انعقد، يومي الجمعة والسبت، بمدينة تطوان، لقاء تحضيري بمشاركة وفد رفيع من اللجنة الاستشارية لمبادرة "عواصم المتوسط للثقافة والحوار"، وذلك في أفق تتويج المدينة إلى جانب نظيرتها الإيطالية ماتيرا، كعاصمتين متوسطيتين للثقافة والحوار لعام 2026. واستقبلت جماعة تطوان الوفد الرسمي الذي ضم ممثلين عن الاتحاد من أجل المتوسط، ومؤسسة آنا ليند، والمعاهد الثقافية لكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، إلى جانب مسؤولين من مدينة ماتيرا، وفاعلين ثقافيين من المجتمع المدني المحلي. وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جماعة تطوان، مصطفى البكوري، إن "تطوان، مدينة الحمامة البيضاء، ظلت عبر تاريخها بوابة حضارية وثقافية للضفة الغربية من المتوسط، حاضنة للتعدد، وجسرًا للقاء بين الشرق والغرب"، مؤكدا أن اختيارها إلى جانب ماتيرا يحمل دلالات رمزية عميقة تعكس التقاء الضفتين في مشروع ثقافي مشترك. وأشار إلى أن هذا التتويج المنتظر يضع على عاتق المدينة "مسؤولية ثقافية وإنسانية كبرى"، تتجسد في جعل الثقافة والحوار وسيلتين لتعزيز السلم، ومواجهة كل أشكال التطرف والانغلاق، مضيفًا أن المجلس الجماعي جعل من الثقافة محورا استراتيجيا في برنامجه التنموي. وتم خلال اللقاء التوقف عند مشاريع ثقافية مهيكلة تجري على أرض الواقع، أبرزها جامعة علوم الثقافة والتراث بالمحطة الطرقية القديمة، ومتحف الذاكرة التطوانية، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى اعتبار الثقافة رافعة للتنمية. من جهته، أكد أيمن الشربيني، مستشار الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، أن "تطوان تتوفر على مؤهلات ثقافية وتاريخية غنية، تؤهلها للعب دور مركزي في إشعاع الثقافة المتوسطية"، مشيرًا إلى أن الزيارة شكلت فرصة للقاء مع مسؤولين وفاعلين محليين لمناقشة البرامج المرتقبة خلال سنة التتويج. بدورهم، أكد ممثلو مدينة ماتيرا أن المبادرة تشكل فرصة لتعزيز الروابط بين المدينتين اللتين تتقاسمان تاريخًا متوسطيا مشتركا، داعين إلى استثمار الإمكانات الثقافية والسياحية في بناء علاقات تعاون مستدامة، وترسيخ حضور المدينتين في فضاء المتوسط الثقافي. وشهدت الزيارة تنظيم سلسلة لقاءات مع المجتمع المدني والإعلاميين والفاعلين المحليين، بهدف بلورة برنامج ثقافي متكامل، يحتفي بتطوان وماتيرا كعاصمتين للثقافة والحوار، ويسهم في دعم التقارب بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط.