حتى يستريح من لا يعرف عني إلا القليل أقول له إني مواطن قطع مسارا و كانت له فرصة طويلة تزيد عن عقد من الزمن اندمجت فيها في وسط المناضلين السياسيين و الحقوقيين و النقابيين بالرباط ، حيث تتواجد القيادات السياسية و الحقوقية و النقابية لمدة 15 سنة ، و لذلك فإني أمارس قناعاتي و أتواصل مع كل المناضلين و النشطاء الحقوقيين في سائر الوطن لأجل المساهمة في السير قدما نحو تحقيق الحرية و الديمقراطية و دولة الحق و القانون و المؤسسات من خلال المساهمة بالقلم و بالنضال الميداني ،و ليس لنا أي هدف أو طلب الجزاء و الشكر غير رفع الظلم عن المظلوم و الوقوف إلى جانب الحق ، و الحق يعلو و لا يعلى عليه ، و بالطبع فالنضال يؤطره الدستور و القانون الذي يتطور مع الزمان و الأجيال . و نتعجب ممن هم منغلقين و يحسبون أنهم فوق القانون أو أن المناضلين يضيعون وقتهم ، بل المناضلون مواطنون يؤدون رسالة إنسانية بقلب سليم و بروح إيمانية حيث لا يظهر لهم و لا ينكشف أمامهم سوى الحق و لا يأبهون لأقاويل الباطل و الغافلين أو من يحسبون أنهم الأذكى بينما هم من أشارت إليهم الأصابع و هم لا يدرون . الحياة مهما طالت و لو امتدت ل 100 سنة فإنها لا تساوي جناح بعوضة ،و لذلك فالطريق نحو الحق ملغوم و ممتلئ بالمفسدين و بمن يتربصون الشر و العدوان، لكن كيد أصحاب السوء و شر الخلق يكبل أعناقهم و لا تأتيهم الراحة و الطمأنينة و يصابون بالوساوس و عذاب الضمير إن بقي لهم ذرة من الضمير، و لا تغمد أجفانهم ليلا لما اقترفت أيديهم و ألسنتهم من سوء و مكر و شر مدبر في جنح الظلام بظلمة قلوبهم و تحجر عقولهم و موت إحساسهم. النضال أيها المواطنون هو أن تعطوا من وقتكم لأجل تصحيح الأوضاع الخاطئة و مجابهة الفساد و القيام بمبادرات لصالح المواطن المغلوب على أمره الغارق في البحث عن لقمة العيش بعرق الجبين دون الالتفات لما يوجد عند الغير ، لكن عندما يتخلى المواطن خاصة الواعي و المتعلم و العارف بشؤون المواطنين عن دوره و يرتكن لذاته و يبتعد عن الشأن العام الوطني و الجهوي و المحلي الذي هو شأن يخصه في صحته و مسكنه و شغله و تنقله و أمنه و تعليمه ..، فإن الوضع يؤشر على السواد و الفأل السيء، و يمكن أن يتساءل الهمازون و اللمازون عن النضال الذي لا طائل من ورائه خاصة مع وجود واقع فاسد القاعدة فيه هو مخالفة القوانين و معاكسة الأخلاق و الاعتداء في السر و العلن على حقوق الآخرين دون أي حس بتأنيب الضمير . المناضلون هم جنود الله في أرضه يجهرون بالحق و لا يخافون لومة لائم لهم مواقف ثابتة يقولون الحق في أنفسهم قبل أن يقولوه في غيرهم ،و يقولون الحق و لا يفكرون إلا كيف يمكن استرداده لأصحابه من الذين عوض أن يكبروا في طاعة الله كبروا في معصيته و الطغيان و التجبر على مواطنين بسطاء لا يعرفون كل حقوقهم ، و إن عرفوها لا يعرفون كيف يستردونها و يناضلون من أجلها بطرق سليمة وفق القانون و الدستور ، فهنيئا لكل المناضلين الذين ينسون أنفسهم لأجل الدفاع و الحفاظ على حقوق المواطنين المهضومة من طرف لوبيات الفساد المتلونة و المتشعبة في كل مفاصيل الحياة العامة و التي تبتكر طرق و أساليب التماسيح الغادرة و طرق و مسالك العفاريت الماكرة و هذا من قاموس المصطلحات السياسية للسياسيين الجدد في مغرب العجائب.