين المسلك البري عبر مدينة سبتة والمسارات البحرية عبر موانئ المملكة. في مدينة سبتةالمحتلة، توقعت السلطات الإسبانية، زيادة بنسبة 4 في المئة في عدد المسافرين و5 في المئة في عدد المركبات هذا الموسم مقارنة بسنة 2024. غير ان مصالح الوقاية المدنية الاسبانية نفسها تحدثت عن تراجع تدريجي في استعمال السيارات الخاصة، في اشارة الى تحول جزئي في سلوك جزء من الجالية. وتواجه المسارات المؤدية الى سبتة ضغطا كبيرا خلال فترات الذروة، حيث تم تجهيز فضاء لوما كولمينار، الواقع على بعد اقل من كيلومتر من المعبر، لاستيعاب نحو 1500 مركبة، عبر نظام يعتمد على تقسيم الفترات الزمنية وتذكرة الكترونية تحتوي رمز QR لتدبير مسارات الانتظار. ورغم هذه الالية، فان مشاهد الازدحام لا تزال تتكرر، خاصة خلال عطلات نهاية الاسبوع، ما يجعل عملية العبور محفوفة بالتأخير والتوتر بالنسبة لعدد من الاسر المغربية، وفق ما عاينته منابر محلية اسبانية. وفي المقابل، يسجل ميناء طنجة المتوسط اداء مختلفا من حيث الحجم والانسيابية. فخلال موسم مرحبا 2024، عبر منه 1.734.160 مسافرا و457.624 مركبة، حسب معطيات رسمية، ما يعادل 57 في المئة من مجموع حركة العبور البحري باتجاه المغرب. ويستفيد هذا الميناء من تجهيزات دائمة وممرات متعددة، مما يسمح بتفويج المركبات ضمن اجال معقولة وتدبير افضل لحركة العبور دون الحاجة الى حلول ظرفية او مناطق انتظار خارجية. وبينما تواصل سبتةالمحتلة استضافة جزء من حركة العبور الموسمية، تتجه اعداد متزايدة من افراد الجالية المغربية الى اختيار المسارات البحرية المنظمة، في تحول يعبر عن البحث عن ظروف اكثر ملاءمة خلال رحلة العودة الى الوطن.