اكد خبراء وصناع قرار، الجمعة بطنجة، ان المدن تمثل خط الدفاع الاول في مواجهة التغير المناخي، وان تحقيق الحياد الكربوني في افريقيا يمر عبر اعتماد تخطيط حضري مستدام، وبنية تحتية خضراء، ونقل نظيف كاولويات جماعية. جاء ذلك، ضمن التوصيات الختامية التي خلص اليها المشاركون في المنتدى الاقليمي للاقتصاد الاخضر حول المدن المحايدة للكربون، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يومي 24 و25 يوليوز، بمشاركة مسؤولين حكوميين، وخبراء دوليين، وممثلي منظمات اممية، وهيئات جهوية، وفاعلين من المجتمع المدني. واوصى المنتدى باعتماد مقاربة مندمجة ترتكز على التقاطع بين السياسات الترابية والمناخية، وتعزيز التمويل الموجه للمدن، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتوسيع الاستثمار في القطاعات ذات الاولوية، مثل الطاقة المتجددة، وتدبير النفايات، والزراعة الذكية، والنقل النظيف، والحلول الرقمية للاستدامة الحضرية. كما شدد المشاركون على اهمية اشراك الشباب في قيادة التحول البيئي، وتكريس التعليم البيئي في المناهج الدراسية، الى جانب دعم البحث العلمي والابتكار كادوات استراتيجية لتعزيز القدرة الترابية على مواجهة آثار التغير المناخي. واعتمد المشاركون "اعلان طنجة حول تسريع الاقتصاد الاخضر والحياد الكربوني في المدن الافريقية"، الذي تضمن خمسة عشر التزاما، ابرزها ادماج اهداف الحياد الكربوني في السياسات الحضرية، وتطوير آليات للرصد والتقييم تستند الى مؤشرات دقيقة ومنسقة، وتشجيع التقييم السنوي بين المدن لتعزيز الشفافية وتبادل التجارب وشهد المنتدى توقيع اتفاقية اطار بين مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة والمنظمة العالمية للاقتصاد الاخضر، تهدف الى دعم تنفيذ اولويات البرنامج التنموي الجهوي والتصميم الجهوي لاعداد التراب، من خلال مواكبة تقنية ومؤسساتية تستند الى خبرات دولية وتجارب ناجحة. وفي كلمة له خلال المنتدى، اكد عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، ان "تحقيق الحياد الكربوني ليس فقط هدفا بيئيا، بل رهان تنموي يعكس التزاما سياديا اختاره المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مشيرا الى ان الجهة جعلت من العدالة الايكولوجية احدى دعامات نموذجها التنموي واضاف مورو ان "الانتقال الاخضر لن يتحقق بدون اشراك فعلي للقطاع الخاص، وتعزيز جاذبية الاستثمارات الخضراء، وتوفير بيئة مؤسساتية تسمح بالتحرك السريع والفعال على المستوى الترابي" وتوزعت اشغال المنتدى على اكثر من ثلاثين جلسة وورشة، من بينها ورشة مخصصة للاطفال حول العمل المناخي، واخرى للطلبة الباحثين حول الاقتصاد الاخضر، الى جانب عقد لقاءات ثنائية ومتعددة الاطراف جمعت عمداء مدن بمسؤولين امميين وخبراء وممثلين عن قطاعات حكومية واختتمت اشغال المنتدى برفع برقية ولاء واخلاص الى جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة نجاح هذا الموعد الاقليمي الذي رسخ مدينة طنجة كمنصة للحوار المناخي في القارة الافريقية