– عصام الأحمدي: ليالي عسيرة يقضيها هذه الأيام، رجال الأمن المكلفين بضبط الأوضاع على مستوى كورنيش مدينة طنجة، حيث يجد العديد منهم أنفسهم أمام حالات أمنية تتطلب الكثير من الجهد، بفعل إقبال كثيف على هذا الفضاء الذي يشكل خلال ليالي العطلة الصيفية وجهة مفضلة لمختلف الفئات العمرية من سكان وزوار مدينة البوغاز. ويشكل مرتادو الحانات والمراقص الليلية المنتشرة على طول الكورنيش، نسبة كبيرة من المتواجدين فيه منذ الساعات الأولى من مساء كل يوم، حيث لا يتوانى أصحاب هذه الفضاءات في فتح الأبواب أمام جميع الفئات، بما فيهم القاصرون، الذين من المفترض أن القانون يمنع هذه الحانات من استقبالهم، وبالتالي فإنهم يشكلون "أبطالا" لحوادث أمنية متكررة، تصل تقاريرها المفصلة إلى مكاتب الجهات المسؤولة بشكل يومي، لكنها على ما يبدو غير كافية لتدخل صارم يمنع خرق القانون ومعاقبة مخالفيه. الساعة تشير إلى الواحدة صباحا، تنبعث رائحة "الشيشا" من داخل مرقص معروف بالكورنيش، صراخ أنثوي حاد يتعالى متضمنا لكلمات نابية، سرعان ما سيكشف عن اشتباك بين فتاتين قاصرتين في عمر الزهور اختارتا الفضاء الخارجي للحانة لتصفية خلاف حول "أحقية" كل منهما في مرافقة عشيق الليلة، قبل أن تستل إحداهما سلاحا أبيض وتوجه بواسطته طعنات إلى "منافستها" أردتها طريحة الأرض وسط بركة من الدماء، فيما لاذت المعتدية بالفرار إلى وجهة مجهولة. ينهمك عناصر أمن في معاينة وتحرير محضر حول الحادثة، في حين يقوم رجال إسعاف بنقل الضحية إلى سيارة للوقاية المدنية كانت مرابطة بمكان قريب، "هذا المرقص هو مسرح لحوادث يومية من هذا النوع"، يقول حارس سيارات تعليقا على هذا الحادث، قبل أن يضيف "معظم رواد هذا المرقص من القاصرين، وفي أحيان كثيرة يأتي إليه بعض الآباء بحثا عن أبنائهم وبناتهم". في مشهد آخر من ليالي الصيف الدموية، يحاول شخص ثلاثيني الدخول عنوة إلى حانة معروفة بالكورنيش، بعد أن منعه عنصران من الأمن الخاص من ذلك، بدعوى أن "هندامه غير مناسب لطبيعة هذا المكان"، وأمام إصرار الشخص المذكور على رغبته، لجأ "الفيدوران" إلى عضلاتهما المفتولة التي انهالت عليه ركلا ورفسا، قبل أن يقوما باستدعاء عناصر الأمن الوطني الذين اقتادوه إلى سيارة للشرطة. عربدة القاصرين و"تغول"حراس الحانات، ليست وحدها التي تتسيد مشاهد ليالي الكورنيش الصاخبة، بل هناك حوادث طرقية متكررة في شارع محمد السادس، سيارة تنحرف عن مسارها بفعل السكر الطافح لسائقها، وثانية لم تجد بدا من الاصطدام مع عربة أخرى، بالإضافة إلى عشرات من حالات المناوشات التي تنشب بين الفينة والأخرى بين أشخاص راشدين غاب عنهم الرشد في هذه اللحظة، إما تحت تأثر المشروبات الكحولية أو تحت تأثير العزة بالنفس والرغبة في الظهور بمظهر الفارس أمام مرافقة أو بائعة هوى.