تسارعت وتيرة الحجوزات في الفنادق المصنفة بمدينة طنجة منذ منتصف دجنبر الجاري، استعدادا لاستقبال احتفالات رأس السنة الميلادية 2026، وسط توقعات بتسجيل معدلات ملء قياسية وتطبيق إجراءات أمنية مشددة، في وقت كشفت فيه المؤسسات السياحية عن زيادات في الأسعار تماشت مع ارتفاع الطلب الداخلي والخارجي. وشرعت الوحدات الفندقية الكبرى، لاسيما الواقعة على الشريط الساحلي ومنطقة "هوارة"، في تسويق باقاتها الاحتفالية التي تتراوح أسعارها في الفنادق الفاخرة ما بين 2500 و3000 درهم للشخص الواحد لليلة الواحدة، حيث تتضمن هذه العروض حفلات عشاء وسهرات فنية تمتد حتى الساعات الأولى من صباح الأول من يناير، في محاولة لاستقطاب أكبر عدد من الزوار وتجاوز آثار الركود الموسمي المعتاد في فصل الشتاء. وأفادت مصادر مهنية أن معدلات الحجز المؤكدة تجاوزت 80 في المئة في بعض الفنادق المصنفة من فئة 5 نجوم، مثل فندق "هيلتون طنجة الهوارة" الذي أعلن عن برنامج خاص لهذه المناسبة، مدعوما بتوافد كبير للسياح الإسبان وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، فضلا عن السياح المحليين الذين اختاروا طنجة وجهة مفضلة لقضاء عطلة نهاية السنة، مما يعزز الأداء السياحي للمدينة التي سجلت نموا في ليالي المبيت ناهز 16 في المئة حتى متم شتنبر 2025. وتواكب السلطات المحلية هذه الدينامية بتفعيل خطة أمنية استباقية بمحيط المناطق السياحية والفنادق والمراكز التجارية في "مالاباطا" ووسط المدينة، تهدف إلى تأمين الاحتفالات وضمان انسيابية المرور، تزامنا مع اكتساء شوارع المدينة الرئيسية حلة الزينة والأضواء، في مشهد يعكس الرهان الاقتصادي الكبير على "ليلة البوناني" لرفع رقم المعاملات السنوي للقطاع السياحي بالمنطقة. وتكتسي احتفالات هذه السنة طابعا استثنائيا لتزامنها مع استضافة المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي انطلقت منافساتها قبل أيام قليلة، وهو المعطى الذي حول طنجة، باعتبارها إحدى المدن المستضيفة للمباريات، إلى نقطة جذب مركزية لآلاف المشجعين والوفود الرياضية والإعلامية الإفريقية والدولية، ما ساهم في امتلاء الطاقة الاستيعابية للفنادق بشكل أسرع مقارنة بالسنوات الماضية، ودفع إدارات الفنادق إلى ملاءمة عروضها لتشمل خدمات موجهة لجمهور الكرة. ويشير مراقبون للشان المحلي أن هذا التزامن بين عطلة رأس السنة والحدث القاري منح القطاع السياحي في عاصمة البوغاز دفعة قوية ومداخيل إضافية، إذ تحولت المدينة إلى قبلة سياحية ورياضية مزدوجة، حيث تستفيد المنشآت السياحية من طول مدة إقامة الوفود المشاركة في البطولة لضمان استمرار الرواج التجاري لما بعد ليلة رأس السنة، خلافا للمواسم السابقة التي كانت تشهد انخفاضا حادا في الليالي السياحية مباشرة بعد الثاني من يناير.