اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت بأزمة الرهائن بالجزائر فضلا عن مواضيع أخرى ذات صبغة داخلية. وأجمعت الافتتاحيات والتعاليق على الإشارة إلى أن إفريقيا الشمالية بصدد لأن تصبح الجبهة الجديدة للحرب التي تشن منذ سنوات ضد الإرهاب. وتحت عنوان "ساحة المعركة المقبلة" أشارت "ذي أندبندنت" الإنجليزية إلى أن إعلان رئيس الحكومة دافيد كاميرون أمس حول الجزائر يظهر أن منطقة شمال إفريقيا أصبحت مركز الانتباه الجديد في إطار محاربة الإرهاب. وعبر كاميرون ٬الذي دعا لرد فعل أمني قوي لما يجري في الجزائر٬ عن إرادة بريطانية جديدة لدعم العمل الدولي ضد الجماعات الإرهابية العاملة في شمال إفريقيا. أما "ذي تايمز" فاعتبرت من جهتها أن الأحداث الجارية بالجزائر جاءت لتعكس المخاوف بأن شمال إفريقيا أصبحت "أفغانستان جديدة" وميدانا لا يخضع لأي قانون وحيث المقاتلون يمكنهم أن يقوموا بسهولة بهجمات على المصالح الغربية. وكتبت "دايلي ميرور" من جهتها أن كاميرون له الحق في القول بأن الخطر الذي تمثله الجماعات الجهادية لا يجب الاستهانة به محذرا بأن بريطانيا عليها أن تعرف بأن ردها لن يزيد الوضع خطورة لوضعية هي سيئة أصلا. أما الصحافة الفرنسية فواصلت تعليقاتها على الهجوم الذي شنه الجيش الجزائري على مختطفي الرهائن وعنونت "الفيغارو" مقالها ب"الهجوم الدامي خيار الجزائر" وقالت إنه في مواجهة بربرية "الجهاديين" في تيغانتورين فإن السلطات الجزائرية قامت بتقديم رد أشد قسوة. "رد فعل سريع دون اكتراث ٬على ما يظهر٬ بحياة الرهائن". وأضافت أنهم بتدخلهم بهذه الطريقة فإن جنرالات الجزائر وجهوا إشارة مزدوجة موضحة أنه برد الفعل هذا فإن فرنسا أصبحت في موقف حرج وأنه في الوقت الذي انتقدت فيه عدة دول أوروبية واليابان الخيار الجزائري فإن الرئيس فرانسوا هولاند رد بموقف مهذب. ومن جهتها انتقدت "لوموند" تخبط الجزائر بخصوص المعلومات المقدمة حيث أن الإعلام الرسمي الجزائري غير متعود على تقديم معلومات وانتهت الجزائر في الأخير باللجواء إلى وسائل الإعلام الدولية. أما في بلجيكا فكتبت صحيفة "لوسوار" مقالها تحت عنوان "الحرب ضد الإرهاب تأتي على رأس إنشغالات الغرب" وقالت إنه من طوكيو وواشنطن مرورا بلندن واوسلو فباريس فإن احتجاز رهائن في جنوبالجزائر عزز التعبئة بشكل غير مسبوق . وفي البرتغال كتبت "بوبليكو" متسائلة عن مصير الرهائن وقالت إن حصيلة الخسائر البشرية للهجوم الجزائري الذي وصفته ب"الكارثي" ما زالت غير مؤكدة. أما "إكسبريسو" فقالت إن عملية احتجاز الرهائن تم التخطيط لها منذ مدة وأن الخاطفين كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة لتنفيذ مخططهم . وعلى الصعيد الداخلي فأشارت الصحف إلى تقرير البنك الدولي المرحلي حول الإصلاحات التي تنفذها البرتغال مقابل مخطط مساعدات دولية. أما الصحافة الإسبانية فاهتمت بموضوع يشغل كثيرا الشعب الإسباني وهو تخليق الحياة السياسية عقب ما اثير عن فساد تسبب في جدل. وأكدت "إلموندو" أن زعيما سابقا بالحزب الشعبي الحاكم وزع لمدة عشرين سنة مبالغ مالية تراوحت ما بين خمسة آلاف و15 ألف أورو لمسؤولين زيادة على رواتبهم الرسمية. وأوردت نفي الكاتب العام للحزب ماريا دولوريس دو كوسبيدال بشكل قاطع ما تردد أوأن يكون أي مسؤول من حزبه تلقى في عهده مبالغ غير مصرح بها. أما صحيفة "البايس" فقالت من جهتها إن رئيس الحكومة الإسبانية ورئيس الحزب الشعبي ماريو راخوي يوجد في وضعية "جد خطيرة" وعليه تقديم تفسيرات حول الأمين العام السابق لحزبه. أما الصحافة الإيطالية فتحدثت عن موضوع التوقعات الإقتصادية المتشائمة لبنك إيطاليا لعام 2013 وكتبت صحيفة "كورييرا دي لاسيرا" أن هذه السنة ستكون أيضا صعبة وسيواصل الاقتصاد الإيطالي تراجعه. وقالت "لاريبوبليكا" إن هذا التراجع يعود بشكل كبير إلى الإجراءات التصحيحية للحسابات العمومية ومخططات التقشف التي اعتمدتها حكومة التقنوقراط لماريو مونتي. وبخصوص الصحافة الروسية فأشارت إلى الذكرى ال20 لصدور روسيا الإتحادية وقالت مجلة "بروفيل" إن الذكرى ال20 تمر هذا العام على اقرار دستور روسيا الاتحادية ولازالت تدور في البلاد الآن مناقشات حول ضرورة تعديله٬ واذا "أسلمنا بأن دستور روسيا يكرس حالة نظامه السياسي والاقتصادي٬ فينبغي الاعتراف بأن التعديلات الدورية على القانون الأساسي أمر لا بد منه". وأضافت المجلة أنه تم اعتماد الدستور الحالي لروسيا في عام 1993 في عهد الرئيس بوريس يلتسين٬ وقد طرأت تغييرات كثيرة على الوضع منذ ذلك الحين. ورغم أن فلاديمير بوتين يعتبر شكلياً خليفة بوريس يلتسين٬ فإن نظامه٬ وفي الكثير من الأمور٬ هو نفي لعهد يلتسين عمليا. وتناولت الصحف موضوع سوريا وكتبت اسبوعية "ارغومنتي نيديلي" إن الدعم الروسي لا يقتصر على الدعم الدبلوماسي لحليفتها سورية وأنه منذ وقت غير بعيد يلاحظ حضور دائم لمجموعة من السفن الحربية الروسية على مقربة من الساحل السوري. ومن حين لآخر تتغير تشكيلة هذه المجموعة ٬ غير أنها لا تخلو ابدا من سفن قتالية٬ وأخرى كبيرة لقوات الإنزال.