تترقب سواحل شمال المغرب اضطرابات بحرية طفيفة خلال مطلع الأسبوع، نتيجة التحرك البعيد لبقايا العاصفة "غابرييل" في عرض المحيط الأطلسي، دون أن تظهر مؤشرات على تأثير جوي مباشر أو خطر بري على التراب المغربي. وغادرت "غابرييل" تصنيفات الأعاصير المدارية منذ مساء الجمعة، بعدما فقدت خصائصها الدينامية والحرارية قرب جزر الأزور، حيث تحولت إلى نظام جوي ما بعد مداري يتجه شرقا بسرعة متراجعة. وتُظهر توقعات الرصد أن المسار الحالي لبقايا هذا النظام سيظل بعيدا عن شمال إفريقيا، ويرتبط بمجال جوي محدود بين جنوب غرب أوروبا والمحيط. ورغم قوة العاصفة خلال مسارها الأطلسي، فإن وضعها الجديد لا يحمل خصائص مقلقة، لا من حيث الضغط الجوي ولا من حيث الرياح المصاحبة. وتُجمع النماذج المناخية المتوفرة على غياب أي خطر بري، سواء في ما يتعلق بالأمطار أو الاضطرابات الجوية، على مختلف جهات المملكة. في المقابل، يُنتظر أن يتسبب الموج البعيد الناتج عن بقايا "غابرييل" في اضطراب بحري محدود، خصوصا في بعض السواحل المفتوحة على الواجهة الأطلسية، بين أصيلة وآسفي، مرورا بمواقع عرضية قد تشهد ارتفاعا مؤقتا في علو الأمواج خلال فترتي المد والجزر. لكن هذا الارتفاع يبقى ضمن المستويات المعروفة في مثل هذا النوع من الحالات البحرية. ولم تُسجل إلى حدود يوم السبت أي نشرة إنذارية بحرية على البوابة الرسمية للرصد الجوي، كما لم تُعلن أية جهة مختصة عن اتخاذ تدابير احترازية استثنائية، سواء في ما يخص الملاحة الساحلية أو الأنشطة المهنية المرتبطة بالبحر. وتُوصف الأجواء العامة فوق التراب الوطني بالهادئة، مع سماء قليلة السحب، واستقرار حراري نسبي على امتداد شمال ووسط البلاد. ويُنتظر أن تعود الحالة البحرية إلى وضعها الطبيعي تدريجيا مع نهاية يوم الإثنين، في غياب مؤشرات على تكرار نفس الاضطراب خلال الأسبوع المقبل. كما لا تُسجّل حاليا على خرائط الرصد العالمية أي مؤشرات على تشكل أنظمة جوية مدارية جديدة قد تؤثر على السواحل المغربية في المدى القصير. وتُتابَع بقايا "غابرييل" من طرف مراكز الأرصاد الدولية في سياق علمي وتقني، دون إدراجها ضمن الحالات النشطة التي تستدعي إصدارات إنذارية متقدمة. ويُتوقع أن تندمج تدريجيا في الكتل الهوائية الأطلسية العادية مع تقدمها شرقا، دون أن تُحدث فرقا ملموسا في الدينامية الجوية العامة بالمنطقة.