سجلت مدينة طنجة تراجعا لافتا في مستوى القدرة الشرائية مقارنة بعدد من المدن المغربية الكبرى خلال سنة 2025. وحسب بيانات منصة "نومبيو"، المتخصصة في تتبع مؤشرات جودة العيش وتكاليف الحياة، فقد بلغ المؤشر الخاص بطنجة 34.5 نقطة فقط، وهو من ادنى المعدلات المسجلة وطنيا. وتفيد المقارنات المنشورة على المنصة ان الدارالبيضاء سجلت 42.6 نقطة، والرباط 41.9، في حين تجاوزت اكادير 39 نقطة، مما يضع طنجة في مؤخرة الترتيب من حيث قدرة السكان على مواكبة كلفة المعيشة اليومية. وتعكس هذه الارقام وضعية اقتصادية غير متوازنة بين المدن، رغم تقاربها الجغرافي والديمغرافي. ووفق المؤشرات التفصيلية التي تضمنها التصنيف، فقد جاءت مدينة فاس بمعدل 35.7 نقطة، متقدمة بفارق طفيف عن طنجة، في حين سجلت مراكش 36.2 نقطة، متبوعة باكادير التي بلغ مؤشرها 39.0 نقطة. واظهرت البيانات نفسها ان طنجة تحتل المرتبة الاخيرة بين المدن الخمس الكبرى من حيث القدرة الشرائية، بفارق واضح عن المعدل الوطني العام الذي يلامس 40 نقطة. وبالمقارنة مع عدد من المدن المغاربية، سجلت تونس العاصمة 48.3 نقطة، متقدمة على جميع المدن المغربية الواردة في التصنيف، بينما بلغ المؤشر في الجزائر العاصمة 45.7 نقطة. وتشير هذه المعطيات الى موقع متأخر نسبيا لمدن المغرب في هذا المؤشر، مقارنة بعواصم دول الجوار. ويقوم مؤشر "نومبيو" للقدرة الشرائية على مقارنة متوسط الدخل الشهري الصافي في كل مدينة مع كلفة مجموعة من المنتجات والخدمات الاساسية، بينها الغذاء، والسكن، والنقل، والرعاية الصحية. ويصدر التصنيف بشكل نصف سنوي، استنادا الى بيانات مجمعة من مساهمات المستخدمين المحليين، اضافة الى قواعد بيانات مستقلة من مصادر مالية وتجارية. وتندرج مؤشرات القدرة الشرائية ضمن التقييم الاشمل لجودة العيش الذي تعتمده المنصة، والذي يشمل ايضا عناصر مثل السلامة، والمناخ، والتلوث، وتكلفة المعيشة، والرعاية الصحية. ورغم ان المؤشر لا يحمل طابعا رسميا، الا انه يشكل مرجعا مستخدما على نطاق واسع في مقارنات المدن من حيث ظروف الحياة اليومية.