- تواصل الأزمة في مالي. التي أخذت الأحداث فيها منعطفا جديدا عقب التدخل العسكري الفرنسي. الاستئثار باهتمامات الصحف الأوروبية. التي ركزت اليوم الثلاثاء على التناقضات في المواقف الجزائرية وسيناريوهات تطور النزاع. فتحت عنوان "الجزائر تضطر إلى تغيير لهجتها". كتبت صحيفة "لوسوار" البلجيكية أن "الجزائر تخفي مزاجها السيئ في تعاملها مع الصراع في مالي لأن موقفها الرسمي الداعي إلى تعزيز الحوار بين الفرقاء تبدد عقب إقدام جماعة "أنصار الدين" .التي تظن الجزائر أنها تسيطر عليها. بالهجوم في العاشر من يناير الجاري في اتجاه الجنوب.
وأضافت الصحيفة أن دفاع الجزائر على عدم تدخل القوى الغربية انهار أمام التدخل العسكري الفرنسي. مبرزة أن "الأحداث على أرض الواقع وسوء تقدير السلطات الجزائرية لنوايا جماعة "أنصار الدين" أجبرا الجزائر على مراجعة حساباتها ودعم الجارة مالي. بتكتم . في طلبها العاجل للمساعدة الخارجية.
ومن جهتها رأت صحيفة +لا ليبر بلجيك+ أن " ثلاثة صراعات تتداخل في الأزمة المالية. مما يعقد حل الأزمة : احتلال الجماعات الجهادية ومطالبة الطوارق بالاستقلال الذاتي والصراع العنصري.
وفي فرنسا. أشادت صحيفة " لو فيغارو" المقربة من المعارضة اليمينية. بالحزم الذي أبان عنه الرئيس فرانسوا هولاند ازاء ابتزاز الجهاديين. معتبرة أن قرار الرئيس الفرنسي "لم يكن من السهل اتخاذه باعتباره يضع مصير الرهائن الفرنسيين "في الميزان".
وأضاف كاتب المقال أن "فرنسا لا تتدخل في أفريقيا للدفاع عن المصالح الخاصة. إنها تقوم بذلك في إطار الأممالمتحدة وتتحمل مسؤولياتها لأنها في وضع يؤهلها للمساعدة على تطوير قارة واعدة".
ومن جانبها كتبت صحيفة "لبيراسيون". اليسارية. في افتتاحيتها. أن فرنسا تتحرك لوحدها ضد "قوى تجمع بين تجهيزات جيش نظامي ووحشية عصابة من البلطجية". مشيرة إلى أن فرنسا ستساهم. من خلال تعبئة وسائل استثنائية. في الحد من انتشار ورم الإرهاب الذي خرج عن السيطرة .
وفي حوار مع صحيفة "لو باريزيان". أكد القاضي مارك ترافيديك المختص في قضايا الإرهاب ومؤلف كتاب "في قلب محاربة الارهاب". الذي صدر مؤخرا. أن التدخل في مالي قد يؤدي إلى عمليات انتقامية على المدى المتوسط فوق التراب الفرنسي. مستبعدا أن يحدث ذلك على المدى القصير.
وبلندن سلطت الصحف البريطانية الضوء على عدد من القضايا ولاسيما منها التدخل العسكري في مالي وموجة البرد والصقيع التي تشهدها المملكة المتحدة حاليا.
وعبرت الصحف اللندنية في هذا السياق عن مخاوفها بخصوص دور بريطانيا في الهجوم الفرنسي على المتمردين الجهاديين في مالي.
وأشارت صحيفة الاندبندنت إلى تحذير ضباط بريطانيين سامين من خطر الانخراط المباشر لبلادهم في هذه العملية العسكرية. مؤكدين أن مثل هذه المشاركة ستزيد من حجم الضغوط على الجيش البريطاني وتتطلب تعبئة موارد هامة.
وأكدت الاندبندنت أن هؤلاء الضباط سيعبرون عن مخاوفهم خلال اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي البريطاني الذي سينعقد اليوم الثلاثاء برئاسة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء.
