تدخلت قوات الامن، السبت، لفض وقفة احتجاجية كانت مقررة في ساحة الامم وسط مدينة طنجة، دعا اليها ناشطون للتنديد بتدهور الخدمات الصحية، ضمن حراك وطني يشمل عدة مدن في المغرب نهاية هذا الاسبوع. وبحسب موفد طنجة 24، بدأت مجموعات من المحتجين في التجمع بشكل متفرق، قبل ان تتدخل عناصر الامن لتفريقهم في مرحلة مبكرة، دون تسجيل اي صدامات او اعتقالات. وافاد المصدر، ان التدخل تم بشكل سريع ومباشر، حال دون تطور الوقفة الى شكل منظم او رفع شعارات ولافتات. وجاءت هذه الوقفة في سياق دعوات متزامنة للاحتجاج يومي السبت والاحد بعدة مدن مغربية، من بينها الدارالبيضاء، فاس، مراكش، واكادير، اثر سلسلة من الحوادث الماساوية في بعض المستشفيات، كان اخرها وفاة نساء في اقسام الولادة بسبب ما وُصف ب"الاهمال الطبي" ونقص الموارد. ورغم غياب اي تاطير حزبي مباشر، تبنت هذه التحركات صفحات شبابية على مواقع التواصل، الى جانب اصوات من داخل قطاع الصحة دعت الى "صحوة جماعية" ضد تدهور الخدمات، و"تحميل الدولة كامل المسؤولية في ما وصفوه بانهيار المنظومة العمومية". في المقابل، رجحت مصادر غير رسمية ان يكون سبب التدخل الامني مرتبطا بعدم توفر الوقفة على ترخيص مسبق، ما يجعلها غير قانونية وفق مقتضيات التنظيم الجاري به العمل في المغرب. وتعيد هذه الاحتجاجات الجدل حول الاصلاحات الجارية في القطاع الصحي، بعد ان اطلقت الحكومة ورش تعميم التغطية الصحية الشاملة، وربطتها باصلاحات هيكلية شملت نظام الوظيفة العمومية الصحية، وتاسيس "المجموعات الصحية الترابية" كنموذج جديد للتدبير الجهوي للعرض الصحي. وتعد مدينة طنجة، التي يفوق عدد سكانها المليون نسمة، من بين الحواضر الكبرى التي تعاني ضغطا كبيرا على بنيتها الصحية، وسط شكاوى متكررة من ضعف الطاقة الاستيعابية لمستشفياتها العمومية، وتزايد الاعتماد على القطاع الخاص رغم ارتفاع التكاليف.