رغم أن أبناء العدالة والتنمية يحاولون إخفاء حقيقة توجههم العقدي والديني، فإن ألسنتهم تفضحهم، وقد تحدث عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، كثيرا عن الديمقراطية والحزب الحداثي، وأن الحزب الإسلامي ليس حزبا دينيا، لكنه اليوم وفي حالة انتشاء وسط إخوانه قال : "إن حزب العدالة والتنمية معجزة حقيقية في التجارب السياسية المغربية"، مضيفا "إذا كنا متمسكين بحبل الله، فالنصر يأتي من عنده وليس بوسائلنا الخاصة، لأن الله سبحانه يرعى هذه التجربة ما دام فيها أناس مخلصون". المعجزة في اللغة والشرع تعني الحالة التي لا تخضع للمنطق وقوانين الطبيعة، وقد اختص الله بها أنبياءه وأصفياءه، وهي حالة استدلال على النبوة، بينما حزب العدالة والتنمية، ليس سوى حالة بشرية وتنظيم سياسي يضم بين صفوفه كل أصناف البشر ومن بينهم "العرايا" الذين اتخذوا من السياسة وسيلة للاغتناء، ومنهم من دخل الحكومة حافي القدمين وخرج منها بفيلات وشركات وغيرها. حقيقة يمكن القول إن حزب العدالة والتنمية معجزة. لكنها ليست معجزة ربانية وإنما شيطانية. فمن كان يتصور أن المجموعة التي كانت في بداية الثمانينات عبارة عن دراويش يأكلون الخبز والزيتون ويطعمهم بنكيران كسكسا ستصبح هي التي تقود الحكومة؟ المعجزة التي نسي حامي الدين الحديث عنها وهي أن مجموعة لم تكن تلوي على شيء تم تمكينها، على عهد إدريس البصري وزير الدولة في الداخلية، من كافة الإمكانيات للسطو على حزب الدكتور الخطيب، وتحولت من جميعة صغيرة إلى حزب كبير بفعل "الدوباج" وليس بفعل امتلاك رؤية قوية للواقع السياسي.