أعلنت مديرة الدفاع المدني في إسبانيا، فرجينيا باركونيس، اليوم السبت، أن نهاية موجة الحرائق التي اجتاحت البلاد على مدى أسبوعين وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وتدمير مئات آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي، "أصبحت قريبة"، مؤكدة أن الوضع يشهد تحسنا ملحوظا رغم بقاء مخاطر قائمة. وقالت باركونيس، في تصريح لقناة "تي في إي" العامة، إن "لم يبق شيء يذكر، والنهاية أصبحت قريبة"، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن هذه الحرائق تبقى "غادرة"، ما يستدعي "بذل جهد أخير لإنهاء هذا الوضع المريع". وأضافت أن "الشعور السائد هو أن الوضع تحسن والأسوأ قد انتهى". - إعلان - وأوضحت المسؤولة الإسبانية أن 18 حريقا ما زالت نشطة حتى الآن، 17 منها تشكل تهديدا مباشراً للسكان والمنازل، فيما يظل حريق إيغوينيا في منطقة قشتالة وليون (شمال غرب البلاد) مصدر القلق الأكبر. وخلال الأسبوعين الماضيين، تركزت الحرائق في النصف الغربي من إسبانيا، خاصة في مناطق غاليسيا وقشتالة وليون وإكستريمادورا، بالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة استمرت 16 يوما، سجلت خلالها درجات حرارة بلغت 40 مئوية في مختلف أنحاء البلاد، و45 مئوية في المناطق الجنوبية. ومع انحسار موجة الحر وارتفاع نسبة الرطوبة وتراجع قوة الرياح، أكدت باركونيس أن "الظروف باتت أكثر ملاءمة لعمليات الإخماد"، مما عزز آمال السلطات في السيطرة النهائية على النيران. الأزمة البيئية الكبيرة فتحت الباب أمام سجالات سياسية حادة، حيث اتهم حزب الشعب المحافظ، وهو أبرز أحزاب المعارضة، رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز بالتقصير في دعم المناطق الأكثر تضررا، خصوصا تلك التي يديرها مسؤولون من الحزب المحافظ. وبحسب بيانات مركز أبحاث الحرائق والغابات الأوروبي، التي نقلتها وكالة "فرانس برس"، تعد إسبانيا من بين أربع دول أوروبية تواجه أسوأ موسم حرائق منذ بدء الإحصاءات عام 2006، إلى جانب قبرص وألمانيا وسلوفاكيا. ويؤكد العلماء أن ظاهرة تغير المناخ تؤدي إلى موجات حر أطول وأكثر شدة وتكرارا في مختلف أنحاء العالم، مما يزيد من مخاطر اندلاع حرائق غابات كارثية كالتي شهدتها إسبانيا هذا الصيف.