يعمل فريق من الباحثين في جامعة باومان التقنية بموسكو على تطوير جهاز قادر على تحويل رمال القمر إلى مواد بناء، في خطوة تهدف إلى تسهيل إنشاء منشآت بشرية على سطح القمر خلال العقود المقبلة. وقال الباحث ميخائيل كودرياشوف، إن نقل مواد البناء من الأرض إلى القمر مكلف للغاية ويتطلب موارد ضخمة، لذلك يركز العلماء على إمكانية إنتاج الطوب مباشرة باستخدام مكونات القمر الطبيعية. وأوضح كودرياشوف أن التقنية الجديدة تعتمد على استغلال الطاقة الشمسية المتوافرة بكثرة على سطح القمر، حيث يتم جمع الرمال وتسخينها بواسطة الأشعة الشمسية لإذابتها وتحويلها إلى طوب متين يمكن استخدامه في تشييد المنشآت القمرية دون الحاجة إلى مصادر طاقة إضافية. ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود الروسية الرامية إلى تعزيز حضورها في مجال أبحاث الفضاء، إذ أعلن قنسطنطين رايكونوف، رئيس قسم أنظمة الفضاء في المعهد المركزي للبحوث الهندسية، أن روسيا تخطط لإطلاق العناصر الأولى من المحطة العلمية الدولية على القمر خلال بعثات فضائية مرتقبة في عامي 2033 و2034. ويرى خبراء الفضاء أن تطوير هذه التقنية قد يشكل نقلة نوعية في مستقبل الاستيطان الفضائي، إذ يتيح تصنيع مواد البناء محلياً بدلاً من نقلها من الأرض، ما يقلل التكاليف ويزيد من فرص تنفيذ مشاريع طويلة الأمد على سطح القمر.