ومن جانبها. حذرت صحيفة الغارديان من مخاطر إطالة أمد الصراع في مالي من دون الحصول على دعم كامل من حلفاء فرنسا ولاسيما في حلف شمال الأطلسي. مشيرة إلى أن بريطانيا كانت أول بلد أوروبي يعلن دعمه المباشر للمبادرة الفرنسية في مالي رغم أنها اقتصرت أيضا عن تقديم الدعم اللوجيستي.
وتطرقت صحف أخرى. ومن بينها صحيفة الديلي ميل . إلى موجة البرد القارس التي تجتاح بريطانيا حاليا وخاصة بعد سقوط ثلوج غزيرة في جل مناطق المملكة. مؤكدة على ضرورة تعزيز حماية الأشخاص المحرومين والمهمشين خلال هذه الفترة.
وفي موسكو. كتبت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا". تحت عنوان "الإسلاميون يهددون باستهداف قلب فرنسا" أن فرنسا أخذت تهديدات الإسلاميين الذين استولوا على شمال مالي بشن عمليات إرهابية فوق أراضيها " على محمل الجد" حيث رفعت مستوى التأهب الأمني واتخذت إجراءات إضافية لمواجهة الأعمال الإرهابية المحتملة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة الفرنسية ضد الإسلاميين في مالي حظيت بدعم من حلف الناتو. كما أن موسكو اتخذت موقفا إيجابيا من خطوة باريس. حيث أكدت أن فرنسا تدخلت في الأزمة بناء على طلب السلطات المالية. وهي لا تنوي إطالة أمد تواجدها العسكري في هذا البلد. الأمر الذي أكدته باريس.
أما الصحف الايطالية. فقد اهتمت أكثر بالشأن الداخلي من خلال تخصيص حيز هام من صفحاتها للمواجهة القائمة بين ماريو مونتي سيلفيو برلسكوني. على التوالي رئيس تحالف الوسط ورئيس يمين الوسط في أفق الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يومي 24 و 25 فبراير المقبل.
وكتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" إنه إذا كان مونتي قد بادر بالهجوم عبر نعته برلسكوني ب"المخادع المبهج" و"عازف الناي السحري" (في إشارة إلى القصة الألمانية لعازف الناي الذي أغرق الفئران التي اجتاحت مدينة هاملين). فإن برلسكوني أجاب بوصف مونتي بكونه "خدعة".
وبالنسبة لصحيفة "كورييري ديلا سيرا". فإن مونتي خطا خطوة جريئة بتخليه عن القدح والسخرية واهتمامه بالحملة الانتخابية.
ومن جهتها اعتبرت صحيفة " لا ستامبا" أن مونتي سعى من خلال هجومه على حزب الشعب من أجل الحرية ( حزب برلسكوني). إلى "جذب المعتدلين". مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية " محسوبة" ولا تندرج في اطار رد فعل عادي.
في اسبانيا. اعتبرت صحيفة " الباييس" أن حزبي الأغلبية في كاتالونيا (التقارب والاتحاد) واليسار الجمهوري في كاتالونيا. خفضا من خلال اعتمادهما لإعلان بشأن الاستفتاء حول مصير كاتالونيا. من مستوى تطلعاتهما عبر حذف عبارة "دولة " من الوثيقة.
وسلطت صحيفة " الموندو" الضوء على موقف الحزب الاشتراكي الكاتالوني الذي عارض موقف تحالف الأغلبية باقتراح تعديل دستوري من أجل إنشاء دولة فيدرالية مع مراعاة حق الكاتالانيين في الاختيار.
أما الصحف البرتغالية فقد اهتمت أكثر بالارتفاع الذي شهدته الضريبة على الدخل على إثر نشر مستجدات هذه الضريبة برسم 2013 بالجريدة الرسمية.
واعتبرت صحيفة " دياريو دي نوتيسياس" أن الزيادة الهامة التي سيتم تطبيقها على هذه الضرائب. ابتداء من اليوم الثلاثاء ستؤثر سلبا على ذوي الدخل الذي يفوق 595 أورو . مشيرة إلى أن إرفاق هذا الإجراء بحذف منحة نهاية العام. سيحرم كل موظف أو متقاعد من ما يعادل راتب شهر واحد في نهاية العام.